تفاصيل المفاوضات حول سهل الغاب السوري
شهارة نت – سوريا
فشلت المفاوضات بين ضباط روس ومسؤولين عن الجماعات المسلحة التي تسيطر على قلعة المضيق في تخوم سهل الغاب، وحسب مصادر ميدانية فقد “رفضت ثلاثة فصائل أي اتفاق مع الجانب الروسي بعدما طلب وفد الضباط الروس إلى المجلس المحلي المعارض والفصائل القيمة عليه رفع العلم السوري في قلعة المضيق وفي ثلاث عشرة قرية وبلدة محيطة بها حتى جبل شحشبو وجسر الشغور”، وقالت المصادر الميدانية أن “كلًّا من أحرار الشام وجيش النصر وجيش العزة رفضوا التسوية التي قدمها لهم وفد الضباط الروس”.
وقام مسلحو حركة احرار الشام بطرد وفد “المصالحة السوري” المؤلف من وجهاء مدينة قلعة المضيق، الذين اتوا للتفاوض على تسليم المنطقة للجيش السوري، وأكدت المصار الميدانية في حديثها ان “الفصائل الثلاثة بدأت عميلة تدشيم وتحصين لمواقعها في المنطقة وقد حشدت نحو أربعة آلاف مسلح لخوض معركة في قلعة المضيق بعدما انذرهم الجانب الروسي بإخلاء المنطقة خلال الأيام القادمة، في وقت لا تشارك فيه هيئة تحرير الشام التي سحبت أرتالًا لها من منطقة المضيق باتجاه جبل الزاوية”.
المصادر الميدانية قالت أن “قلعة المضيق أصبحت خالية من السكان تماما بعد التطورات الأخيرة” وأضافت في حديثها أن “وفد الضباط الروسي قال للفصائل المتواجدة في المنطقة أن عليهم الانسحاب من المناطق الممتدة من قلعة المضيق مرورا بجبل شحشبوا وصولا إلى جسر الشغور خلال ايام قليلة مهددا بشن عملية عسكرية ساحقة في حال رفضهم الإنسحاب”.
وأكدت المصادر الميدانية ان “المناطق المذكورة تم الاتفاق على عودتها الى سيطرة الدولة السورية خلال مؤتمر استانة إثنين”.
وأشارت المصادر إلى “أهمية قلعة المضيق بالنسبة لحركة احرار الشام التي تسيطر على المدينة ومعبرها الذي يؤمن التواصل مع المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية، وهذه الأهمية هي اقتصادية بالدرجة الأولى حيث تقوم حركة احرار الشام بجباية الضرائب على البضائع التي تمر بالمعبر بالإتجاهين ما يدر عليها شهريا نحو اربعة ملايين دولار”. وأكدت المصادر الميدانية ان “”حركة أحرار الشام” أخلت معبر مورك الواقع على الطريق الواصل بين حماه وحلب وقامت بالتعاون مع “حركة نور الدين زنكي” وباقي الفصائل المنضوبة تحت راية “جيش تحرير سوريا” بعملية عسكرية خاطفة لتأمين عدم حصارها بعد تهديدات الجيش السوري والروس في قلعة المضيق وذلك عبر فتح طريق إمداد حيوي بين الغاب وجبل الزاوية من خلال السيطرة على قريتي حاس وكفرنبل بعد معارك مع هيئة تحرير الشام وتشكل البلدتان طريق امداد حيوي للفصائل المسلحة بسبب الهجوم المتوقع في قلعة المضيق ومن هذا الطريق سوف يتم تامين احتياجات الفصائل والمناطق الخاضعة لسيطرتها بالذخائر والوقود وكل المستلزمات الحياة اليومية”.
اما معبر مورك وبعد انسحاب “احرار الشام” منه فقد استلمت إدارته جهات محلية (باسم ادارة مدنية) وأعلنت هذه الجهات في بيان لها تنشره العهد حصريا عن إلغاء كافة الرسوم المفروضة على كافة المواد الغذائية والإستهلاكية التي تمر عبر المعبر، وقال البيان الذي ننشره حصريا أن الرسوم على المحروقات التي تمر عبر معبر مورك تم تخفيضها الى النصف عن الرسوم السابقة.
في السياق شهدت المناطق الغربية من سهل الغاب معارك بين الجيش السوري و”هيئة تحرير الشام” في قرى السرمانية ومورو والبحصة القريبة من قرية جورين ومعسكرها معارك عنيفة خلال اليومين الماضيين وتعتبر البحصة والسرمانية آخر نقطتين وصل إليهما “جيش الفتح” في سهل الغاب خلال هجومه الكبير عام 2014 وقد تم صده يومها عند تخوم البحصة وجورين ليستقر الوضع الميداني في سهل الغاب منذ ذلك الوقت، ويظهر من التحركات العسكرية والسياسية أن الدولة السورية وحلفاءها قرروا استعادة سهل الغاب وإنهاء وجود الفصائل المسلحة في بلداته وقراه على أن يتم يرحيل من يرفض منهم تسوية اوضاعه الى إدلب، كما حصل في كل التسويات السابقة التي شهدتها العديد من المناطق السورية خلال العامين الماضيين.