الغالبية ممانعة .. اي معنى هنا للاصرار ?!
ثمانية شهور مضت ? واليمن لا تزال تعيش مشاهد وفصول حري بتفاصيلها ووقائعها وتداعياتها ان تدرج في قائمة النسيان ? لمصلحة مستقبل نظيف من تباريحها غير حاملا لأوبئتها وما حوته من عقد وظواهر تجلت في صور غير خلاقة فأصابت النفس والخاطر بالانحسار والانكسار .
كان ( العشم ) أننا قد تجاوزنا تلك المنغصات والتراكمات وما صاحبها من سلوك جماعي وفردي طائش وأعمى منذ عقود .. لكن اليمن تشهد الآن نزوة متصاعدة للفرد والجماعة بالمفهوم المصغر اصطلاحا ومعنى ? خارج اطر وخطوط التعايش السياسي والاجتماعي المتفق عليه ? نزوة كامنة وخامدة منذ عقود في الاصل ? لكنها قدمت الى الحاضر بعد أن انفضت من قبورها مستغلة منعطف حساس من عمر الوطن اليمني المتأثر سلبا وايجابا باضطرابات الاوطان العربية من حوله.
الأضطراب الذي نشهد الآن موجات رياحه وهي تزرع التصدع الأمني والبنيوي للكيان الواحد ? والتداعيات الكارثية التي قد تنجم جراء الهزات المتوالية التي توسع الصدع وتنسف مداميك البنى فوق رؤوس الجميع .. مآسي شبيهة بتسونامي مرعب ينشر الخراب ويدعو للبكاء على الأطلال.
هذا هو المآل المتوقع والمدروس والمخطط له ? سواء تجلت الرياح بوجهها الحقيقي المفزع ? او تقمصت دور الروح المخلص ? او أنتشت برائحة العطر المخدر ? وحين نتحدث عن اليمن فأن الصورة واضحة بما يكفي.
وعلى الرغم من اننا نموذج تفرد بخصوصية سياسية واجتماعية عن بقية الكيانات العربية من خلال استباقنا لتحصين الوطن بالقوانين والدساتير المتينة المنظمة للحياة .. إلا ان الرياح قد عرت الشوائب وابرزتها على السطح كواقع لزاما علينا ان نواجهه بحكمة واقتدار.
لقد تجلت الحكمة في ابهى صورها ? وسنحت للواقع ان يوجه دروسا لمن يعي ويفهم ? وضربات تكبح جماح النزوات الطائشة لمن اراد العودة الى جادة الصواب..
لقد خرج الشعب باغلبيته الهادرة بطريقه سلمية بحته لإعلان موقفه من تلك المشاريع التي تنسج وتحاك في الظلمة .. رافضا اياها .. راجيا اصحاب تلك المشاريع ان يكفوا عن الحديث باسم الشعب ? ناصحا لهم بالعودة الى حضن الوطن الذي يجمع الكل تحت لواءه بالتفاهم والتعايش والحوار .. مدعما مواقفه ومبادئه بالقوانين والاحكام الالهية التي يجب ان تكون العودة اليها في مثل هكذا خلاف ..!
استنفذت كافة الاثباتات والبراهين على خطورة وعدم صوابية تلك النزوات والمشاريع ? بمعطيات الاغلبية الرافضة والممانعة لهذه المشاريع الجزئية الهدامة ? وبدعوات توالت للوفاق ? وتم رفضها والضرب بمعطيات الاغلبية عرض الحائط .. واستمرار المضي في الطريق المهلك..
وحين تضيع آخر القيم الدينية والوطنية من اولئك النفر فأن الخطر يصبح مضاعفا ? وتتجلى النزوة في ابشع صورها ? وهي لا تلتفت ولا تلقي اهتمام بكيان هذا الوطن وبخياراته ..
هنا يكون الوقوف امام تلك المشاريع ضرورة انسانية ودينية ووطنية .. فمن لا يحترم الاغلبية أحق به ان لا يحترم ولا يأمن له جانب ..
الوطن في منعطف حرج اراده اولئك .. والقدرة على تلافي مزالقه لا تزال .. بأيمان وصبر وحجج كافية لأن ترمي بتلك النزوات الدموية وباصحابها ..خارج اطر الزمان والمكان .. والتاريخ.
رئيس تحرير حشد نت