سوريا ترفض المبادرة العربية لحل الأزمة ووقف العنف اقرأ المزيد : المقال كامل – سوريا
تحفظت دمشق رسميا?ٍ أمس على بيان الجامعة العربية الذي دعا إلى “وقف إراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان” وأكدت أنها تعتبره “كأن لم يصدر”? فيما أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي استعداده لزيارة سوريا ما أن تصله الموافقة من حكومتها. وأكدت مندوبية سوريا لدى الجامعة العربية في مذكرة أرسلتها إلى الأمانة العامة للجامعة ووزعتها على سفارات الدول العربية في القاهرة أنها “سجلت رسميا?ٍ تحفظها المطلق” على البيان الصادر الليلة قبل الماضية? عن الجامعة العربية و”تعتبره كأن لم يصدر خصوصا انه تضمن في فقراته التمهيدية لغة غير مقبولة وتتعارض مع التوجه العام الذي ساد الاجتماع”.
وأفادت مذكرة أرسلتها مندوبية سوريا أمس إلى الأمانة العامة بأن المندوبية تحتج على إصدار هذا البيان لأنه صدر على الرغم من أن الاجتماع انتهى بالاتفاق على عدم صدور أي بيان أو الإدلاء بأي تصريحات إعلامية إضافة إلى أن هذا البيان لم تتم مناقشته خلال اجتماع المجلس ولم يتم عرضه على وزراء الخارجية أو رؤساء الوفود وفقا?ٍ لقواعد الإجراءات المنصوص عليها في النظام الداخلي للجامعة وقواعد الاجتماعات.
واعتبرت المذكرة أن ما حدث «يشكل مخالفة قانونية وإجرائية وتنظيمية واضحة وخرقا?ٍ وتقويضا?ٍ لقواعد ومبادئ ميثاق الجامعة وأسس العمل العربي المشترك».
من جهته صرح العربي للصحفيين? ردا?ٍ على سؤال حول موعد زيارته إلى سوريا? بأنه “على استعداد لزيارة سوريا اليوم قبل الغد من اجل حمل المبادرة العربية لحل الأزمة السورية”? مضيفا أنه “في انتظار رد الحكومة السورية” على طلب الزيارة.
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قد اعرب في اجتماعه الطارئ بالقاهرة والذي انتهى في ساعة مبكرة من صباح أمس عن قلقه وانزعاجه إزاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح من أبناء الشعب السوري الشقيق.
وشدد المجلس ـ الذي ترأس وفد الإمارات فيه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ـ على ضرورة وضع حد لإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان واحترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الآمنة وتطلعاته المشروعة نحو تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يستشعرها الشعب السوري وتحقق تطلعاته نحو العزة والكرامة
كما شدد المجلس على أن استقرار الجمهورية العربية السورية هو ركيزة أساسية لاستقرار الوطن العربي والمنطقة بأكملها وحرصا?ٍ منه على معالجة الأزمة السورية داخل إطارها العربي قرر تكليف الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي القيام بمهمة عاجلة إلى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الأزمة إلى القيادة السورية وإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات.
وأفاد دبلوماسيون عرب بأن الاجتماع الوزاري كان بصدد اتخاذ قرار بإرسال وفد وزاري إلى سوريا لعرض هذه المبادرة? إلا أن الوفد السوري احتج معتبرا?ٍ ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية السورية? فتقرر إيفاد الأمين العام للجامعة وحده بصفته ممثلا?ٍ لهذه المؤسسة العربية الرسمية.
وقال الدكتور خالد الهباس مستشار الأمين العام للجامعة العربية إن المبادرة العربية لحل الأزمة السورية تعكس وجهة نظر مشتركة وحقيقية لدى الجامعة والنظام السوري. وأوضح أن الإطار العام للمبادرة يتضمن وقف العنف ضد الشعب السوري وحل الأزمة بما يحفظ استقرار سوريا ويبقيها ركيزة أساسية في استقرار الوطن العربي. وأضاف أنه يوجد العديد من النقاط التي تتضمنها المبادرة العربية لم يفصح عنها الدكتور نبيل العربي حتى يتم اعتمادها وقبولها من قبل القيادة السورية? مؤكدا أنها ستظل في طي الكتمان حتى تتم مناقشتها وتسفر عن نتائج ملموسة.
وكان يوسف بن علوي وزير الدولة للشؤون الخارجية بسلطنة عمان رئيس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية قد أكد ضرورة أن يعمل العرب على التغلب على الأزمة الخطيرة التي تشهدها سوريا. وقال ابن علوي إن سوريا تمر بظروف قاسية وتطورات خطيرة? مما يتطلب التشاور والتعاون حول ما يمكن تقديمه للأشقاء في سوريا بما يمكنهم من التغلب على هذه الأزمة والخروج منها على قاعدة التفاهم لما يحقق لسوريا الحرية والعدالة والاستقرار.