انقذو سكان الجامعة
من الضروري جدا أن يتملك الفرد حق الحرية في صياغة حياته بالطريقة التي يراها مناسبة دون قيود او موانع تحده من فعل ما يريد ولكن بشرط واحد ومهم للشرائع الحياتية والبشرية جمعا والمتمثل بضرورة ان لا تتعارض هذه الحرية او الحقوق مع حقوق الآخرين أو تضر بها او تمسها بأدنى أذى وحتى يضمن الجميع حقوقا متساوية وحياة آمنة ومستقرة .
ما يحدث في حي جامعة صنعاء والأحياء المجاورة له هو تعد صارخ للحقوق العامة المكفولة قانونيا ودستوريا وحتى عرفيا لسكان الحي في العيش بأمان وسلام وحرية تامة في المأكل والمشرب والعمل والتواصل الاجتماعي وذلك من قبل جماعات تدعي انها تبحث عن حقوق تخصها ولكن على حساب حقوق الآخرين الأكثر أولوية وأساسية لحياة البشر عامة .
ما يعانيه سكان حي جامعة صنعاء منذ بداية العام الحالي من تعد على حياتهم وعائلاتهم وما يتخلل ذلك من مضايقات وانتهاك حرمات بيوتهم ومصادرة سكينتها وقطع مصادر رزق آلاف العائلات من خلال إغلاق محلاتهم التجارية وإعاقة وصولهم إلى أعمالهم بحرية ويسر الأمر الذي حول ساكني هذه الأحياء من أفراد منتجون إلى عالة مجتمعية وتجمعات كسيحة لا تستطيع ان تكفل لنفسها قوت يوم كل ذلك لا يمكن وصفه إلا بالعمل الإجرامي والانتهاك الصريح للمعاهدات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والموقعة اليمن عليها .
ان السكوت والتهاون إزاء هذه الانتهاكات والخروقات بحق شريحة كبيرة من المواطنين الآمنين يعتبر عملا منافيا للقيم الإنسانية وخيانة كبيرة للتعهدات الدولية الموقعة بين الأمم والشعوب في العمل المشترك وجرما أبشع من ارتكابه كما ان ذلك يعتبر بمثابة الضوء الأخضر الذي تمنحه الجهات المعنية وذات العلاقة لمرتكبي تلك الانتهاكات يشجعهم على مواصلة اذاء السكان واستخدامهم كورقة ضغط على الحكومة الهدف منها الحصول على تنازلات غير قانونية تخدم مصالح هذه الجماعات وأحزابها السياسية , كما ان السكوت على ذلك يعني تفاقم أزمة السكان وازدياد معاناتهم وتركهم يواجهون مصيرهم المجهول الأمر الذي ينبئ بكارثة إنسانية حقيقية .
إذا الأمر أصبح أكثر خطورة على حياة سكان حي الجامعة والأحياء المجاورة لها وعلى عائلاتهم وأطفالهم وأكثر إلحاحا بضرورة التصدي لهذه الانتهاكات وبصورة عاجلة وفورية من قبل كل الأطراف المعنية والممثلة بمنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان محليا وإقليميا ودوليا وكذا الدول الشقيقة والصديقة وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي وأمريكا ممثلة بسفاراتها بصنعاء .