لماذا استهداف اليمن وتجويعه؟!
بقلم/ علي البدراوي
ثلاث سنوات من الحصار والحرب على بلد لم يعتد على أحد، ثلاث سنوات من الدمار والقصف والاعتداء على الأرواح والممتلكات وهدم البنى التحتية لبلد يعاني في الأساس من حاجات ماسة للمساعدات الدولية لينهض بواقعه المعيشي.
ثلاث سنوات من حرق الأرض وتهديم الاقتصاد واغلاق الحدود والحصار الاقتصادي والسياسي والعسكري والصحي وكل ما يمكن للعقل البشري أن يتصوره…!!!
مع كل ذلك صمد اليمن وصمد أهل اليمن وصمد شعب اليمن وصمدت الارض اليمنية في مواجهة المحتل الوهابي الارعن المدفعوع من اسياده الصهاينة والامريكان.
هل فجأة صحت النخوة العربية في اواح بني سعود الخبثاء؟! وهل بين ليلة وضحاها أصبحت اليمن محل اهتمام حكام بني سعود وحرصهم على الوحدة العربية وهذه الترهات التي يتشدقون بها؟!
لو كان هؤلاء يملكون الغيرة والحمية والنخوة والشرف لكانوا حرروا ارض فلسطين من مغتصبيها، ولكانوا وقفوا إلى جانب قوى ومحور المقاومة الفلسطينية واللبنانية في مواجهة العدوان الاسرائيلي..!! ولكن هيهات لمن باع شرفه وارضه وعرضه في مقابل حفنة من الدولارات.. ويا ليت بل على العكس باعو شرفهم وعرضهم ودفعوا الاتاوى فوقها..!!
يبقى السؤال: لماذا اليمن، وفي هذا الوقت بالذات؟!
ربما يأتي الجواب من خلال تتبع سير الاحداث من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا والعراق قبلها وليبيا وهكذا دواليك، ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما هي نظرة تذكير لواقع قد يكون البعض نسيه أو تناساه.. إنها خطة (من النيل إلى الفرات) التي تطورت لتكون من المحيط الاطلسي وأراضي المغرب العربي ومروراً بالنيل الأزرق والأبيض وصولاً إلى الفراتين وانتهاءاً ببحر عدن ومضيقي باب المندب وهرمز.
نعم هذه هي الخطة وبدون تفلسف لا طائل منه فهذه هي الحقيقة التي خطط ويخطط لها اعداءنا ونحن غافلون نائمون واضعون رؤوسنا تحت التراب مثل النعام بل انكى وادهى..
حينما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران أواخر السبعينيات لم يكن بالحسبان ولا مر بخاطر امريكا وبريطانيا ومن خلفهم “اسرائيل” بأن خطتهم الجهنمية سوف تواجه سداً وحائط صد بهذه القوة وهذا الصمود وهذا الانتشار والاتساع، مع كل محاولاتهم في التصدي له وإخفاقهم في طمر الثورة الاسلامية الفتية من خلال الحرب لثمان سنوات والحصار الجائر لعقود من الزمن والعديد العديد من المحاولات ولكن كلها باءت بالفشل الذريع بل واستقوت ايران واستطاعت أن تقوي حلفائها في المنطقة وخارج المنطقة وتصنع للمقاومة محوراً قوياً مما جعل الاعداء يتوجسون خوفاً ويتوجلون من المستقبل الذي ينتظرهم وخططهم التي كانوا قد بيتوها من خلال زرع العملاء في كل بقعة من بقاع الاراضي الاسلامية.
كلما تمر الأيام تتجلى في الافق بوادر النصر الإلهي المنتظر وبشائر الطلوع لصبح لا يكون فيه لقوى الظلام مكان ولكن مع الأسف وشديد الأسف فإن العديد من الدول الاسلامية والمستضعفين قد تم استنزافهم بشتى الطرق السياسية منها أو الاقتصادية أو العلمية أو الثقافية أو التعليمية أو الاخلاقية أو الدينية، وكل ذلك من أجل افراغهم من محتواهم العقدي والديني والسياسي.
شغلونا بالحروب والفساد والسعي من أجل لقمة العيش والركض وراء الملذات وانشغلو هم بتدبير المكائد والخطط ودراسة تاريخنا، ماضينا وحاضرنا وما نتأمله لمستقبلنا فعلموا بأن القدس هي قلب الوطن العربي النابض فغرزوا فيه خنجرهم، وعلموا بأن السعودية هي قبلة الاسلام ومحط رحال المسلمين فزرعوا فيها عملائهم وعلموا بأن العراق قبلة القلوب ومهد الحضارات ومركز خلافة الاسلام النهائية فحاربوه وهدموا بنيانه وحطموا حضارته، وعلموا بأن راية النصر ستنطلق من خراسان فحاربوا ايران وحاولوا القضاء عليها وحينما فشلوا صبوا جام غضبهم وحقدهم في محاولتهم الأخيرة للقضاء على رايات النصرة والولاء التي ستنطلق من اليمن لنصرة الدولة الاسلامية الحقة في آخر الزمان لان اليمن موعودة بأن منها ستنطلق الرايات ومن اهلها سيخرج جيش النصر ومن رحمها سيولد رجال يهزون الأرض تحت اقدامهم ومن مهدها سينطلق المؤمنون الحقيقيون.
سينتصر اليمن وسوف يخرج من محنته كما انتصرت ايران وخرجت من الحصار والحروب مرفوعة الرأس خفاقة رايتها ترفرف عالياً.. سينتصر الشعب اليمني لأنه يقف خلف قيادته.. إنها نفس التجربة ونفس الأعداء ونفس الاستراتيجية وسوف تكون النتيجة نفسها بعون الله وصمود الرجال… سيحل النصر وسوف يبقى الخزي للأعداء.
نعم هذا هو واقع الحال الذي يجب علينا الالتفات له وعلينا أن نحاول جاهدين وبكل ما أوتينا من عزم وقوة أن ننصر إخوتنا في اليمن وأن ندافع عن اليمن لأنها تمثل أيقونة الصمود والثبات والصبر والعزم والإصرار على مواجهة الظلم وعدم الاستسلام للبغاة والوقوف بحرية وعدم الخنوع والخضوع والذل… إنها اليمن كانت وما زالت مهد الرجال.