هل سينجو ترامب من قضية العمالة والتحرش التي يرجو منها الديمقراطيين عزله؟
شهارة نت – امريكا
بات ترامب يعيش في قلق وتوتر وأقصى مايريده أن يصل بفترة رئاسته إلى نهايتها قبل أن يتم عزله، خصوصاً بعد الكمائن التي ما برح الديموقراطيين ينصبونها له أملاً بعزله من منصبه ،فبالرغم من مرور عام ونصف على تنصيب ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية، إلا أن المشاكل وحتى اللحظة لازلت تطارده وما أن ينتهي من واحدة حتى تأتي مشكلة أكبر من سابقتها.
رسائل مُظللة واتهامات بالعمالة
منذ وصول ترامب إلى سُدّة الحكم وجلوسه في البيت الأبيض لاحقته وماتزال تهم العمالة لروسيا ألدُّ أعداء أمريكا تاريخياً، ومازال المُحققون يحاولون الوصول إلى دلائل تؤكد تورط ترامب في العمالة للمخابرات الروسية، خصوصاً بعد الإشاعات الكثيرة التي تحدثت عن تورط فريق ترامب الإنتخابي بعلاقات مشبوهة مع الروس.
آخر تلك الاتهامات ما تحدثت عنه صحيفة بلومبيرغ الأمريكية، التي أكدت أن ما يقرب من نصف مليون تغريدة مؤيدة لترامب أو أعادت نشر تغريداته خرجت من روسيا من قبل أنظمة تشغيل آلي موجودة في روسيا.
وأكدت الصحيفة في تقريرها أنّ موقع التغريدات المُصغر “تويتر” أكد في رسالةٍ وجهها إلى مجلس الشيوخ الأمريكي على دور أنظمة التشغيل الآلي المدعومة من الحكومة الروسية في إنتخابات 2016، وذلك خلال الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية والممتدة من أيلول/ سبتمبر إلى أواسط تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، حيث أعادت تلك الأنظمة تغريد ما لا يقل عن 470،000 رسالة من رسائل ترامب حينها.
وكان موقع تويتر أكد سابقاً أنّه أغلق 1062 حساباً تعود وحسب تقارير إعلامية لوكالة أبحاث الإنترنت المرتبطة بالكرملين، ليرتفع بهذا الرقم عدد الحسابات المُغلقة إلى ما يقارب 3814 حساباً، وجميع تلك الحسابات بحسب تويتر ساهمت بدعم حملة ترامب الإنتخابية.
واليوم ينتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحقق القضائي “روبرت مولر” لتتم مساءلته عن فحوى علاقته بالروس، وأسباب دعم موسكو له خلال حملته الإنتخابية التي أفضت إلى وصوله للبيت الأبيض.
وفي السياق ذاته؛ حاول ترامب العام الماضي طرد المدعي الخاص المكلف بالتحقيق في قضية التدخل الروسي “روبرت مولر” ثم تراجع عن ذلك، بحسب نيويورك تايمز، لكن المستشار القانوني للبيت الأبيض حينها “دون ماكغان” رفض ذلك الأمر، مؤكداً أنّ هذا القرار سيكون له “تأثير كارثي” على رئاسة ترامب.
تحرش
التخابر مع الروس لم تكن تهمة ترامب الوحيدة، وقبل شهرين من بداية السنة الثانية لولايته الرئاسية؛ أكد موقع “باز فيد نيوز” الإخباري الأمريكي أنّ القضاء الأمريكي طالب فريق الحملة الانتخابية الخاص بترامب بتسليم كل ما بحوزته من وثائق تتعلق باتهامات بالتحرش الجنسي وجهت لترامب قُبيل انتخابات العام 2016 الرئاسية.
وقال الموقع إنّ السيدة “سامر زيرفوس” ونساء أخريات وجهن اتهامات لترامب بعد بث فيديو مصور في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 يعود إلى العام 2005 تباهى فيه ترامب بأنه قادر على الحصول على أي امرأة يرغب بها وإن النساء “لا يمانعن إذا كنت مشهورا”.
وجاء في الشكوى التي تقدمت بها زيرفوس بحسب “باز فيد” أن ترامب “أصبح مهووسا بشكل كامل ووصف زيرفوس والنساء المتقدمات بشكاوى ضده بالكذب لأسباب لا يكشفن عنها”، وأضاف الموقع بحسب وثيقة الإتهام : “ترامب كاذب ويكره النساء” كما أنه –أي ترامب- شهّر بزيرفوس.
محاولات للعزل
الكونغرس وحسب الدستور الأمريكي يستطيع عزل الرئيس أو نائبه أو القضاة الفدراليين في حالات منها “الخيانة، الفساد، أو جرائم أخرى وجنح كبرى”، ويؤكد مراقبون أنّ الديموقراطيين يسعون ومن خلال الدستور إلى عزل الرئيس ترامب وذلك بتهمة الخيانة، حيث يسعون بدايةً ومن خلال مجلس النواب للتصويت ولو بأغلبية بسيطة على مواد الاتهام التي تفصل الأفعال المنسوبة إلى الرئيس وهو ما يسمى بالقانون الأمريكي بـ “العزل”، وفي حال إقرار التهمة، يتولى مجلس الشيوخ محاكمة الرئيس.
وعند وصول القضيّة إلى مجلس الشيوخ يؤكد الخبراء أنّه يتعين الحصول على أغلبية الثلثين لإدانة الرئيس وهو ما يأمله الديموقراطيين، وفي حال حصول ذلك يصبح العزل تلقائيا ولا رجعة فيه، وفي حال عدم تحقق الأغلبية المطلوبة، ينال الرئيس البراءة.
وفي هذا السياق؛ شهد شهر أيار/ مايو من العام الماضي أولى محاولات عزل الرئيس، حيث طلب نائبان ديموقراطيان “ماكسين ووترز وآل غرين” بدء إجراءات العزل، لكن باقي ممثلي المعارضة الديموقراطية رفضوا حينها هذه المغامرة خوفاً من أن يتحول الأمر إلى مجرد مواجهة بين الحزبين، مؤكدين أنّ الأمر ما يزال مبكراً، ويلزمه المزيد من الوقت لعزل ترامب.