تل أبيب ينتابها الخوف من تعاظم قدرات إيران الصاروخية
بقلم/ رعد هادي جبارة
ما زالت حكومة الـ(نتن)ياهو يساورها القلق والرعب من التطورات الإقليمية المحيطة بدويلة “إسرائيل” على الصعيدين السياسي والعسكري، فمنذ إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية ال F15 بدأت (وما زالت) الهواجس تتملك القيادة الصهيونية من أفول أسطورة التفوق العسكري الجوي لتل الربيع (أبيب) على صعيد الشرق الأوسط.
يشير المراقبون السياسيون إلى التغيير الذي قررت وزارة الحرب الصهيونية إدخاله على تدريبات الطيارين الإسرائيليين لتفادي مخاطر الإصابة بالصواريخ المضادة للجو في سوريا، الأمر الذي تطرقت إليه صحيفة معاريف يوم أمس الجمعة نقلا عن المسؤول في قيادة جيش الاحتلال (أولي) الذي أكد أن وزارة الجيش، أصدرت مؤخرا وثيقة موقعة من قيادة الجيش وقيادة سلاح الجو الإسرائيلي، بشأن دورات تأهيل الطيارين الحربيين وفق معايير جديدة، وذلك من أجل تحسين شروط اختيار المرشحين، وتوفير الوقت والمال، وساعات العمل والتحليق خلال مراحل فرز وإعداد الطيارين بحيث تتم زيادة عدد مدربي الطيارين الحربيين، على مستوى “النظامي والاحتياط”، والاعتماد على المعايير الجديدة في اختيار المرشحين لدورات الطيار الحربي، من أجل التقليل من عمليات الإقلاع التجريبية في مراحل التدريب المختلفة.
كما أن المعايير الجديدة تشمل إخضاع المرشحين الجدد لاختبارات نفسية وجسدية وعلمية عالية جدًا، ومن خلال مجموعة متنوعة من الخبراء، مثل طواقم خبراء نفسيين، وإخضاع الجنود المرشحين لاختبارات سرعة البديهة والاستجابة الفورية، وتحمل الضغوطات، واختبارات جسدية وجوية مختلفة سبيل رفع مستوى القدرة على التحكم بالطائرة خلال الإقلاع والهبوط، والقدرة على التفكير والتخطيط في الجو، وتحمل الضغوطات في القتال، والدقة والنظام والانضباط والقدرة على التنظيم والتحليق والتنفيذ بسرعة وتفادي السقوط بصواريخ العدو ومضاداته الأرضية.
فضلا عن ذلك، وتزامنا مع انعقاد المؤتمر السنوي للوبي الصهيوني في أمريكا (آيباك) ينتاب الخوف تل أبيب من الإمكانيات الصاروخية الإيرانية متوسطة المدى وبعيدة المدى باعتبارها الخطر القادم الذي تحسب له الحكومة العبرية ألف حساب وكونه يتعاظم ويتفاقم بشكل مضاعف.
وهذا ما جعل سفير دويلة “إسرائيل” في أمريكا رون ديرمر يساوره القلق الشديد والمخاوف بحيث صرح قائلا: إن إيران تمتلك صواريخ يمكنها إصابة العمق الإسرائيلي. ونقلت القناة السابعة الصهيونية عنه قوله أن الكيان الإسرائيلي ملزم بمنع أي نشاط إيراني للتمركز على الحدود الشمالية مع فلسطين المحتلّة في سوريا، مشددا في كلمة له خلال مؤتمر اللوبي اليهودي “آيباك” على مواصلة كيان الاحتلال لفرض خطوط حمراء في سوريا، وأن “الدعم الدولي مهم جدًا لتعزيز موقفنا بخصوص هذا الموضوع”.
ولا تنفك حكومة الـ(نتن)ياهو عن تكرار الزعم والتحذير من “مواصلة إيران لإقامة قواعد عسكرية ثابتة في سوريا، وفتح جبهة إضافية ضد “إسرائيل” في سوريا، وبناء مصانع لإنتاج السلاح في سوريا ولبنان”، بحسب مزاعمه، لافتا إلى أن رئيس الحكومة الـ(نتن)ياهو كان “واضحًا جدا حيال خطوطنا الحمراء في سوريا”.
ووصف تنامي القوة العسكرية لطهران بـ”المشكلة التي ينبغي أن يخشى منها العالم كله”، وأضاف “مع مواصلة إيران لخططها التسليحية، فهي تدفع قدمًا برنامجها للسلاح النووي وفقًا للاتفاق مع القوى العظمى، وفي حين أننا نتحدث هنا، تواصل إيران الأبحاث، وتطوير أجهزة الطرد المركزي المتطورة، التي تستخدمها لتخصيب اليورانيوم”.
وللتهويل من الخطر الإيراني لغرض استجلاب الدعم الأمريكي زعم السفير الصهيوني أن لدى إيران صواريخ يمكنها إصابة عمق الكيان، معتبرا أن “السلاح الجديد الذي تبنيه لن يكون موجّهًا ضدنا بل ضد أوروبا وبقية العالم” وأنه “في حال واصلت إيران برنامجها للصواريخ الباليستية، فعلينا العمل لفرض عقوبات ضدها”.
ولحسن الحظ أن تل أبيب لن تكون في منأى عن الخطر الوجودي أبدا لأن قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنذ انطلاق الثورة بتوجيهات الإمام الراحل وفي ظل القائد الحالي الخامنئي تصفها ب”الورم السرطاني الذي ينبغي إستئصاله”.