هل ادرك شباب ساحة التغيير مؤخرا انهم سخرة
الاصلاحيون قادوا الشباب عصر يوم الاحد عبر شارع الستين بصنعاء في ما سموه مظاهرات التصعيد من الشوارع الى الحارات? والنائب الاصلاحي فؤاد دحابة يهيج الجميع عبر مكبر الصوت? وكانت الفرقة الأولى مدرع حاضرة ايضا بكثافة عبر جنودها وضباطها وآلياتها المدرعة بدعوى حراسة المتظاهرين.
سموها مظاهرة مليونية لكن من شارك فيها يعدون بالمئات وفي منتصف الطريق غير بعضهم وجهته عائدا الى ساحة الجامعة بينما قلة فضلت مواصلة السير الى عصر وهناك القت بالاحجار على جنود الامن الذين كانوا يحملون الهراوات ثم عادوا ادراجهم الى الساحة وهناك حدثت الاشتباكات بين الثوار بعضهم بعضا بعد تبادل الاتهامات فيما بينهم. طرف يدعي انه خذل وانه يرفض المظاهر المسلحة في المظاهرة ويرد الطرف الآخر بتهم العمالة للامن القومي او انهم مندسين في اقل تقدير? وهي التهمة التي وجهها الاصلاحيون لما يسمى شباب الصمود الحوثيين في اليوم السابق لأنهم قرروا الانسحاب من شارع عشرين وفتح الطريق للمارة وسكان الحي.
ان هذه الانقسامات والانسحابات مردها الى أخطاء حزب الاصلاح الذي مال بقوة في الفترات الاخيرة الى العنف وزج مسلحيه في صفوف الشباب وخاصة
المستقلين الى جانب ما تقوم به الفرقة الاولى مدرع بقيادة علي محسن الذي شكل الى جانب الاصلاح ومشايخ الاحمر حلفا للوصاية على الشباب وتسخير
نشاطهم لخدمة اهداف الحلفاء? وغاب المشروع الشبابي غيابا كليا عن الساحة لصالح المشروع الاصلاحي- العسكري –القبلي.
ويشعر اليوم كثير من الشباب المستقلين خاصة انهم باتوا ضحية مؤامرة وانهم يستخدمون من قبل الآخرين كأدوات فقط واشبه بعمال السخرة? وامام هذه
الحقيقة كان من الطبيعي ان ينسحب كثيرين منهم وان يلجأ آخرون الى المقاومة التي اتخذت عدة اشكال من بينها ما حدث في الساحة طيلة وقتي المغرب والعشاء بعد العودة من المظاهرة التي سماها الاصلاحيون تصعيدية ومليونية ايضا وانتهت تلك النهاية التي جعلتهم موضوعا للنقد والسخرية.
ويجد بعض الشباب المستقلين ان انسحاب الحوثيين من الساحة يجعلهم اقدر على بلورة مشروعهم الخاص خارج هذه الساحة التي طالما ظلوا فيها عرضة للاعتداء
من قبل الاصلاحيين وجنود الفرقة الاولى مدرع? وهذا ما جعل كثير من اصوات الشباب المستقلين تعلو يوما بعد يوم الى عدم الاستمرار في نضال من اجل
الاصلاح ومشايخ الاحمر واللواء علي محسن وغيرهم من الذين استحكموا فعلا على الثورة الشبابية? وبالتالي التفكير بوضع برنامج شبابي سياسي حقيقي
يتميزون به ويتحررون من الأوصياء الذين حولوا الشباب الى عمال سخرة.
لكن هؤلاء الشباب يحتاجون الى المساعدة للوصول الى هذه النتيجة ذلك ان عدم توافر أي مصادر دعم لهم هو الذي اوقعهم تحت استغلال الاصلاحيين وغيرهم الذين يملكون كل شيئ تقريبا بحكم كثرة وقوة مصادر التمويل المالي المحلي والخارجي. وعلى هؤلاء الشباب ان يفكروا في ذلك بأنفسهم ولن يعدموا الحيلة