الرئاسة المصرية تدخل في “صفقة القرن” أيضاً!
شهارة نت – القاهرة / تحليل
يغدو الطريق نحو فترة رئاسية ثانية ممهّداً تماماً أمام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بعد اعتقال المرشّح المحتمل الفريق سامي عنان، واستبعاده من الانتخابات المقرّرة في آذار المقبل، والتي سينافس فيها السيسي نفسه، خاصة أن المرشّح المحتمل الوحيد المتبقّي يفكّر حالياً بالانسحاب.
وقبل أقلّ من أسبوع، اشتعلت الساحة السياسية في مصر إبان إعلان رئيس أركان حرب الجيش الأسبق، الفريق سامي عنان، عزمه خوض الانتخابات، وهو الترشّح الذي أعاد لكثيرين أملاً مشوباً بالشكوك بوجود منافسة -ولو شبه حقيقية- في بلد لا يجد رئيسه إلا الاعتقال ردّاً على كلّ من يفكّر في الاقتراب من قصر الاتحادية الرئاسي.
عنان (69 عاماً)، أعلن، الجمعة 19 كانون الثاني 2018، الترشّح للانتخابات المقبلة، وطالب -في كلمة قوية- مؤسّسات الدولة المدنيّة والعسكرية بعدم الانحياز لمرشّح قد يغادر منصبه بعد شهور، في إشارة إلى السيسي.
وكان لافتاً أن إعلان عنان عن ترشّحه للانتخابات الرئاسية جاء بعد ساعتين فقط من إعلان السيسي أيضاً ترشّحه للانتخابات الرئاسية، وحديثه عن أنه لن يسمح لـ “الفاسدين” بالاقتراب من كرسي الرئاسة، دون أن يلمح قبل لهكذا خطوة.
ومن جهة أخرى، يعيش نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة تحت وطأة حصار تتواطأ مصر مع “إسرائيل” على تنفيذه بدرجات متفاوتة وفق معادلة تتحكم فيها “إسرائيل” تهدف بالأساس إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس وردعها، الأمر الذي ينعكس بالنهاية على فلسطينيي غزة الذين ليس لديهم أي خيار آخر للتواصل مع العالم الخارجي لتلبية احتياجاتهم الحياتية، فكل ما رأت “إسرائيل” مقاومة من الفلسطينيين حاربتهم بالمعابر، والآن تشهد المدن حالة غضب شديدة بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما يسمى “صفقة القرن”، فالورقة الرابحة بيد الكيان هي إغلاق المعابر.
كما تتبع “إسرائيل” سياسة تدمير أنفاق المقاومة لسد كل طرق التجارة نحو الأراضي المحتلة، إذ يسعى الاحتلال الإسرائيلي لاستغلال عامل الوقت قبل اندلاع أي مواجهة جديدة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، باستهداف وتفجير الأنفاق الأرضية، السلاح الأهم في أي معركة مقبلة، من خلال إقامة الجدار تحت الأرض على طول الحدود، وحديثه المتكرر عن تكنولوجيا كشف الأنفاق التي طورها، ما مكّنه من كشف أربعة أنفاق مع بداية العام، كان آخرها حين قصفت طائرات إسرائيلية نفقاً قرب معبر كرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة.
ومما سبق، يتبين أنه من مصلحة السعودية إبقاء السيسي –حليفها في مصر- في الحكم، فصفقة القرن لا تتم إلا إذا كانت السعودية مهيمنة على مصر، وأمريكا لن ترضى عن السعودية إلا إذا أتمت مهمتها المعهودة لها في الصفقة و”إسرائيل” لن ترضى عن الاثنين معاً إلا إذا أنجزا مهمتهما بنجاح، وأولى خطواتها الآن: “إبقاء السيسي على كرسي الرئاسة”.