ما سر ظهور الرايات البيض في طوزخورماتو العراقية؟
شهارة نت – العراق
عملية عسكرية مشتركة يقودها الحشد الشعبي بالتعاون مع الجيش العراقي والردّ السريع وعمليات صلاح الدين ضدّ من يطلقون على أنفسهم أصحاب “الرايات البيضاء” وما تبقى من فلول داعش في طوزخورماتو. لماذا اختار هؤلاء الأخيرة مقراً لهم؟ وهل تنوّع المدينة القومي في وسط مراكز القوى المتصارعة في العراق هو ما جعلها هدفاً لداعش وغيرها؟
أهمية مدينة طوزخورماتو العراقية أنها تقع على الطريق بين بغداد وكركوك، وتشكّل عقدة مواصلات رئيسية في شمال العراق تربط بين محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك. وربما كان لتكوين المدينة دور كبير في بقائها ضمن دائرة الأزمات والتوتر المستمر. هناك، حيث القوميات والألوان البشرية المتشابكة. لا توجد إحصائيات دقيقة عن التوزيع القومي لسكان المدينة، ولكن يتقاسمها كلٌّ من الكرد والعرب والتركمان في نسب متقاربة جداً. ومن هنا تأتي أهميتها، مدينة متنوعة القوميات والمذاهب في وسط مراكز القوى المتصارعة في العراق.
طوزخورماتو تشهد عمليات عسكرية مختلفة، الإرهاب تسلل إليها, والقوات العراقية المشتركة تلاحق فلول تنظيم داعش ومن يسمون أنفسهم أصحاب الرايات البيضاء، الجماعات التي لم تعرّف عن نفسها بعد، صحيح أنها ظهرت منذ فترة قصيرة، لكنها تحولت الى تهديدٍ حقيقيٍ للأمن العراقي بسبب تحركها وفق إيدلوجية قومية ودينية. المجموعة الإرهابية “الجديدة”سبق واستهدف عناصرها قضاء طوزخورماتو، شمالي محافظة صلاح الدين العراقية، بالصواريخ وقنابل الهاون، وتحدثت مصادر إعلامية بعدها عن معلومات تقول إن الحشد الشعبي أرسل تعزيزاتٍ إلى قضاء طوزخورماتو استعداداً لعملية “مرتقبة”. المدينة التي تضم قوميات تركمانية وكردية وعربية، يبلغ تعداد سكانها 150 ألف نسمة، وتقع على بعد 75 كيلومتراً جنوب كركوك الغنية بالنفط ومتعددة الأعراق، لم تسلم من يد الإرهاب كما باقي المناطق العراقية.
قوات الحشد الشعبي سيطرت اليوم الأربعاء على أنفاق ومقرات “الرايات البيضاء” وطهرّت العديد من القرى شرق قضاء طوزخورماتو ضمن عملية قام بها الحشد بالتعاون مع الجيش العراقي والرد السريع وعمليات صلاح الدين بإسناد جوي لتطهير شرق القضاء.
العملية لم تكن مجهولة إذاً، فقد عُلم سابقاً أن مناطق شرق كركوك ستشهد عمليات عسكرية شاملة لإنهاء التهديد الذي يطاول المدنيين في طوزخورماتو وداقوق من قبل خلايا داعش وجماعة الرايات البيضاء. الاستعدادات العسكرية كانت قد اكتملت في انتظار انطلاق معركة التعقّب والتمشيط لتأمين كامل مناطق كركوك بعد أن تعرّضت لهجمات بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا.
وفق خبراء الميدان، فإن امتداد هذه العملية العسكرية سيكون حتى المثلث الرابط بين محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين، هذا هو الهدف المرسوم لها، لأن هذا المثلث تحوّل إلى بؤرة لإيواء عناصر داعش الهاربين من المدن والقرى المحرّرة.
نتيجة لكل ما سبق، يبدو أن القوات العراقية تستعد للدخول في فترة جديدة ومختلفة من العمليات العسكرية من أجل ملاحقة فلول داعش والجماعات المسلّحة الخارجة على القانون… والأيام القادمة ستكون شاهدة على ذلك.