بعد جرائمها في العراق؛ ماذا تريد أمريكا؟
شهارة نت – بغداد
لم تنتهي العراق من ويلات الحروب والدمارن فما إن خرج تنظيم داعش الإرهابي، حتى بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالقصف غرب البلد دون أي مبرر لتواجدها على الأراضي العراقية بعد القضاء على داعش، الذي كلف العراق الكثير من الضحايا والتخريب واليوم جاء دور أمريكا لتفتح نيرانها على الشعب العراقي وتحصد ارواح الأبرياء من أطفال ونساء.
قامت مروحية أمريكية بقصف عدد من العجلات المدنية والأمنية في ناحية البغدادي غرب الرمادي، وأسفر القصف عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 11 أخرين بينهم مديري ناحية وشرطة البغدادي غرب الرمادي، بحسب مصدر أمني في محافظة الأنبار.
وذكر المصدر: إن”مروحية أمريكية قصفت عدد من العجلات المدنية والأمنية التي كانت تقل مدير ناحية البغدادي شرحبيل العبيدي ومدير شرطة الناحية العقيد سلام العبيدي خلال توجههم إلى منزل شيخ عشيرة العبيد بالناحية الشيخ معدي العبيدي بالناحية “9 كم غرب الرمادي”.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “القصف أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة ستة اخرين بينهم مدير ناحية البغدادي شرحبيل العبيدي ومدير شرطة البغدادي العقيد سلام العبيدي بجروح”.
ردود الأفعال
فور انتشار خبر قصف القوات الأمريكية لمواقع عراقية غرب البلاد، تعالت الأصوات المنددة بهذا القصف، متسائلة عن السبب الذي يدعو لبقاء القوات الأمريكية على الأراضي العراقية بعد خروج داعش، فيما طالب البعض بمحاسبة المعتدين والكشف عن تفاصيل الحادثة.
وصباح اليوم التالي أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أن “الاحتلال الأمريكي يثبت طغيانه وتعديه السافر على العراق مجدداً”، وطالب الصدر “بمحاسبة المعتدين والقصاص منهم فوراً”، وذلك تعليقاً على الغارة التي نفذت اليوم في ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار وأسفرت عن مقتل وإصابة 27 شخصاً.
وفي تغريده له على “تويتر” قال الصدر: ” مرة أخرى يثبت الاحتلال الأمريكي طغيانه وعنجهيته بل وتعديه السافر على حكومة العراق واستقلاليتها وسيادتها، وذلك بقصفه العشوائي والظالم لناحية (البغدادي) الذي راح ضحيته الأبرياء بغير وجه حق”.
من جانبه قال الأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، في أول تعليق له على القصف الأمريكي، إن “حادثة قيام مروحيات أمريكية بقصف ناحية البغدادي وقتل 7 وإصابة 11 عراقيا من بينهم مدير الناحية ومدير الشرطة وبعض منتسبي الأجهزة الأمنية، يطرح تساؤلات مهمة وخطيرة حول التواجد العسكري الأمريكي في العراق والدور الذي يريد القيام به ومبررات وجوده بعد انتهاء داعش عسكريا”. وفقا لقناة (السومرية نيوز) العراقية.
أما رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، حاكم الزاملي، فقد وصف استهداف الأبرياء في ناحية البغدادي “استهتارا” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، داعيا إلى وضع حد لتواجد قوات الاحتلال الامريكي في القواعد الجوية العراقية.
وفي بيان له قال الزاملي، إن “ما قامت به قوات الاحتلال الامريكي باستهداف الأبرياء مدير ناحية البغدادي ومدير مركز الشرطة وعدد من النساء والاطفال هو استهتار بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، مشيراً إلى أنه “يمثل تجاوز فاضح وعدم احترام لسيادة الدولة العراقية”.
واستطرد الزاملي قائلا: ” الذي نستغربه عندما تطلب القوات العراقية إسناد من الطيران الامريكي لمعالجة هدف إرهابي يتحججون بأن معهم نساء وأطفال، لكن اليوم يتم قتل نساء وأطفال بدم بارد دون طلب من القوات العراقية”. داعيا إلى “ضرورة محاسبة الطيار ومحاكمته وفق القانون العراقي فضلاً عن تعويض الشهداء والجرحى”، مطالبا الحكومة العراقية بـ”وضع حد لتواجد قوات الاحتلال الأمريكي في القواعد الجوية العراقية”.
وأضاف انه “من المهم تحديد حركة الطائرات العسكرية من طلعات جوية وهبوط وإقلاع بأمر وبعلم من العمليات المشتركة العراقية”، مبيناً ان “لجنة الأمن والدفاع النيابية ستتابع الإجراءات الحكومية وتنتظر نتائج التحقيق بهذه الحادثة المؤلمة”.
بيان خلية الاعلام الحربي
من جهتها أفادت خلية الإعلام الحربي في بيان لها في وقت سابق إنه “توفرت لدى قيادة العمليات المشتركة معلومات استخبارية دقيقة عن تواجد أحد القيادات الإرهابية وهو (كريم عفات علي السمرمد) في أحد بيوت ناحية البغدادي للاجتماع مع خلية إرهابية تستعد لتنفيذ عمليات ضد القوات الأمنية والمواطنين”.
وأضاف البيان أنه “استناداً إلى تلك المعلومات كلفت على الفور قوة من لواء المشاة الثامن وبإسناد جوي من طيران التحالف الدولي لغرض مداهمة المكان واعتقال الإرهابي المطلوب للقضاء وبعد تنفيذ المداهمة والقبض على الإرهابي (كريم عفات علي السمرمد) وأثناء التفتيش وجمع الأدلة تعرضت القوة إلى هجوم برمانة يدوية من أحد المنازل المجاورة مما استدعى الرد عليها بسرعة”.
وتابعت الخلية: “بعدها انسحبت القوة إلى مقر انطلاقها وفِي طريق العودة لوحظ تجمع مسلحين من دون التنسيق مع القوة المكلفة بالواجب حيث استهدفتهم الطائرات المساندة للقوة”، موضحةً أنه: “تمت العملية في الساعة 02:00 فجر يوم السبت 27 كانون ثاني 2017 ووجهت قيادة العمليات المشتركة بفتح تحقيق بالحادث”.
إلى ذلك، قال القيادي البارز في حشد محافظة الأنبار، عبدالله الجغيفي، إن “قوات أمريكية برفقة مكافحة الإرهاب داهمت أحد البيوت في منطقة البغدادي غرب الأنبار، وعند تواجد القوات الأمريكية ظن المدنيون وقوات الحشد بأن هؤلاء هم عناصر تابعون لداعش مما أدى إلى اندلاع اشتباك عنيف، وأسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى”، مضيفاً أن “ضابط الاستخبارات النقيب أحمد كريم مزيبد وابن أخيه المنتسب في فوج الطوارئ غيث ناطق كريم وأخاه مخلف ناطق كريم وعدد من رجال الشرطة والحشد راحوا ضحية الاشتباك، وقتلوا بالخطأ على يد الأمريكيين حسب ادعاء القوات المرافقة لهم”.
يذكر أن القوات الأمنية والعشائر تسيطر على ناحية البغدادي غرب الرمادي، فيما تتواجد قوات التحالف في قاعدة عين الأسد بالناحية