اسرائيل تشتكي لواشنطن.. مصر لم تفِ بوعودها
شهارة نت – فلسطين المحتلة
اشتكى “الإسرائيليون” لواشنطن بأن مصر لم تفي بالتزاماتها حسب ماهو متفق عليه معهم من ترتيب.
حيث أعلن مسؤولون “إسرائيليون” بأن القاهرة أخفقت في إتباع الضربات الجوية بتحريك منسق لقواتها البرية.
وعلى الرغم من أن الرقيب “الإسرائيلي” حظر على وسائل الإعلام هناك نشر أي تقارير حول الضربات الجوية، إلا أن بعض هذه الوسائل تمكنت من الالتفاف على الحظر من خلال الإشارة إلى تقرير إخباري نشرته وكالة “بلومبيرغ” في عام 2016، نقلت فيه عن مسؤول “إسرائيلي” سابق القول إن “طائرات إسرائيلية من غير طيار تشن هجمات جوية داخل مصر”.
وشبّه زاك غولد، وهو باحث متخصص في شؤون شمال سيناء وعمل لبعض الوقت داخل “إسرائيل”، تلك الهجمات الجوية ببرنامج السلاح النووي الإسرائيلي – حيث أن كلاهما سر مفضوح.
وقال زاك غولد: “تعتبر الهجمات الإسرائيلية داخل مصر في نفس المستوى تقريباً. في كل مرة يقول أي من الناس شيئاً عن البرنامج النووي، فإن عليهم أن يقولوا مازحين “بحسب ما ورد في الصحافة الأجنبية، مصلحة إسرائيل الإستراتيجية الأساسية في مصر هي الاستقرار، وهم يرون أن نشر المعلومات حول هذا الأمر يهدد ذلك الاستقرار”.
أما داخل الحكومة الأمريكية، فقد باتت الهجمات الجوية معروفة على نطاق واسع بما يكفي لأن يناقشها الدبلوماسيون ومسؤولو المخابرات في اللقاءات المغلقة التي يعقدونها مع المشرعين داخل الكونجرس، حتى أن بعض هؤلاء المشرعين لم يترددوا في جلسات استماع علنية عن الإشادة بهذا التعاون الوطيد والمدهش بين المصريين و”الإسرائيليين” في شمال سيناء.
وفي مقابلة هاتفية مع السيناتور بنجامين إل كاردين الذي يمثل ولاية ماريلاند، وهو العضو الديمقراطي الرائد في لجنة الشؤون الخارجية داخل مجلس الشيوخ، رفض السيناتور مناقشة تفاصيل الإجراءات العسكرية التي تقوم بها “إسرائيل” في مصر، ولكنه قال إن إسرائيل لم تكن تتصرف “من باب الإحسان إلى من هو في الجوار”.
وقال: “لا تريد إسرائيل للأشياء السيئة التي تقع في سيناء المصرية أن تتسرب إلى إسرائيل”، مضيفاُ أن “ما تبذله مصر من جهد لإخفاء الدور الإسرائيلي عن مواطنيها ليس ظاهرة جديدة”.
إلا أن بعض الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل يشكون أنه في ضوء اعتماد مصر على الجيش الإسرائيلي، فإنه يتوجب على المسؤولين والدبلوماسيين المصريين وعلى أجهزة الإعلام المملوكة للدولة المصرية التوقف عن التنديد بـ”الدولة اليهودية” بشكل علني، وخاصة في المنتديات والمحافل الدولية مثل الأمم المتحدة.
وفي ذلك يقول النائب إليوت إل إنجيل، عن ولاية نيويورك وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي: “حينما تتكلم مع السيسي تجده يتحدث عن التعاون الأمني مع إسرائيل، وعندما تتحدث مع الإسرائيليين تجدهم يتحدثون عن التعاون الأمني مع مصر، إلا أن لعبة الازدواجية هذه مستمرة، وهذا أمر يربكني”.
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” كان يتعمد تذكير الدبلوماسيين الأمريكيين بالدور العسكري الذي تقوم به “إسرائيل” في سيناء، ففي شهر شباط من عام 2016، على سبيل المثال، عقد وزير الخارجية جون كيري لقاء قمة سرياً في العقبة، في الأردن، مع كل من السيسي وعاهل الأردن الملك عبد الله و”نتنياهو”، بحسب ما صرح به ثلاثة مسؤولين أمريكيون كانت لهم علاقة بالمحادثات أو حصلوا على تقارير بشأنها.
حيث اقترح كيري إبرام اتفاق اقليمي تضمن بموجبه كل من مصر والأردن أمن “إسرائيل” كجزء من صفقة ينجم عنها قيام دولة فلسطينية، إلا أن “نتنياهو” سخر من الفكرة. وقال، بحسب ما صرح به الأمريكيون: “إن الجيش الإسرائيلي هو الذي يقدم الإسناد للجيش المصري”.
وتابع “نتنياهو”: “إنه إذا كانت مصر غير قادرة على السيطرة على الأرض داخل حدودها، فهي بالكاد في وضع يؤهلها لضمان أمن إسرائيل”.