سوتشي ينطلق بمشاركة فعالة رغم الضغوط
شهارة نت – سوتشي
بدأ أمس الاثنين عدد من الوفود السورية بالوصول إلى مدينة سوتشي بروسيا للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين 29 و30 يناير/كانون الثاني، ويترأس وفد الحكومة السورية هذه المرّة عوضا عن الجعفري مستشار وزير الخارجية “فاروق عرنوس”، متجاهلين بذلك كل الضغوط الخارجية الامريكية والعربية على المعارضة السورية لإفشال مؤتمر سوتشي للحوار السوري.
وانطلقت امس الاثنين مؤتمر الحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي باجتماعات تحضيرية، ثم تنعقد جلساته العامة غدا الثلاثاء، تتصدرها مسألة الدستور وتشكيل لجنة دستورية لبدء الإصلاح في سوريا.
وبشأن مجريات المؤتمر أكدت مصادر إعلامية وجود اتصالات مباشرة ستتخلل المؤتمر بين ممثلي الحكومة وقوى المعارضة، وتشير المصادر إلى أن البيان الختامي سيصاغ من قبل ممثلين عن كافة المناطق السورية التي أرسلت مندوبين إلى المؤتمر.
وكانت قد وصلت اليوم الاثنين ثلاث طائرات من دمشق إلى سوتشي المدينة الواقعة في جنوب روسيا وعلى متنها أكثر من 300 مشارك على أن تصل اليوم أيضاً ثلاث طائرات من العاصمة السورية.
ومن المقرّر أن يتم تأليف 6 لجان خلال المؤتمر من بينها لجنة تنظيمية وأخرى رئاسية وثالثة دستورية تضم 4 أعضاء، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية. ولفتت الوكالة إلى أن كلمة الترحيب في المؤتمر ستكون لرئيس اتحاد غرفة دمشق “محمد غسان القلاع”.
وعلى الجانب السوري المعارض ورغم الضغوط الأمريكية والسعودية، دعا تيار الغد السوري المعارض برئاسة “أحمد الجربا” أعضاءه إلى حضور مؤتمر سوتشي كضمان لتمثيل سياسي معبر عن الشعب السوري.
وأفاد التيار في بيان له إنه “على الرغم من مشاعر الكثيرين الذين لا يوافقون على هذا المؤتمر إلا أن التيار يشدد على عدم عزوف أطياف المعارضة عن التمثيل السياسي ولاسيما أنها وافقت على الحل السياسي بحسب قرار مجلس الأمن 2254.
في حين ستتم صياغة البيان الختامي للمؤتمر من قبل ممثلين عن كافة المناطق السورية التي أرسلت مندوبين إلى سوتشي، رأت أن بنود الأمم المتحدة الـ 12 قد يتضمنّها البيان الختامي للمؤتمر بالكامل.
ويوم الأحد الماضي كشفت وكالات عن بعض وثائق مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر في سوتشي في يومي 29 و 30 من الشهر الجاري.
ويتمحور مضمون الوثائق حول الوضع الميداني في سوريا وتفاصيل عن عملية أستانا فضلاً عن المحطات والأحداث الأساسية التي وقعت منذ اندلاع الحرب، وأيضاً المساعدات الإنسانية الروسية لسوريا.
وفي سياق الوفود القادمة إلى سوتشي، أكد منظمو المؤتمر توجيه دعوة إلى وفد الحكومة السورية برئاسة مستشار وزير الخارجية “فاروق عرنوس” للمشاركة في أعمال المؤتمر المرتقب يومي 29 و30 يناير .
وكانت قد كشفت وكالة “إنترفاكس”، نقلا عن مصدر مطلع، في وقت سابق يوم الأحد، عن أن مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الذي عادة ما يرأس وفد الحكومة السورية إلى المفاوضات حول التسوية السورية، لن يحضر مؤتمر سوتشي.
يشار إلى أن هذا المؤتمر بادرت إليه كل من روسيا وإيران وتركيا بصفتها دولاً ضامنة للهدنة في سوريا وعملية أستانا حول التسوية السورية.
من جانبهم بيّن منظمو المؤتمر أن المدعوين وعددهم أكثر من 1600 شخصية يمثلون كافة المكونات والشرائح والقوى السياسية في المجتمع السوري، ويشكل العرب غالبية المدعوين إذ تبلغ نسبتهم نحو 94.5%، مع ذلك تمت دعوة ممثلين عن الأكراد والأزيديين والآشوريين والأرمن والشركس والداغستانيين والتركمان وغيرهم من إثنيات سوريا.
وللتوضيح أكثر سيمثل معارضة سوريا الداخلية في المؤتمر الموفدون من المجلس الشعبي والأحزاب الرئيسية كحزب “البعث” و”الجبهة الوطنية التقدمية” و”الحزب الاشتراكي” وغيرها، إضافة إلى شخصيات بارزة تمثل جميع المعتقدات الدينية في سوريا، ووجهاء قبائل ومشايخ وممثلون عن نقابات العمال والدوائر الفنية.
وأما الفصائل المسلحة التي انضمت إلى اتفاقات المصالحة مع الدولة السورية فسيشارك ممثلون عنها (مجموعة خاصة من المشاركين)، علما أن عدد المجموعات المسلحة التي سلمت أسلحتها طوعا منذ بداية حملة محاربة الإرهاب في سوريا تجاوز 230 مجموعة، بحسب بيان المنظمين.
في حين سيمثّل المعارضة السورية في الخارج أكثر من 300 مشارك، من بينهم منصتا موسكو وأستانا وتيار “غد سوريا” و”الحراك المدني” و”هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي”.
علاوة على ماسبق تمت دعوة الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومصر والعراق ولبنان والسعودية والأردن وكازاخستان للمشاركة في المؤتمر بصفة مراقب.
وكانت قد أعلنت روسيا في وقت سابق عن مبادرة لتنظيم “مؤتمر حوار وطني سوري” في مدينة سوتشي جنوبي روسيا يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. وألحقت وزارة الخارجية الروسية هذا الإعلان بنشر قائمة تضم 33 منظمة سياسية وتيارا هي خليط من جماعات معارضة مقربة من الحكومة السورية وفصائل كردية إضافة إلى تشكيلات مختارة من أطياف المعارضة كانت قد قبلت المصالحة.