تعرف على نفقات الرؤساء والملوك الخيالية من أموال شعوبهم لتدليل أنفسهم؟!
شهارة نت – تقرير
يشهد العالم منذ فترة حالة من الركود الاقتصادي مما دفعت الكثير من الحكومات لإقرار بعض القرارات التقشفية واللجوء لصندوق النقد الدولي ورفع الدعم، من أجل العمل على تخفيض العجز في الموازنات العامة ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، عبر اللجوء لطلب قروض من المصارف الأجنبية وسن قوانين تقشفية وزيادة في قيمة الضرائب المضافة.
تطالعنا الصحف يوميًا على الجانب الآخر، بأخبار تخص رؤساء الدول والملوك الذين تعاني بلادهم من أزمات اقتصادية، وهم يتمتعون بحفلات تنصيب عالية المستوى، وبـمراسم استقبال خيالية، ويقضون عطلات جنونية التكلفة، وينفقون أموال دافعي الضرائب على تدليل أنفسهم، وكأن الحزم التقشفية وُضِعت فقط من أجل الشعب، ولا تسري على الأنظمة الحاكمة.
100 مليون دولار تكلفة عطلة الملك سلمان في طنجة المغربية
ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أنفق 100 مليون دولار على عطلته الصيفية السنوية الأخيرة في المغرب وهو ما يعادل 1.5% من العائدات السياحية للمغرب سنويًا، لتكون هذه العطلة هي الأغلى في التاريخ حسب ما ذهب إليه البعض.
رافق الملك نحو ألف شخص، منهم أقارب ووزراء ومستشارون وموظفو أمن، أوكلت لهم مهمة القيام على راحة العاهل السعودي، أثناء إقامته في قصره الصيفي القريب من شاطئ أشقار، بمنطقة «كاب سبارطيل»، والذي تبلغ مساحته حوالي 74 فدانًا.
ولاستقبال وإقامة هذه الحشود، تم حجز ما يقارب 800 غرفة في أفخم فنادق طنجة بالإضافة إلى استئجار 200 سيارة، بالإضافة إلى السيارات التي جلبها الملك سلمان معه من السعودية، بالإضافة لشركات إعداد الطعام الخاصة.
وتقصت صحيفة «الهافينجتون بوست» النسخة العربية عن أسعار الفنادق التي يقيم فيها الوفد المرافق للملك، فوجدت أن متوسط الأسعار 300 دولار للغرفة في الليلة الواحدة، ما يعني أن تكلفة إيجار الغرف حوالي 240 ألف دولار في الليلة الواحدة.
وبحسب صحيفة «الأخبار»، فإن الوفد المرافق للملك استأجر كذلك 170 سيارة خاصة، إيجار الواحدة حوالي 423 دولارًا في اليوم الواحد، وهو ما يعني أن تكلفة إيجار السيارات 72 ألف دولار في اليوم الواحد.
وباعتبار أن متوسط تكلفة اليوم الواحد للوفد المرافق للملك تصل إلى 312 ألف دولار، فإنه على مدار شهر كامل، سيدفع الوفد السعودي 9 ملايين دولار و360 ألفًا، ثمنًا للنوم وإيجار السيارات فقط.
وأكدت الصحيفة على أن هذه الملايين لم يضف إليها المصاريف الأخرى للوفد، وأشارت كذلك إلى أن هذه التكاليف لا تتضمن ثمن سيارات سياحية أخرى (لم تشر الصحيفة إلى عددها) استأجرها الوفد بتكلفة 158 دولارًا يوميًا.
وتأتي هذه العطلة خيالية التكلفة، في الوقت الذي تعاني فيه المملكة من عجز في الموازنة العامة بدأ في عام 2014، بعجز مالي قدره 66 مليار ريال سعودي، ليأتي عام 2015 بعجز مالي قياسي قدره 367مليار ريال، واستمر هذا العجز في 2016، وإن كان انخفض عن العجز في السنة السابقة، ليصل إلى 326 مليار ريال، فيما بلغ العجز في الربع الأول من عام 2017 حوالي 26 مليار ريال.
«إيمانويل ماكرون» أنفق 26 ألف يورو على مساحيق التجميل في 3 أشهر
نشرت صحيفة التلجراف البريطانية، نقلًا عن صحيفة «لو بوينت» الفرنسية خبرًا مفاده أن الرئيس الفرنسي الجديد «إيمانويل ماكرون» أنفق في الشهور الثلاثة الأولى من توليه الحكم، حوالي 26 ألف يورو، على خدمات التجميل والمكياج، بمقدار 12 ألف دولار في الشهر، و410 دولارات في اليوم، وأن هذا المبلغ ليس من جيبه الشخصي بل من أموال دافعي الضرائب.
حيث ظهرت فاتورتان مدفوعتان لمسؤولة التجميل الخاصة بماكرون إحداهما بـ10 آلاف يورو، والأخرى بـ16 ألف يورو، وقد علق قصر الإليزيه على الخبر أنه صحيح، وقد تم طلب المسؤول عن هذا التعاقد على وجه السرعة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه سيتم تخفيض ميزانية الإنفاق على التجميل، بصورة كبيرة.
فيما برر مسؤول في الإليزيه أن المبلغ يشمل خدمات مختلفة، بما فيها مؤتمرات صحافية، ورحلات خارجية، إذ على الشخص المعني أن يتفرغ تمامًا للسفر مع الرئيس، واعترف المسؤول أن الفاتورة كانت مرتفعة، لكنها أقل من سلفه.
في الواقع، ماكرون ليس أول رئيس فرنسي يدفع بسخاء من أجل مظهره، فالرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند كان يدفع نحو 10 آلاف يورو شهريًا لحلاقه الشخصي، وبرر الإليزيه هذه التكلفة وقتها بالقول إنه كان على الحلاق الاستيقاظ باكرًا وتصفيف شعر الرئيس كل صباح، وعدة مرات أخرى خلال اليوم بحسب الضرورة.
وذكرت تقارير أخرى أن الرئيس السابق نيكولاس ساركوزي كان ينفق 8 آلاف يورو شهريًا على وجهه.
وأثار هذا الخبر استياء العديد من الفرنسيين، الذين يبلغ متوسط دخلهم السنوي حوالي 25 ألف يورو، أي أقل مما أنفقه ماكرون على خدمات التجميل الخاصة به في ثلاثة أشهر، وذكرت رويترز، أنه بحسب الاستطلاع الذي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام (إيفوب)، ونشرت نتائجه صحيفة «لوجورنال دو ديمانش»، أن شعبية الرئيس الفرنسي تراجعت بقوة في أغسطس (آب)، للشهر الثاني على التوالي، إذ أصبحت نسبة الراضين عن أداء الرئيس الجديد 40%، أي بتراجع قدره 14 نقطة مئوية خلال شهر، تضاف إلى عشر نقاط كان خسرها في يوليو (تموز)، وبذلك تكون شعبية ماكرون تراجعت بمقدار 22 نقطة مئوية منذ أول استطلاع للرأي أجراه إيفوب، ونشرته الصحيفة نفسها قبل ثلاثة أشهر، أي مباشرة عقب فوزه بالرئاسة.
وبرر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية هذا التراجع في الشعبية قائلًا، إن الحزب الحاكم يمر بوقت عسير، وأن استياء بعض الشعب ثمن يستحق الدفع، إذا أرادت الحكومة المضي قدمًا في الحزمة الإصلاحية والتقشفية.
وتأتي هذه الأخبار أثناء عطلة البرلمان في أغسطس (آب)، وقرب انعقاد البرلمان لمناقشة أكثر القضايا إثارة للجدل في الشأن العام الفرنسي، وهي تقليل الإنفاق العام وإصلاح قانون العمل الفرنسي المعقد.
عطلات أسرة ترامب تكلف دافعي الضرائب الأمريكيين في شهر ما أنفقه أوباما في عام!
بالرغم من انتقاد دونالد ترامب لسلفه الرئيس السابق أوباما إبان فترة حكمه، بأنه يكلف دافعي الضرائب ملايين الدولارات من أجل قضاء إجازته، إلا أن ترامب نفسه كلف دافعي الضرائب في الأيام الثمانين الأولى لحكمه أكثر من 20 مليون دولار أثناء سفره المتكرر في العطلات الأسبوعية إلى فلوريدا، لقضاء إجازاته في ناديه الخاص «مار إيه لاجو».
مما يعني أنه وعلى هذا المنوال، سينفق على إجازاته خلال عام واحد، ما أنفقه سلفه أوباما خلال فترتيه الرئاسيتين (أقل من 97 مليون دولار). ويأتي هذا الإنفاق الصارخ على العطلات في الوقت الذي يطالب فيه ترامب الحكومة الفيدرالية بتضييق حزام الإنفاق العام.
وبعيدًا عن تكلفة العطلات، فإن عائلة ترامب أثبتت خلال الشهور الأولى من الحكم أن فاتورة الخدمات الخاصة والحماية لها، مكلفة جدًا بالمقارنة بالرؤساء السابقين.
ففي عطلة نهاية الأسبوع الثانية من شهر فبراير (شباط) الماضي، سافر دونالد ترامب مع الوفد المرافق له إلى مقر ناديه الخاص في فلوريدا، بينما سافر ولديه «إريك» و«دونالد جونيور» إلى دبي برفقة الخدمات الخاصة، من أجل افتتاح منتجع دونالد ترامب للجولف في «بيفرلي هيلز دبي».
في الوقت نفسه الذي تقف فيه شرطة نيويورك خارج برج ترامب في مانهاتن، حيث تقيم السيدة الأولى ميلانيا ترامب برفقة ابنها الصغير بارون، تدفع المدينة ما يقرب من 500 ألف دولار يوميًا من أجل حراسة البرج، وفقًا لتقديرات مسؤولي الشرطة.
فيما دفع مسؤولو السفارة الأمريكية في أوروجواي في شهر فبراير(شباط) الماضي، حوالي 100 ألف دولار، فاتورة بقاء العملاء السريين ومسؤولي الحراسة الخاصة بإريك ترامب في أحد الفنادق، عندما سافر إريك للأوروجواي، من أجل الترويج لبرج العلامة التجارية ترامب، الأمر الذي يشكل ضغوطًا كبيرة على العملاء السريين والمسؤولين الأمنيين وموظفي الخدمات الخاصة، كما يشكل رقمًا لوجيستيًا مخيفًا يتجاوز بكثير ما كان عليه الحال بالنسبة للرؤساء السابقين.
وإضافة إلى هذه التكاليف المرتفعة، فإن ترامب يميل إلى عقد اجتماعات عمل في أماكن تمتلئ بالحشود الغفيرة، مما يُصعّب مهام العملاء السريين، ويضاعف تكاليف الحماية الخاصة به، مثلما حدث عندما استضاف رئيس الوزراء الياباني على العشاء في مطعم نادي «مار إيه لاجو»، بينما مرتادو النادي يتناولون عشاءهم على مقربة منه.
فيما يعتزم مسؤولو مقاطعة بالم بيتش، مطالبة واشنطن بتعويضات تُقدر بعشرات الألوف من الدولارات، عن كل يوم يقضيه ترامب في فلوريدا، بسبب الاحتياطات الأمنية والمرورية القصوى التي يتم اتخاذها وهو هناك.
وردًا على هذه الانتقادات، يقول البيت الأبيض إن رحلات ترامب من وإلى ناديه الخاص، لا يجب أن تعتبر عطلات، فالرئيس يعمل طوال الوقت، وبدون توقف بغض النظر عن أماكن تواجده، فيما يرى المحللون أن عدسات التصوير وكم سيارات الحراسة التي ترافق الرئيس، تعمل على الدعاية المجانية لعلامة ترامب التجارية، وتعود بالنفع على أعمال ترامب، التي قال إنه ترك إدارتها، بالرغم من وجود مستندات تؤكد على استمرار استفادة ترامب من أنشطته التجارية وأعماله حول العالم.
ميشيل أوباما: أول سيدة أولى تحظى بخبير تجميل بدوام كامل في ذروة الأزمة الاقتصادية
في العام 2009، وخلال جولة الرئيس باراك أوباما في أوروبا، سرقت السيدة الأولى «ميشيل أوباما» الأضواء من الرئيس الأمريكي وخطبه السياسية الرنانة، بمظهرها الأنيق المتجدد كل يوم، وتسريحات الشعر المواكبة لآخر صيحات الموضة، والرموش الصناعية والأقراط المتدلية، وألوان أحمر الشفاه والخدود التي تتماشى مع آخر صيحات التجميل العالمية.
يعود الفضل في كل هذا إلى خبيرة التجميل «إنجريد جريمس ميلد»، التي رافقتها خلال الجولة الأوروبية، ليعلق آنذاك «برنار بورتيلي» مصفف الشعر الخاص بهيلاري كلينتون – وقت أن كانت السيدة الأولى – أن ميشيل أوباما أول سيدة أولى تحظى بمرافقة خبير تجميل لها طوال الوقت، خلال جولة خارجية.
وجدير بالذكر أن هذه الجولة التي رافق فيها خبيرُ التجميل السيدةَ الأولى، كانت في وقت الركود الاقتصادي الكبير الذي ضرب الاقتصاد الأمريكي، لتأتي الطلة الأنيقة للسيدة الأولى، والمتجددة كل يوم، بالتزامن مع محاولات الشعب الأمريكي لشد الحزام، أملًا في النجاة من هذه الأزمة المالية الطاحنة.