عودة نسخة “مجتهد” سورية للواجهة أحرجت الجولاني
شهارة نت – سوريا
“مزمجر الشام”، هو واحد من أكبر الحسابات المنتقدة للإرهابيين السلفيين الفاعلين في الساحة السورية، فإذا كان “مجتهد” معروف بالكشف عن أخبار آل سعود في الدول العربية، فإن “مزمجر الشام” معروف بكشف الأحداث والمعطيات التي تدور بين أروقة المعارضين والإرهابيين وخصوصاً جبهة النصرة في مدينة ادلب السورية بحيث أصبح مرجعا لجميع المتابعين للأحداث هناك بعدة حسابات أخرى تحمل الاسم “مزمجر الشام”، ” مزمجر الجبل 1″، “مزمجر الجبل۲”، “مزمجر الجبل #الحرية_للخولي”، “مزمجر الغوطة”، “مزمجر العراق” … في مواقع التواصل الاجتماعي.
وإن أجرينا مقارنة بين “مزمجر الشام” و “مجتهد، في السعودية، ينبغي القول إن حجم الأخبار والأنشطة التي يقوم بها المجتهد أعلى بكثير، وبالتالي فإن مصداقية أخباره أقل نسبيا من مزمجر الشام. أما الأخير فقد أصبح بمثابة مرجع كبير للمتابعين والمراقبين السوريين وغير السوريين في العالم.
وحتى اليوم لم يتم الإعلان عن الهوية الحقيقية لـ “مزمجر الشام”، لكن المعلومات تقول إن المالك الرئيسي لهذا الحساب هو “حسام طرشه” من مواليد 1980 إدلب خريج كلية الهندسة المدنية في حلب وعضو الهيئة السياسية لحركة أحرار الشام. وكان حسام طرشه يعمل منذ فترة طويلة الرابط الرئيسي لـ “لبيب النحاس” (مدير مكتب العلاقات الخارجية في حركة أحرار الشام الإرهابية وهو إسباني الجنسية) مع سوريا وكان يعد الرجل الثاني لمكتب العلاقات الخارجية في أحرار الشام. وعمل أيضا في المكتب السياسي لـ “جيش الفتح الإرهابي”، وأقام علاقات وثيقة مع الإرهابي السعودي “عبد الله المحيسني” وجبهة النصرة.
وتعود آخر تغريدة لمزمجر الشام إلى ستة أشهر مضت، وخلال هذه الفترة أجرت حركة أحرار الشام تغييرات كبيرة على مستوى القياديين والفاعلين الرئيسيين في الجبهة. ليعود مجدداً إلى الفضاء الاجتماعي شارحاً هذه المرة نتائج وعواقب الخلاف الأخير بين الجولاني وتنظيم القاعدة وكاشفاً عن القيادات الجديدة لتحرير الشام، واعداً بفتح خمسة ملفات جديدة، بالإضافة إلى عرض آخر التطورات التي قام بها مجلس منظمة تحرير الشام.
والملفات الـ 5 هي:
التطورات في هيئة تحرير الشام
الانسحابات الأخيرة على الجبهات
القاعدة من جديد… قادتها وهيكلتها
الفساد المالي “لمافيا الجولاني“
الملف الكردي – التركي
أرشيف الثورة… وحقائق تُذكر لأول مرة
وتناولت آخر تغريده لمزمجر الشام كما ذكرنا سابقاً “نتائج وعواقب الخلاف الأخير بين الجولاني وتنظيم القاعدة” وأتت على الشكل التالي:
1- بعد تفكك مكونات هيئة تحرير الشام وانفضاضها عن الجولاني، وما تبع ذلك من أزمات عاشتها الهيئة، وبعد أن راهنا سابقاً على تصدع ذلك التحالف المشؤوم، دخل الجولاني في أزمة جديدة عصفت بما تبقى من الهيئة التي انشق عنها حركة نورالدين الزنكي، جيش الأحرار، المستقلون، ومؤخراً حركة الفجر .
2- وتعود جذور الأزمة بين الجولاني و تنظيم القاعدة الأم بداية ً بعام 2013 والخلاف بين جبهة النصرة وداعش (فرعيّ القاعدة بالشام والعراق). فقد كشف الجولاني عن اسم أبي خالد السوري الذي فوضه الظواهري بالفصل بين فرعيّ التنظيم، الأمر الذي أدى لاغتياله بعد مدة قصيرة على أيدي أبو عبيدة المغربي، الذي تبين لاحقا عمالته لجهاز المخابرات البريطانية.
3- مروراً برفض الجولاني لتوجيهات الظواهري باندماج جبهة النصرة مع الجبهة الإسلامية، انتهاءاً بمسألة فك الارتباط بين جبهة النصرة والقاعدة الأم، وما صاحبها من جدال وخلافات حادة بين الجانبين. ووصلت إلى حد وصف القاعدة الأم للجولاني بالناكث للبيعة والغادر، واتهامهُ ضمنياً بالتواطؤ لاغتيال قادات القاعدة في سوريا، فيما شككت جماعة الجولاني بنزاهة مسؤول التواصل في القاعدة الأم واتهامه بتسريب الرسائل أو تحريفها.
4- وبعد أن وصلت المراسلات مع القاعدة الأم إلى طريق مسدود، وشعور الجولاني بنية بعض القيادات بإعادة تشكيل القاعدة في سوريا، قرر الجولاني إنهاء الجناح القاعدي في الهيئة وتفكيكه نهائيا، إذ اعتقد الجولاني أن التيار الموالي للقاعدة الأم داخل الهيئة لا يتجاوز عدده 200 عنصر، وأنه باعتقال وتصفية رموز هذا التيار سيتخلص منه نهائياً، ويزيح منافسيه داخل الهيئة فيخلو له وجه التنظيم. فأمر باعتقال كل من سامي العريدي، وأبو جليبيب، والقسام، وأبو خديجة، وكلهم يحملون الجنسية الأردنية وتولوا مناصب قيادية في التنظيم منذ تشكيل جبهة النصرة في عام 2012.
5- نجح الجولاني في القبض على العريدي الأردني (المسؤول الشرعي العام لجبهة النصرة سابقا)، ومن اعتقال أبو جليبيب الأردني (أمير القاعدة في درعا) وهو في طريقه لمناطق PYD الكردية التي تعهدت بنقله لدرعا!! فيما فشل في القبض على القسام الأردني، وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة في أفغانستان.
6- خطوة الجولاني هذه دفعت بعدة كتل داخل الهيئة إلى الانشقاق عن الجولاني، وظهر الحجم الكبير للتيار الموالي للقاعدة داخل الهيئة (كما اعترف بذلك مظهر الويس قاضي الجولاني ومرقعهُ الأول) فأما الكتل التي انشقت عن الجولاني هي:
قاطع الملاحم: ويتزعمه كل من أبو حمزة اليمني، وأبو عبد الرحمن المكي (سعودي الجنسية)، وعددهم حوالي 500 عنصر معظمهم من بقايا جند الأقصى الإجرامية.
قطاع الساحل: وقد انشق منه: سرايا علي بن أبي طالب – سرايا المهام الخاصة – سرايا عمر بن الخطاب – كتيبة الرضوان
أنصار الفرقان: بزعامة أبي خديجة الأردني
قطاع البادية (جيش البادية)، الذي أعلن لاحقا ارتباطه بالقاعدة
7- وقد بلغ عدد المنشقين عن الجولاني أكثر من ألفي عنصر، مما اضطر الجولاني لإطلاق سراح العريدي وأبو جليبيب، وإبرام اتفاق تهدئة مع تيار القاعدة الذي يتزعمه أبو الهمام السوري (مسؤول معسكرات القاعدة في أفغانستان)
8- موجة الانشقاقات تلك وهجوم القاعدة الأم على الجولاني -اعلاميا وميدانيا عبر محاولة فاشلة لاغتيال الجولاني – وما سبقهما من تسريبات صوتية لقيادات الهيئة، وتسليم مناطق واسعة للنظام، جميعها أضرت جدا بصورة الجولاني بين عناصره، فضلا عن سقوطه شعبياً.
فسارع الجولاني إلى بث فيديو عبر ذراعه الإعلامية يظهر فيها متفقدا خطوط الرباط ومتحدثا لعناصره على الجبهة، واعداً إياهم بفتح القدس، ومقللا من شأن الانسحابات التي قامت بها الهيئة لصالح النظام!
9- الجولاني في خطوته هذه حاول إعادة تلميع صورته شعبيا، وإعادة الروح المعنوية المنهارة لعناصره، مستعينا بأربع كاميرات لتصويره في زيارته التي استمرت ساعة واحدة فقط لخطوط الجبهة. وكي لا تعجب من حديث الجولاني لعناصره عن فتح القدس بعد ساعات فقط من تسليم الهيئة لأكثر من 200 قرية بريف حلب وادلب لقوات الأسد دون أي قتال، لك أن تعلم أن الجولاني أطلق على نفسه لقب الفاتح وهو في الجامعة ايمانا منه بأنه سيكون هو من يفتح القدس!!
يذكر أن جبهة النصرة أصدرت فيديو يوم الثلاثاء الماضي لقائدها العام الفعلي أبو محمد الجولاني متهما بعض الفصائل بأنها قبلت بالتخلي عن مناطق المعارضة شرق سكة حديد أبو الظهور بريف إدلب، وقال إن تلك الفصائل حاولت أيضا الضغط على هيئة تحرير الشام من أجل دفعها للانسحاب من تلك المنطقة.