التواطئ المخابراتي البريطاني مع الاسلام الراديكالي
ليس هناك مايشير في سلوك قادة وكوادر الحركات المتاسلمة العاملة في ميدان السياسة الى انهم فعلا مسلمين خالصي النية في العمل من اجل اشاعة قيم الاسلام الاخلاقية . تحت شعار حاكمية الله ينصبون انفسهم وكلاء عن الخالق ( عز وجل ) ? وهم يريدون حيازة مكاسب دنيوية ? والتمتع بالملذات باسم الله . وسيلتهم بذلك اضافة كل ما عندهم من عقد نفسية خبيثة وكامنة على الدين ليكونوا هم وحدهم مفاتيح الرحمة عند الخالق . مع ان الله (جل جلاله ) قدم لنا دينا سمحا سهلا . تعكس فيه العبادات العلاقة الخاصة بين العبد وربه بلا وسطاء ولا حكام ودخلاء . فهو الذي منع نبيه محمد (ص) ان ينصب نفسه وكيلا على العالمين . لم نجد في حديث او اية انه وكل احدا من البشر . وليس هناك من دليل من خلال سلوك هؤلاء المتاسلمين ما يؤشر لورعهم وتقواهم حتى نعتقد انهم فعلا على صلة بالخالق الذي منحهم توكيلا خاصة . فهم ابعد ما يكونوا عن الدين والاسلام . وكما نعرف من القران الكريم ان الحساب سيكون فردي يوم القيامة اي ليس هناك من شيخ او ملتحي ? او ممن يقصر ثوبه او اي واحد من هؤلاء الادعياء يقول انه يمكن ان يتوسط لاحد لحيازة مغفرة الخالق عند الحساب.
ما يهمنا نحن البشر من الدين هو جانبه المعاملاتي ? واذا كنا نتمنى ان تطبق الشريعة الاسلامية لانها تحوي على الكثير من المثل والقيم الاخلاقية ما يجعل الانسان مطمئنا الى ان هذا الدعي بالاسلام يمكن فعلا ان يكون امينا صادقا محبا للخير رافضا ومبتعدا عن الشرور والخبائث . اما العبادات فتلك علاقة بين الانسان وربه وهي ? مهما تظاهر الانسان بالتمسك بها لاتهمنا نحن البشر كثيرا فهي علاقة بين العبد وربه . وسواء اطال الانسان لحيته او قصر ما يستطيع من ثوبه او تردد الليل والنهار على المساجد من يدرينا ما ينوي وما اذا كان يريد بذلك مرضاة الله او انه يخفي نوايا خبيثة يريد يخفيها لغاية في نفسه . من تجربتي على الاقل وما تكشفه الوقائع من سلوكيات المتاسلمين المسيسين ? ان اكبر النصابين ? والاكثر كذبا وخداعا هم من هؤلاء المتاسلمين ? وسلوكهم لايعكس الا تعطش مهوس للتمتع بالملذات التي يقولون عنها موبقات عند الاخرين ? لايختلف في ذلك متاسلمي الشيعة او السنة في مصر او العراق او سوريا والاردن وحتى المغرب ? واصبح المواطن يدرك ان افضل تجارة مربحة الان هي ان يكشف احدهم عن نيته في بناء مسجد او مؤسسة دينية ? اما من هو الممول ? فعلم ذلك عند الله والعارفين باسرار الاحتيال والنصب من متاسلمي اليمين المسيحي المتصهين .
يكشف كتاب الباحث والصحفي البريطاني مارك كورتس ? المعنون ” الشؤون السرية : التواطئ البريطاني مع الاسلام الراديكالي “من منشورات دارسربنتس تيل ? عام 2010 ? حقيقة ان حركات المتاسلمين والاخوان المسلمين بالذات ليست الا جماعات ترفع الشعارات الاسلامية لخدمة مصالح الغرب ? واليمين المسيحي المتصهين ? والصهيونية العالمية . اهمية الكتاب كون الكاتب اعتمد فيه على وثائق المخابرات البريطانية نفسها . ويؤشر في الصفحة :24 الى ان هناك علاقة تعاون مخابراتي سرية بين الاخوان المسلمين وبريطانيا منذ عام 1942 ? حيث قدمت السفارة البريطانية لهم الاموال والعون ? واوصى السفير البريطاني في اجتماع خاص مع رئيس الوزراء المصري في حينها امين عثمان باشا ? وبالتحديد يوم 18مايس – مايو ? موصيا اياه بضرورة دعم الاخوان المسلمين ورعايتهم وتقديم كل المساعدات الضرورية التي يحتاجونها . لكنه اوصى رئيس الوزراء ايضا بضرورة دفع بعض العناصر المخابراتية للانتماء للتنظيم لمراقبته من الداخل لضمان مراقبته والتزامه با داء المهمات المطلوبة منه ? ولايعرف الانسان اين بلغ هؤلاء المندسين وما هي درجاتهم بالحزب.
كما يكشف الكاتب كيف ان الاخوان وقفوا بمواجهة المشروع القومي العربي للرئيس عبد الناصر ? لا لخدمة الاسلام او مرضاة الله او لسلوك اعتمده عبد الناصر يمكن ان يفسر بانه ضد الشريعة الاسلامية او ضد الدين . بل لخدمة المشروع الغربي الذي بدا يرى بالتوجهات الاستقلالية والتحررية لعبد الناصر ما يهدد نفوذه ومصالحه ليس في مصر فقط بل في عموم الوطن العربي ..
يظهر الكتاب ان ليس عبد الناصر هو من يمكن ان يطعن باسلامه او دينه ـ بل هؤلاء المتلبسين بالدين من منافقي الاخوان المسلمين ? خدمة للتوجهات الصليبية ? واليمين المسيحي المتصهين والصهيونية العالمية ? اعداء الاسلام اللذين لايربطهم به الا الاسم المقصود به على مايبدو تشويه الاسلام . كما تعكس كل سلوكيات عبد الناصر – والناس يهمها كما قلنا الجانب المعاملاتي – الاخلاقي في الدين – انه كان نموذجا للمسلم المثالي فلم يعرف عنه يوما انه يسرق او يزيف او يكذب او يخون او ينافق ? كان واضحا كحد السيف مات مديونا ? لايملك بيتا ولم يترك لعائلته سوى السمعة الحسنة . ويوم حاولت ان ترشيه المخابرات المركزية اخذ الرشوة واعلن عنها وتبرع بها لبناء برج الجزيرة المعروف في القاهرة . ولم نرى مثل هذه الاخل