الرئيس .. ينحاز إلى الشباب
يظهر الرئيس على عبد الله صالح من مقر إقامته في الرياض متعافيا والى جانبه قيادات الدولة الذين تماثلوا للشفاء ? بعد حادثة النهدين المشئومة مطلع يوليو الماضي ? ليوجه فخامته كلمة إلى المشاركين في مؤتمر قبائل اليمن ? ومن خلالهم إلى كافة أبناء الشعب اليمني داخل الوطن وخارجه .
ظهور فخامته بتلك الحالة الصحية الجيدة ? لن تروق الذين نفذوا العملية الغادرة والجبانة ? ونحسب أنهم يموتون غيضا وكمدا لرؤيتهم حالته على غير ما أرادوه وما توقعوه ? ? لكن هذا الظهور لفخامته يطمئن الأغلبية من أبناء الشعب الذين بقوا صامدين وأوفياء للوطن وللشرعية الدستورية في وجه صانعي الفتن وعشاق الدم والتناحر والخراب ? ومدمني سلوك (المؤامرة ) والانقلاب!
تحدث الرئيس بما يكفي لإيضاح الحاجة اليمنية في الظرف الراهن العصيب ? ولم ينسى ان يشكر المؤيدين والمختلفين ? وتلك هي أخلاق الزعماء والقادة الكبار .
ونال الشباب والشابات متسعا كبيرا في حديثه ? بما يؤكد حرصه ومصداقيته في تقدير أحلامهم وتطلعاتهم المشروعة التي خرجوا من أجلها إلى الساحات ? قبل أن تتعاضد قوى المؤامرة والخيانة والتطرف على سرقة تلك الأحلام والتطلعات ? وتحويل المشروع الشبابي التغييري إلى ساحة للانتقام والخصومة السياسية وإجهازا واضحا على السلطة عبر الانقلاب .
وفي الوقت الذي نبه الشباب والشابات إلى سرقة مشروعهم التغييري ? ظل الرئيس يجدد الاستعداد على التعامل بايجابية مع مطالبهم المشروعة ? مؤكدا أن ثورتهم قد حولها أولئك اللاهثين وراء السلطة بعقلية الانقلابات إلى مجرد مشروع تخريبي يتمثل في قطع الطرقات وبناء المتاريس وقتل النفس المحرمة .
ولعل الرئيس تحدث بما يعتمل في نفوس كثيرين من هؤلاء الشباب والشابات بل كأنه استجاب في حديثه للاعترافات هي في أعماقهم ? ومنهم من أدلى بها وغادر الساحات قبل هذا الزمن .
ومن المهم أيضا ما أكده الرئيس في خطابه بشان الوصول إلى السلطة ? فصناديق الاقتراع هي الخيار الذي يجب ان يتمسك به كل اليمنيين لضمان تداول سلمي للسلطة ? ذلك أن تعقيدات الواقع الاجتماعي وتناقضاته تفرض على اليمنيين تحولا نحو مزيد من تجذير السلوك الديمقراطي ووعي القبول بالاختلاف في إطار منظومة القيم اليمنية الأصيلة والإنسانية .