الدكتور فؤاد الصلاحي: المعارضة ليس لها رؤية كاملة للسيناريوهات المستقبلية
يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء? فؤاد الصلاحي? أن فقدان الدولة لسيطرتها على عدد من المحافظات? سيؤدي إلى انزلاق اليمن إلى مرحلة الانهيار الكلي? مشددا على أن على اليمنيين أن يجدوا حلولا لقضاياهم.
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء فؤاد الصلاحي? أن عجز الأمم المتحدة عن إيجاد حل للازمة اليمنية دفعها إلى إسناد المهمة إلى الولايات المتحدة? والتي بدورها أسندتها إلى السعودية. لكنه رأى في الأمر خطرا كبيرا على مستقبل العملية السياسية بسبب وجود تخوف في الشارع اليمني من تنامي التدخل السعودي في السياسيات اليمنية الداخلية.
مزيدا?ٍ من التفاصيل في هذا الحوار:
س: حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن من أن انهيار الدولة في البلاد? يمكن أن يؤدي إلى فقدان السيطرة على بعض المناطق. ما مدى إمكانية وقوع ذلك?
مبعوث الأمم المتحدة وصل إلى استنتاجه هذا متأخرا جدا? وشخصيا كتبت منذ خمس سنوات حول ملامح الدولة الفاشلة في اليمن? وحذرت من الانهيار حينما تفقد الدولة سيطرتها على بعض المحافظات أو التجمعات المحلية?.وبالفعل هناك اعتراف رسمي بأن هناك عددا من المحافظات خارج سيطرة الدولة مثل صعدة ? وأبين? زنجبار وشبوة? ثم محافظات أخرى تكاد تكون السلطة المحلية بها غائبة كلية. وهذا الأمر تفاقم مع حركة الاحتجاج? أو ما نسميه بالثورة الشبابية والشعبية في اليمن? الأمر الذي يجعل من تحذير مندوب الأمم المتحدة أمرا منطقيا.
س: أشار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بأنه لا يمكن لطرف أجنبي أن يأتي بوصفة معينة لحل الأزمة وبأن الحلول يجب أن تكون يمنية. هل يعني هذا تخليا دوليا عن دور الوساطة?
بالفعل جزء من كلام المبعوث صحيح? لأن على اليمنيين أن يجدوا حلولا لقضاياهم? لكن حتى الآن توازن القوى في الساحة لم يفرج عن فعل سياسي لصالح معارضة مسنودة من قبل الشباب في الساحات? بل إن ما نراه الآن هو محاصصة سياسية ستكون مجالا للحل بين أطراف قبلية وعسكرية وحزبية في المعارضة وأطراف النظام نفسه.
فؤاد الصلاحي خبير الشؤون اليمنية? وأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء كما أسلفت سابقا? الولايات المتحدة أوكلت لبعض الدول في المنطقة إيجاد حل للازمة اليمنية. هل يؤدي هذا إلى تقوية نفوذ هذه الدول في اليمن?
طبعا كنا نتوقع أن يدعم القرار الأممي فكرة استقلالية القرار السياسي اليمني انطلاقا من حيادية الأمم المتحدة? لكن توكيل دولة إقليمية هي تاريخيا لديها وجود في الداخل? كما أن هناك تحسس سياسي من الصراع الذي دار بين السعودية واليمن منذ 1934 في المعركة الأولى مع الإمام? ثم ما تلي ذلك حول قضية الحدود بين الشمال والجنوب. النزعة اليمنية لا زالت تتحسس من التدخل السعودي في اليمن. أما أن توكل أمريكا والأمم المتحدة إلى هذا الطرف الإقليمي مهمة ترتيب البيت اليمني في الداخل? فمعنى ذلك أن جميع وكلاء السعودية من القوى التقليدية والحداثية في الساحة اليمنية سيكون لهم موقع الصدارة في الترتيبات السياسية القادمة? وهذا ما يخاف منه كل شباب الساحات وحذرنا منه أكثر من مرة.
ميدانيا المواجهات مازالت مستمرة بين قوات الجيش ومن تسميهم الحكومة اليمنية عناصر القاعدة. هل سيؤدي أي فراغ في السلطة إلى تقوية وجود التنظيمات المتشددة في المنطقة?
تنظيم القاعدة عمليا منذ 2006 وربما قبل ذلك نظر إلى اليمن كساحة جديدة لتشكيل مجموعاته? وتكونت فعليا مجموعات قوية عادت من أفغانستان والعراق وباكستان? فوجدت في اليمن مكانا ملائما خاصة في مناطق الصحراء حيث غياب الدولة.
نظرية الفراغ الأمني ساعدت القاعدة إضافة إلى المجموعات الأصولية الأخرى على أن تتجمع في اليمن? وهنا ظهر تكتل لمجموعة القاعدة السعودية والقاعدة اليمنية? التي مارست أعمالا في داخل السعودية وفي الداخل اليمني.
إذن نظرية الفراغ ساعدتهم بشكل كبير خاصة وأن لديهم مصادر تمويل كبيرة تستخدمها على شاكلة وسائل لوجيستية في تحركاتها داخل التجمعات القبلية مثل شبوة وأبين? أو في محافظات أخرى. هذه العملية تشجع أية قوة? سواء كانت أصولية أو قوى القاعدة أو غيرها. ولا شك أن الخطير في الأمر يتمثل في أن تتمكن مجموعات جديدة من التكون في الداخل اليمني.
هذا الصراع بين الدو