ويكيليكس الجديد يثير قلق الاميركيين والناشطين الحقوقيين
أثار موقع ويكيلكس قلق المسؤولين الاميركيين بتغيير تكتيكاتيه ناشرا نحو 134 الف برقية دبلوماسية مسربة خلال الأيام الأخيرة? آو ما يربو على ستة اضعاف ما نشره من وثائق وزارة الخارجية الاميركية منذ بدأ عملية الكشف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وتبين عينة من الوثائق المسربة على الموقع ان البرقيات المنشورة حديثا تضم اسماء اشخاص تحدثوا بصورة سرية للدبلوماسيين الاميركيين وأ?ْحيطت هوياتهم في البرقيات بتحذير صريح يدعو إلى حمايتها من الكشف.
وأبدى مسؤولون في وزارة الخارجية وناشطون في مجال حقوق الانسان قلقهم من ان تواجه مثل هذه المصادر ومنها ناشطون وصحفيون واكاديميون في انظمة استبدادية ? قد يتعرضون إلى أعمال انتقامية? بما في ذلك الطرد من الوظيفة أو الملاحقة أو العنف.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز ومنافذ اعلامية أخرى اطلعت منذ اواخر 2010 على اكثر من 250 الف برقية دبلوماسية حصلت عليها مجموعة ويكيليكس واقتبست منها مقاطع في تقاريرها مع نشر عدد صغير منها اعتبرتها ذات قيمة خبرية. ولكن نيويورك تايمز والصحف الخرى كانت تشطب اسماء الأشخاص الذين ارتأت ان اصحابها معروضون للانتقام.
ونشرت منظمة ويكيليكس بعض البرقيات على موقعها ولكنها حتى كشف الدفعة الجديدة من الوثائق? كانت تنشر نسخا محررة من البرقيات لحماية المصادر الواردة اسماؤها فيها.
وعكف مسؤولون في الإدارة الأميركية وصحافيون على دراسة البرقيات التي نشرها موقع ويكيليكس يوم الاثنين لتحديد ما إذا كان الأشخاص الواردة اسماؤهم فيها معرضين للملاحقة بسببها.
وتوصلت عملية فرز سريعة الى ان برقية واحدة على الأقل ن?ْشرت بلا اسماء ولكن عدة برقيات اخرى أبقت على هويات اشخاص وضع عليها الدبلوماسيون علامة تنبه الى ضرورة حماية أصحابها.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الى من بين الأشخاص الذين ك?ْشفتهم هوياتهم مسؤول في الأمم المتحدة يعمل في غرب افريقيا وناشط حقوقي أجنبي يعمل في كمبوديا? وكلاهما تحدثا لدبلوماسيين أميركيين على أساس أن هوياتهم لن ت?ْكشف.
ورجح مراقبون ان تثير الوثائق التي ن?ْشرت يوم الاثنين سجالا حول منافع ومخاطر الكشف عن آراء دبلوماسيين اميركيين ابدوها في وثائق سرية لا سيما وان بعضهم شكا من ان التسريبات زادت عملهم صعوبة.
وأصدرت منظمة ويكيليكس بيانا يوم الاثنين قالت فيه ان التسريع بنشر البرقيات ينسجم مع التزام ويكيليكس بزيادة تأثير عملية النشر قدر الامكان ووضع المعلومات في متناول الجميع.
وأشار البيان الى ان المنظمة كانت تهدف ايضا الى تبديد التصور الخاطئ بأن نشاط المنظمة انحسر في الأشهر الأخيرة.
وقال البيان ان تشر الوثائق مع اسماء المصادر سيتيح لأشخاص من اصول وقوميات مختلفة تفسير البرقيات.
وكان بيان ويكيليكس غفلا من التوقيع ولكن المعروف ان مؤسس الموقع جوليان اسانج عادة يكتب نص بيانات المنظمة أو يوافق عليها.