خطاب الأسد المنتصر بات قريباً، زمجرة العسكر ستنهي تحرير الغوطة ولا تسويات
بقلم/ علي مخلوف
تعلو زمجرة العسكر بخطوات موزونة وكأنها القدر المحتوم بهلاك كل مخلوقات العالم السفلي في الغوطة، من بعيد تطل هامات الجنود وكأنها ملائكة متجمهرة لحصد الأرواح الملعونة وسوقها إلى جحيم العذاب، بلدات الغوطة تتحرر تباعاً وسط تخبط وانهيارات متسارعة في صفوف الجماعات الإرهابية.
في أروقة الربع الخالي يعلو صوت اصطكاك أسنان السعودي حنقاً وغضباً، فدوما معقل طفلها المدلل ميليشيا جيش الإسلام باتت أقرب من أي وقت مضى للتحرير من قبل الجيش العربي السوري.
أما الأمريكي فلم تعد سيجارة المارلبورو تفي بالغرض كي يحرقها عوضاً عن أعصابه الملتهبة بفعل الحرب السورية، قد تكون سيجارة سورية من ماركة حمراء طويلة هي الحل بالنسبة له في النهاية، لإراحة أعصابه بتسوية مع دمشق وحلفائها.
حرستا ما هي إلا أيام وتُسمع أخبار تحريرها، لتبقى العين على عربين، وذلك بعد وصول الجيش للأوتوستراد الدولي طريق دوما ـ حرستا، وسيطرة الجيش على مزارع حرستانية جديدة، فضلاً عن ولوغ الجيش في عمق الغوطة باتجاه جسرين وحمورية وتحرير بيت سوى.
أما الحواضن الشعبية للمسلحين فقد انقلبت، مظاهرات داخل بلدات يسيطر عليها الإرهابيون رفعت العلم السوري ذي النجمتين الخضراوتين وعبارات الوحدة الوطني وذم “الحرية” كانت الأبرز على حناجر الحانقين على الإرهابيين الذين كذبوا عليهم.
وفي المعلومات أن ميليشيا جيش الإسلام لا تزال تحاول التوسط مع داعميها في الرياض وواشنطن من أجل إطالة عمرها والعمل على تسوية ما تبقيهم في دوما مقابل التخلي عن النصرة، كل من السعودي والأمريكي يحاولون مع الروسي في صياغة تسوية تحيد دوما، لكن أيضاً هناك معلومات باتت مؤكدة تفيد بأن قرار القيادة السورية مرفقاً بدعم الحلفاء في روسيا وإيران كان هو عدم وجود تسوية تبقي على أي مسلح في أي بلدة من بلدات الغوطة …
تحرير كامل للغوطة تحت سلطة الدولة السورية وحماية الجيش السوري فقط، والتسوية الوحيدة التي يمكن أن يُوافق عليها هي ترحيل جميع المسلحين بمختلف مسميات فصائلهم مع عائلاتهم إلى ادلب، الأمر الذي أثار مخاوف النصرة من جهة على اعتبار أن ميليشيا جيش الإسلام وازنة من حيث العديد والدعم الإقليمي، وقدومها لادلب سيعني اقتتال داخلي جديد مع الفصائل المسيطرة هناك، وهناك أيضاً مخاوف سعودية من أن تقتنص تركيا الفرصة وتجذب ميليشيا جيش الإسلام تحت عباءتها العثمانية وهنا ستكون الرياض قد خسرت طفلها المدلل الذي بات تحت رحمة التركي الداعم للعصابات المسلحة في ادلب.
بالمختصر كل تلك الأحداث والتطورات الميدانية والسياسية، تفيد بأن خطاب النصر الذي سيلقيه الرئيس بشار الأسد قد بات قريباً بغض النظر عن التوقيت، وقد يتكرر المشهد برؤية الرئيس الأسد يمشي واثقاً في أحد بلدات الغوطة الشرقية على غرار ما حدث في المناطق التي تم تحريرها وراهنت عليها قوى إقليمية ودولية فخسرت رهانها أمام الأسد وحلفائه.