تحذيرات من استخدام اللاجئين الصوماليين في صراع اليمنيين
حذر جلال الشرعبي? صحفي متخصص بالشأن الإفريقي? من خطورة تزايد تدفق اللاجئين من القرن الإفريقي إلى اليمن? في ظل استمرار الثورة الشعبية الشبابية السلمية المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح .
وقال الشرعبي إن وضع اليمن غير المستقر ساعد على تزايد تدفق اللاجئين? بخاصة الصوماليين? إلى أراضيها قادمين من القرن الإفريقي? ما فاقم من مشكلات اليمن الداخلية? متوقعا?ٍ أن يصل عدد اللاجئين إلى أكثر من مليون شخص في الفترة القليلة المقبلة .
وأضاف قائلا?ٍ: “الصوماليون الفارون من الحروب الداخلية إلى اليمن سيكونون جزءا?ٍ من الصراع في البلاد? وسيتحولون إلى أشبه ب”مسدس للإيجار” تستخدمه الأطراف المتصارعة كل لمصلحته? خصوصا?ٍ وأن معظم الجيل القادم من الصومال هم من فئة الشباب? والذي يعرف ب”جيل ما بعد الدولة”? وقد حرموا من التعليم وعاشوا في ظل غياب الدولة? وهو ما يجعل الصومالي يجد نفسه فقط في المليشيات المسلحة بيد أي طرف من النزاع” .
وأوضح الشرعبي? المهتم بالشؤون الصومالية وسبق أن كتب سلسلة من الأبحاث عن الصومال وقام بزيارته أكثر من مرة أن “الحقائق التاريخية تؤكد تلك المعطيات السابقة? فالصومالي يقاتل في إريتريا ضد إثيوبيا ويقاتل في كينيا والصومال ضد إثيوبيا? وقاتل ويقاتل اليوم مع جماعة الشباب المؤمن في مقديشو ومع أمراء الحروب أو مع الدولة? كما وجدناهم حراسا?ٍ لزعيم تنظيم القاعدة بن لادن” .
واعتبر تدفق اللاجئين الصوماليين واستقبالهم بطريقة عاطفية دون جعلهم عنصرا?ٍ فاعلا?ٍ في المجتمع? سيزيد من مشاكل وصراعات اليمن الداخلية? مشددا?ٍ على “ضرورة إيجاد حلول وآليات من قبل الحكومة اليمنية للاستفادة منهم وجعلهم عنصرا?ٍ فاعلا?ٍ يختلط بالمجتمع اليمني من خلال تدريبهم وتأهيلهم وتخصيص مدارس تعليمية أو معاهد فنية لتأهيلهم ليصبحوا جزءا?ٍ فاعلا?ٍ في المجتمع? وإلا فإن خيارهم الوحيد سيكون تحولهم إلى جزء من الصراع الحاصل في اليمن” .
وأكد الشرعبي أن الحروب الداخلية في اليمن? خاصة بمحافظة صعدة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين أثبتت استخدام الصوماليين اللاجئين في الصراع من قبل الطرفين? كما تعرضت السواحل اليمنية ولا تزال لعمليات قرصنة من أشخاص صوماليين? مشيرا?ٍ إلى أن من يبقى في اليمن هو جيل ما بعد الدولة? فيما الفئة المتعلمة منهم يجعل اليمن منطقة عبور “ترانزيت” للعبور إلى بلدان أخرى خاصة دول الخليج المجاورة .
وعن خطورة التدفق المستمر للاجئين الصوماليين إلى اليمن? يقول الشرعبي: “هناك سيناريو واحد في الوقت الراهن يتمثل في التواصل والتنسيق بين الجماعات الدينية المتشددة في اليمن والصومال إثر وجود عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين الواقعة على الشريط الساحلي للبحر العربي? المنفذ البحري القريب من الصومال? والذي يسهل عملية التواصل بين تلك الجماعات الدينية المتشددة من القاعدة بشكل قريب جدا?ٍ”? مبينا?ٍ أن “استيلاء تنظيم القاعدة على منطقة شقرة في أبين خلال الأسابيع القليلة الماضية? جعل إمكانية التواصل بين تلك الجماعات في البلدين أمرا?ٍ سهلا?ٍ للقيام بتجارة السلاح والتجارة غير المشروعة المهددة للأمن القومي اليمني وحركة السفن والملاحة الدولية وبشكل كبير مضيق باب المندب? خصوصا?ٍ مع تزايد المخاوف من توجيه ضربة إلى إيران وإغلاقها لمضيق هرمز” .
وأوضح أن حجم الزيادة السكانية بين الصوماليين المتدفقين لليمن كبير جدا?ٍ? متوقعا?ٍ استمرار تدفق اللاجئين في المرحلة القادمة خاصة وأنه خلال النصف الأول من رمضان تجاوز دخولهم بطريقة مشروعة ثلاثة آلاف لاجئ? غير أن دخولهم بطريقة غير مشروعة أكبر بكثير من ذلك .
وذكرت إحصائية رسمية يمنية أن اللاجئين الصوماليين يتدفقون على البلاد بشكل يومي وبأعداد تتراوح بين 160- 200 لاجئ? ما يزيد الأعباء على الحكومة التي تقوم بإرسالهم إلى المخيمات الخاصة باللاجئين? بخاصة في خرز بمحافظة لحج .