علي محسن .. ليس عليك ان تراعي قرابتك بالرئيس مطلقا
في خطابه المرتبك والموتور والانفعالي الذي القاه بالامس ? سعي القائد
المنشق عن الجيش الوطني الى تبرير وتحوير انشقاقه عن الجيش والتنصل عن
المهام الملقاة على عاتقه في حماية البلاد ودستورها ومكاسبها ..ليسقط الى
قعر الرضاء الشعبي وينهي سمعة كانت تحتفظ بها الذاكرة اليمنية لشخصه ?
ورغم سقوطه المريع المتمثل في انشقاقه الخطير على الجيش الا انه يواصل
السقوط بخطاباته وتهديداته وتسويقه للفعل الكارثي الذي اقدم عليه بطريقة
لا تنطلي ولا تمر على الرجال .
ان ما يضحك ويبعث على السخط والازدراء في نفس الوقت ..هو تذرعه بأن
الآخرين .. في القيادة والجماهير العريضة للشعب اليمني ينتقدونه على
موقفه بداعي قرابته من شخص الرئيس اجتماعيا .. ويحاول ان يحصر الانتقاد
له في هذا المسعى وحسب ? ولكن ذلك مغالط تماما للحقيقة .. فليس عليه ان
يراعي القرابة مطلقا .. بل عليه ان يراعي ما هو اكبر واعظم من ذلك بكثير
..
– عليه ان يراعي مشاعر ومشيئة غالبية ابناء الشعب اليمني الذين يرفضون
مشروعه وامثاله بالمطلق ..وعليه ان لا يتحدث عن النفر من حوله بانهم
الشعب اليمني ? بينما بحت حناجر الملايين من ابناء الوطن منادية بشرعية
الدستور غير قابلة انتهاكه وتجاوزه.
– عليه ان يراعي مهامة التي كلف بها واقسم عليها ومنها استمد اسمه
وحضوره .. حماية البلاد ومكاسبها ودستورها وقوانينها وعدم السماح
بتجاوزها .. فاذا هو يتجاوزها وينتهك حرمتها.
– عليه ان يراعي تداعيات ما يقوم به من انتهاك سافر للمؤسسات والبنى
الوطنية بخندقته وتمترسه وراء عناصره وحلفاؤه الذين يقوضون بافعالهم صروح
الوطن.
– عليه ان يراعي جميع مكونات الوطن السياسية التي لا يحق له ان ينتمي
او ينتصر لبعض منها ويترك الأخرى .. فالرجل اضحى ينتصر لتنظيمه الحارق ”
حزب الاصلاح” جهارا ويقود مسار انقلابه عن شرعية الشعب.
– عليه ان يراعي الله فيما يقوم به من قتل واستنزاف لاخوانه في قوى
الجيش والامن الوطني بافعاله ومخططاته الحاقدة التي تسفك دماءهم وتجعلهم
هدفا للمجرمين والارهابيين والمتطرفين والحاقدين الذي يتحالف معهم ويمدهم
بالمال الوطني الذي اكتسبه حراما قبل انشقاقه.
– عليه ان يراعي الله فيما يفعله من صرف واستنزاف الموارد المالية لعناصر
التطرف والارهاب والاعمال التخريبية في الوقت الذي يشكي جنود وضباط
الفرقة من عدم صرف مستحقاتهم الشهرية في ضل قيادته.
– عليه ان يراعي الله في الشرخ الذي احدثه هو والنفر الذين معه في
المؤسسة العسكرية .. متنصلا من قيمها ومهنيتها وقدسية واجبها.
– عليه ان يراعي تداعيات الجرم الماضي فيه ? والشرخ الذي يتمادى في اتساعه فجورا ومجافاة كارثية لمنطقيات الحياة السياسية واسسها وقواعدها.
– عليه ان يراعي الوطن ودماء ابناءه وسلامة مكوناته ? بدل الانخراط في مؤامرة بالتعاون مع قوى خارجية تمده بالمواقف والمال لتنفيذ مشروعه الاجرامي..
– في الاخير عليه ان يعود الى وعيه ويعرف ان للشعب ارادة من روح قضاء الله لا ترهبها التصريحات الحماسية او الاستفزازية ولا تغير ولو قيد انمله من مواقفها الثابتة.