طبعة ثانية من خذ الحكمة من سيدوري للشاعر عبدالرزاق الربيعي
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة صدر للشاعر “عبد الرزاق الربيعي ” الطبعة الثانية من ديوانه الشعري « خذ الحكمة من سيدوري ». وتضمن الديوان 37 قصيدة مع قراءات نقدية لعدد من كبار النقاد العرب ? منهم د. عبد الرضا علي الذي دو?ن قراءته النقدية في الديوان قائلا ( لعل??ِ مجموعة عبد الرزاق الربيعي الشعري??ِة “خذ الحكمة من سيدوري” قد أدارت فلسفات نصوصها أو مضامينها على خيبات أبطالها في معظم ما طرحته من رؤى عبر سنوات الاغتراب الطويلة? مشك?لة?ٍ محنة الذات الشاعرة في وعيها ولا وعيها وهي تحاول فك? مغاليق الشعر في عالمها المتصارع الذي تبر?مت منه ورفضته..
ففيها مناجاة نفسي?ة? أو ما اصطلح عليه بـ”المونولوج الدرامي” إذ يكل?م?ْ البطل نفسه عن رحلة المنافي التي لم تحق?ق لذاته شيئا?ٍ غير الخيبة ووهن الجسد وانطفاء الأمل المرتجى? فكيف يعود?ْ إلى الوطن خالي الوفاض من أي? مغنم.. إن قصائد المجموعة قد وظفت البنية السوريالية لتعكس عمق الوجع العراقي وطعم الموت اليومي? بل انك تلمح صيرورتها مرايا تبصر من خلالها أجندة المثقف العراقي المحاصر بتراجيديا الإبادة الجماعية والتشريد في زمن اللا معقول واللا منطقي.
ومع أن? معظم قصائد هذه المجموعة تنضوي تحت أسلوب قصيدة النثر? فإن??ِ فيها عددا?ٍ من قصائد التفعيلة على إيقاعي الرمل والمتقارب? وقد عمد عبد الرزاق الربيعي عن وعي شعري عامد إلى تقنيات فني?ة عديدة في أسلوبيه: النثري والتفعيلي).
فيما تحدث “د.عبد العزيز المقالح” عن أجواء الديوان وطقوسه قائلا: في مجموعته الشعري??ِة “خذ الحكمة من سيدوري” استطاع الشاعر عبد الرزاق الربيعي بكل شفافية وإخلاص? القبض على نار اللحظة العراقية الحزينة المغمسة بالدم والدموع وصراخ الأرامل والأطفال. وهو كغيره من شعراء المنفى يستعيض عن معايشته لأحداث الداخل بالاحتراق شعريا?ٍ عبر قصائد ساخنة اللوعة حارة الشجن.
وهو يقف على بعد مسافة بين المجاز والواقع تطول أو تقصر وفق الحال???ة الشعرية الخاصة والخبرات الجمالية العالية التي اكتسبها عبر رحلته الممتدة على مدى ربع ق????رن وما تخللها من بؤس المناخ وحساسية الترحال) .
اما د. حاتم الصك?ِر فقد التقط شفرات القصائد الر?ْبيعية المتناصة مع ملحمة كلكامش قائلا : كما في العمل العراقي الخالد ملحمة (هو الذي رأى) التي عرفت لاحقا بملحمة جلجامش ? نجد سيدوري –صاحبة الحانة التي نصحت جلجامش بأن يدع سؤال الخلود والفناء ويستريح لينعم باللذائذ مادام يمتلك حياته ? تعتلي ديوانا حديثا لشاعر عراقي ثمانيني لتعود إلى النصح وتثبت الوقائع أنها على حق.
لكن ديوان عبدالرزاق الربيعي: خذ الحكمة من سيدوري- منشورات بابل2006- لا يتحدث كسلفه العراقي عن أفعى تأكل عشبة الخلود? بل عن خيبات أكلت حياة العراقيين في الزمن القائم وخذلت انتظارهم وأحلامهم. لقد ضاع كل شيء ولن يجد جلجامش في أوروك حتى قبر خله وشبيهه أنكيدو فربما أزالته دبابة أو قنبلة ? فقد كثر الموت وقلت الحياة حتى صار البكاء- كما يقول الربيعي في قصيدة قصيرة-على من سيموت لا على الموتى الذين ماتوا فاستراحوا.
تلك هي الثيمة التي انشغل بها الربيعي المسكون بما يهز وجدانه من أحداث وطنه فينفعل بها ويتفاعل معها .. وهو الذي كان يرصدها مبكرا حيث كان ديوانه: ( غدا?ٍ تخرج الحرب للنزهة) الذي شهدت?ْ ولادته وقدمته ( منشورات اتحاد الأدباء اليمنيين عام 2003) ? من أوائل الأعمال الشعرية التي تنبهت إلى ما عصف بالوطن الجريح واستبقت ما يدور على أرضه الآن من كوارث. أذكر أن عبدالرزاق أص?ر على تسمية الديوان : على ظهر أسد بابل ? مستوحيا?ٍ ذلك من صورة تلفزيونة لأحد جنود المارينز يعتلي ظهر أسد بابل التاريخي االرابض في رمال بابل التاريخية ? ثم اقتنع بأن العنوان المقترح(غدا?ٍ تخرج الحرب للنزهة )أكثر رهافة وشاعرية وتأثيرا لقيامه على المفارقة الحادة: الحرب /النزهة.
ومن قصائد الديوان:توقيعات على هامش غيمة / عندما تعود إلى الوطن / أرواح الشعراء / وردة وظل ومطر / مستنقعات تجاعيد على وجه الوطن / أمسية بالأسود والأبيض / غيوم مسافرة / ليلة صغيرة / بقعة بحر تحت لحية حرب الشوارع / محنة صقيلة / غربة لمدة شارع / رمال خشبية / لام شمسية / تجاعيد طابعان إلى منظمة الصليب الأسود / بماذا يعود الغريب / ألعاب نارية / عباءة (الغزالي) / متاهة.
اصدر الربيعي أكثر من 13 ديوانا شعريا بالإضافة الى إصدارات أخرى في المسرح والنقد كما قدمت العديد من مسرحياته على المسارح العربية والعراقية وحازت على عدة جوائز .