حرب أرحب.. دلالات ومعاني
· العنف العقائدي الدموي ضد المؤسسة العسكرية الوطنية في غير منطقة? وتأميمهم حركات الشباب السلمية? ومواجهاتهم المذهبية الدامية مع حلفائهم في “المشترك” أتباع المذهب الزيدي “جماعة الحوثي” في الجوف? ودعوة الزنداني إلى بناء دولته الدينية أو ما يسميها “الخلافة الإسلامية” وتكفيره الدولة المدنية المنشودة ودعاتها? كلها لم تكن ميولا?ٍ من دون مدلول..
· فحزب التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمين” رغم انخراطه في العملية السياسية الديمقراطية ومشاركته الفاعلة في مختلف الدورات الانتخابية? إلا أنه لا يزال متمسكا?ٍ بالمنطلقات الأيديولوجية الرئيسية? التي حكمت حركته السياسية منذ النشأة وعندما كان لا يزال حركة سياسية سرية قبل الوحدة? وهي المنطلقات التي تتناقض جذريا?ٍ مع مفاهيم الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية والنضال السلمي.
فهو – الإصلاح- وكما يؤكد قادته دوما?ٍ أذكر منهم الذارحي وصعتر والعديني ممن حاورهم الكاتب في وقت سابق: “حركة سياسية سنية لا تقبل بالتعدد المذهبي في داخلها” وكيف إذا لم يقبل بالتعدد المذهبي يقبل بالتعدد السياسي في البلد? وتحديدا?ٍ إذا ما أمسك بتلابيب الحكم? وبالطريقة التي تحلو له? أي سقوط النظام بالعنف?!!.
· وبالتأكيد? لم تأت محاولاتهم جر حركات الشباب السلمية إلى مسالك غير حضارية كتلك التي شهدتها منطقة الحصبة بأمانة العاصمة? ومحاولاتهم الدؤوبة أيضا اقتحام وإسقاط معسكرات الحرس الجمهوري في أرحب ونهم محافظة صنعاء ومنطقة عصيفرة محافظة تعز? كأمر طارئ أو أنها وليدة اللحظة بقدر ما هي خطى كتبوها.. وكتبت عليهم.
· ولا غرابة حتى إذا ما رأيناهم يروضون بدأب الفعل الثوري السلمي المدني ومن ثم يزجون بالشباب إلى جانب مليشياتهم القبلية والعقائدية الجاهزة والمدربة في صراع مسلح ضد المؤسسة العسكرية والأمنية الوطنية.. فبالإضافة إلى إدراكهم بأن إحداث التغيير السلمي ومن خلال حركات الشباب السلمية لن تكون في صالح دولتهم “الثيوقراطية” المخطط لها? فقد لعب العنف الذي اتخذ أشكالا?ٍ عدة من مواجهات مسلحة? اغتيالات سياسية? تفجيرات وتخريب وتآمر واعتداء على مخالفيهم من التيارات السياسية والدينية الأخرى? دورا?ٍ محوريا?ٍ في استراتيجية التجمع اليمني للإصلاح? الذي لا يزال رغم مرور عقدين من عمر التعددية السياسية واقعا?ٍ في منزلة بين منزلتين: الحزب العلني والحركة السرية.
· انخراطهم في العملية السياسية ومشاركتهم في الانتخابات لم تكن عن قناعة.. لا يزال الشيخ عبدالمجيد الزنداني ينظر علنا إلى هذا الأمر باعتباره تقليدا?ٍ غريبا?ٍ واستلابا?ٍ فكريا?ٍ? وأن النموذج الصحيح والسليم في نظره يتمثل في “الدولة الدينية” ويتجسد في الشورى? ولكن دون أن يحدد لنا ما هي?! وما لونها?! وما هي أساليب التقرير الشوروية?!.
· المتفق عليه أن الفقه السياسي الذي يحدد مواصفات الحاكم ومصدر شرعيته? وكيفية وصوله إلى السلطة وكيفية مراقبة هذه السلطة? والسبيل إلى عزله إن طغى وجار? هذا الفقه السياسي ظل ولا يزال ضعيفا?ٍ وفقيرا?ٍ في تراثنا الإسلامي للأسف? على أن الإخوان المسلمين وكما يقول الدارسون: “جماعة يحددون لأنفسهم موقفا?ٍ اجتماعيا?ٍ وسياسيا?ٍ? وبعد ذلك يلجأون إلى الدين لتبرير أيديولوجيتهم..
مفهوم ومعنى الأغلبية الشعبية الديمقراطية لا تعنيهم? فأقليتهم هي دائما صاحبة الحق المطلق? الفتوى أهم أسلحتهم الأيديولوجية والسياسية في الحكم على الناس والمجتمع”.
والحقيقة? ألا??ِ علاقة لهم بالدين ولا تحقيق الدولة الدينية? فكثيرا?ٍ ما أسيء استخدام الدين لأغراض سياسية? ومن سلوكياتهم الملموسة نستطيع القول إنهم أبعد ما يكونون عن الشورى ناهيك عن الديمقراطية.
· أفكارهم عن الخلافة كشكل للحكم? ورفضهم لمفهوم الدولة المدنية? ورفضهم من قبل لمفهوم الوطنية والقومية? تقودنا وإياهم والمراقب للشأن السياسي اليمني إلى موقفهم الرافض? ليس للنظام الحاكم كسلطة أو لشخص الرئيس علي عبدالله صالح? وإنما لرفضهم المؤسسات السياسية الحديثة من هيئات وأحزاب وانتخابات? والتي رأى فيها مؤسس حركتهم الأم في مصر حسن البنا “تكريسا?ٍ للتنافر والتناحر الذي لا يتفق مع أهداف الإسلام ودعوته”.
حسن البنا لم يمنعه ذلك من قبول التعامل معها مرحليا?ٍ عندما دعته الظروف العملية والسياسية لذلك? وهو الأمر ذاته اليوم لدى الجماعة الفرع “التجمع اليمني للإصلاح” عندما دعتهم الظروف السياسية بعد الوحدة وإقرار التعددية السياسية كنظام حكم? إفساح المجال لنمو الدور السياسي للجماعة الحركة كحزب سياسي معلن.. وهو القبول “المرحلي” والتعايش الشكلي مع الديمقراطية.
· اللقاء المشترك كتكتل سياسي? ليس في نظر حزب الإصلاح أكثر من مجرد “تكتيك”? وكذلك هو الحال مع الشباب المدني في ساحات الاعتصام لن يكونوا أبعد من أداة? وسرعان ما يجدون- الشباب المدني- أنفسهم في معتقلات الإخوان? المليشيات ولما يحكموننا بعد!.
وكما يقول قيادي في المشترك: ت