اليمن: المتغطي بالعدوان ’عريان’
بقلم/ علي الدرواني
مر عامٌ كامل على تأسيس ما يسمى المجلس الانتقالي جنوب اليمن المدعوم من الإمارات وإلى الآن لم يستطع تحقيق أيٍ من الوعود التي قطعها ولم يحقق حتى الأهداف التي يسعى إليها العدوان.
والتي بدورها لا تستطيع أن تتخلى عن الشرعية المزعومة لهادي والغطاء الذي توفره لتحركاتها في تدمير اليمن والسيطرة عليه وعلى مستقبله وقراره السياسي والسيادي.
وفي وقت حاول المجلس أن يظهر مدى قوته وحضوره في الساحة عبر سيطرته على المحافظات الجنوبية صدرت عن هادي مجموعة من القرارات أطاحت بأبرز قادة المجلس لملس وبن بريك والسقطري من المحافظات التي كانوا يتربعون على كراسيها، ولم يستطع المجلس ان يحافظ على تلك الكراسي.
قرابة العام كانت كفيلة بأن تظهر عجز قادة المجلس عن ان يقوموا باي تحركات تؤدي الى تحقيق لأهدافهم الا بالقدر الذي يحافظ على خطط دول العدوان ويحقق اهدافها.. حيث لم يقم المجلس بأي دور سوى بتقديم مزيد من الغطاء لدول العدوان لتجنيد شباب الجنوب وارسالهم الى معارك دول العدوان ومرتزقتها من اركان 7/7 في مارب والمخا او في جبهات ما وراء الحدود ليعودوا لاهاليهم في التوابيت.
وعلى مدى الفترة الماضية من عمر المجلس الذي ولد اشبه بالسقط تراكم فوقه غبار الزمن واحداثه ولم نسمع له صوتا امام الاحداث المشبوهة في سقطرى وحضرموت ومؤخرا في المهرة بل ظل يدور حول نفسه بما يبدو انه يموت لكن بشكل بطيء.
في الأسبوع الماضي وفي سياق نفض الغبار عن ظهره يحاول مايسمى المجلس الانتقالي أن يقوم باي حركة يثبت بها مجرد وجوده وخرج رئيسه ببيان هزيل ومتناقض دعا فيه إلى تغيير حكومة بن دغر واسقاطها مهددا باتخاذ خطوات اخرى بعد مهلة اسبوع تنتهي اليوم.
وفيما كانت تمضي أيام المهلة التي حددها الانتقالي لإسقاط بن دغر وطرد حكومته من عدن كان قادة في المجلس ابرزهم شلال والحالمي يحضرون الى جانب بن دغر حفلا خطابيا رفع فيه علم الوحدة وعزفت فيه موسيقى النشيد الوطني للجمهورية اليمنية ما أثار على مواقع التواصل موجة من التعجب والاستغراب والتشكيك في اهداف المجلس وقيادته .
وعلى وقع التحضيرات لمسيرات جماهيرية دعا اليها قادة الانتقالي تزامنا مع انتهاء مهلة الزبيدي لبن دغر اصدرت داخلية هادي تحذيرا لهذه المسيرات وهددت بالتصدي لها بالتنسيق مع قوات الغزو الاماراتية والسعودية ومواجهة اي تحركات او تجمعات باعتبارها تخل بالامن في هذه المرحلة.
وهنا يجب ان نشير الى ان موقف المجلس الانتقالي من حكومة بن دغر ودعوته إلى طردها وإسقاطها اعتبره البعض تصعيدا من حلفاء أبوظبي لاسيما أنه جاء بعد زيارة قام بها السفير السعودي الى عدن واعلن فيها دعم بلاده لما سماه الشرعية فبدا الموقف بشكل او بآخر معبرا عن خلافات بين السعودية والامارات وتنازع على النفوذ.. الا انه في نظر البعض ليس الا تبادل أدوار بين المملكة والامارات في سعيهما إلى تفتيت اليمن وإبقائه دولة متشظية ضعيفة مفكّكة، وان دول العدوان تسعى عن عمد لاشعال نار الفتنة بين ابناء البلد الواحد سواء في الشمال او في الجنوب، وبعد أن فشل رهانها على خلق صراع شمالي شمالي بوأد فتنة الخيانة في بداية كانون الأول/ ديسمبر الماضي لجأت لتاجيل الفتنة في عدن.
في التدقيق بهذه المعطيات يتضح أن مسميات المجلس الانتقالي والشرعية المزعومة كل منهما يحاول أن يستقوي على الآخر بدول العدوان فيما الأخيرة لا تنظر إلى كل أولئك إلا كأدوات مدفوعة الاجر.. ولا ندري إن كانوا سيدركون فيما بعد ولعلهم قد أدركوا أن المتغطي بدول العدوان عريان.