ما سر ما يكتبه بعض السعوديين عن اليمن
قال المثل الشعبي ” لله في خلقه شئون ” و “يتعلم الصغار من أحلام الكبار “.. وهناك أمثلة عديدة على ما سيتم التطرق إليه حول ما يكتبه أشقاء لنا جعلوا من آلام ومعاناة اليمنيين والديمقراطية التي يتعايشون في كنفها مدرسة ليتعلمون في اطروحاتهم أبجديات ومعاني الديمقراطية التي هم أحوج الناس إليها .
فعلا ولا عجب أن نجد اليوم من يحلمون الرقي والترجل على سلالم الديمقراطية فوق أكتاف غيرهم وهذا ما نجده في بعض الكتاب الأشقاء في المملكة الذين يحاولون الدلو بدلوهم الفارغ وسط زحمة غيرهم وهم في غناء عنه .
ما هكذا يتعلم الآخرون وما هكذا يجدفون بمجاديف غيرهم في الأمواج العاتية المتلاطمة على شواطئ بحورهم المظلمة التي لم تشرق عليها شمس الحرية وحرم عليها الاسترخاء تحت شمس الديمقراطية والتلذذ بشمسها الدفئة.
ليس غريبا على بعض كتاب المملكة الحالمون بمجد الحرية والتلذذ بنكهة الديمقراطية واللعب وسط حدائقها المكتظة بأحلام الشباب المخنوقة في بيداء الصمت وعنفوان المجهول .. لذلك ليس غريبا على أولئك الذين يشعرون بالجوع والعطش بل شغف العيش في واحة الديمقراطية التي جعلوا منها مخبازة خباز تحت التمرين.
سبحان الله صارت اليمن لدى أولئك البلد القريب بل التعيس في منظورهم الذي يمكن لهم أن يتعلمون كيفية التعبير في ما يكتبون عن سياسته بكل حرية وديمقراطية دون حسيب أو رقيب وكأنهم وجدوا في ديمقراطية اليمن واحة ومرتعا خصيبا يمارسون هوايتهم ” كيف تتعلم الديمقراطية في خمسة أيام باليمن” وكأنها كتاب كيف تتعلم اللغة الانكليزية بدون معلم في خمسة أيام فلا عجب أن نشاهد هؤلاء المرجفون يتبجحون بالوصف والتوصيف.
لقد سدت الأبواب تجاه أولئك النفر من الكتاب الأشقاء في المملكة الذين لا يزالون تحت التمرين في كيفية إتقان الحديث عن الخصوصية الديمقراطية ولم يستفيدوا مما تكتبه الكاتبة المبدعة بدرية البشر وحليمة المظفر وغيرهن ممن أطلقن لأقلامهن وأفكارهن العنان في الحديث عن عمق الديمقراطية ومفهومها .. وأبدعن في تعبيرهن عن الحاجة الملحة إليها .. لكن ليس غريب على أولئك من ذوي الرؤية القاصرة والإطلاع المحصور الذين انحصرت كتاباتهم المرجفة حول ديمقراطية اليمن دون علم أو إدراك بماهية الديمقراطية أو المضمون الذي تحمله معانيها .. ولكن نظرتهم القاصرة والمحدودة وعدم إلمامهم بالدول الأخرى المتواجدة وسط محيط الأسرة العربية جعلهم لا يرون سوى اليمن ليكتبون عنها وعن أوضاعها التي تشتكي من هرطقاتهم المأزومة وخبراتهم ومهاراتهم التي لا تزال بحاجة إلى صقلها وتنويرها حول الكيفية الحقيقية للتعايش مع الديمقراطية وزخمها الذي يفتقدونه ويشتاقون إلى التعايش بداخله وهذا دليل على أن الحالة النفسية الباحثة عن الديمقراطية المفقودة تعاني حدة الإفلاس في صياغة المعنى والمضمون.
وما يحز في النفس أن تلك الأقلام التي تفتقد الى حنان الديمقراطية ودفئها صارت أبواقا لا يمكن لها الحديث إلا عن ديمقراطية غيرها فوجدت اليمن هو الأقرب والانسب والأصلح الذي يمكن لها أن تجرب تعبيراتها الهشة التي لا تعي مهية الديمقراطية ولا كيفية التعامل أو التعايش معها.
لذلك أنصحهم قبل أن يتحدثون أو يخوضون مغامراتهم داخل شيء هم يفتقدونه ويحنون إليه عليهم تجربة أقلامهم في كتابة همومهم ومعاناتهم داخل المحيط الذي يتعايشون معه قبل أن يكتبون وينتقدون ديمقراطية وحرية لم يجربونها قط بل يشتاقون للتعايش في رونقها ولو على حساب شعب وأمة .. وصدق المثل القائل ” فاقد الشيء لا يعطيه ” وكما بدأنا الحديث بمثل نختتمه بمثل وعلى أولئك أن يدركوا مهية ما نرمي إليه .. وننصحهم عدم الخوض في تجارب هم لم يجربوها أصلا!!!….