تنامي السلفية الجهادية في العاصمة الألمانية برلين
شهارة نت – برلين
أشارت الاستخبارات الألمانية إلى أن المشهد السلفي في العاصمة برلين بدأ ينمو بسرعة وبدأت أعضاءه بالتزايد، كما أكدت الهيئة على أن نصف المنتسبين إلى هذا التيار السلفي ببرلين الألمانية، وأن أغلبهم من الرجال.
وأفادت هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) في ولاية برلين بتضاعف عدد المنتمين إلى التيار السلفي في العاصمة الألمانية في الوقت الراهن، مقارنة بما كان عليه قبل عدة أعوام، وأوضحت الهيئة أن عدد المنتمين إلى هذا التيار وصل في الوقت الراهن إلى 950 شخصا، أي ما يعادل أكثر من ضعف ما كان عليه في عام 2011، إذ كانوا 350 شخص فقط.
واستنادا إلى تحليل للموقف أجراه مكتب الهيئة في برلين، كتبت صحيفة “تاغسشبيغل” الألمانية، اليوم الأربعاء (17 كانون الثاني/يناير 2018)، أن عدد الأشخاص الذين يميلون إلى العنف ارتفع بقوة بين أنصار التيار السلفي، ونوهت إلى أن عددهم كان يصل إلى نحو 100 شخص في عام 2011 وتابعت أن هذا العدد ارتفع حتى اليوم أكثر من أربع مرات ليصل إلى 420 شخص.
وأوضحت الصحيفة أن الهيئة أعدت كتيبا بعنوان “خلفيات عن المنتمين إلى التيار السلفي”، حللت فيه بيانات ما يصل إلى 784 سلفيا. وشكل الرجال النسبة الأغلب بين المنتمين للتيار السلفي في برلين بـ90%، وبلغ متوسط أعمارهم 33.9 عاما بزيادة عام عن متوسط أعمار النساء، وعزت الهيئة ارتفاع المتوسط العمري إلى أن التيار السلفي موجود منذ فترة طويلة تقدم خلالها أفراد التيار في العمر.
وأظهرت التحليلات أن اغلب المنتمين إلى التيار السلفي في برلين يعيشون في ضاحية نيوكولن، وكذلك في ضاحيتي فيدينغ وكرويتسبيرغ في غرب المدينة. وكشفت التحليلات أن نصف المنتمين إلى التيار السلفي في برلين ألمان، لكن ثلثي هؤلاء الأشخاص يحملون جنسية أخرى، غالبيتها جنسيات عربية وتركية. بينما يحمل 35 بالمائة منهم الجنسية الألمانية فقط. في حين يحمل 80 شخصا الجنسية التركية.
وقالت الهيئة إن “الملفت للنظر” أن الروس يمثلون المجموعة الأكبر بين السلفيين الأجانب، وذكرت أن غالبية هؤلاء الروس ينحدرون من منطقة شمال القوقاز، التي تضم الشيشان وأنغوشيا وداغستان وأوسيتيا، ويبلغ عددهم في التيار السلفي ببرلين 92 شخصا. وكان عدد الذين يحملون الجنسية السورية 46 شخصا، واللبنانية 39 شخصا.
ولفتت الهيئة إلى أن عدد اللاجئين بين المنتمين إلى المشهد السلفي في برلين، ضئيل، مشيرة إلى أن عددهم في الوقت الراهن 27 شخصا، كانوا قد وصلوا إلى ألمانيا في 2014، وينحدر هؤلاء بالدرجة الأولى من سوريا والعراق وأفغانستان وروسيا. ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
ألمانيا تغير جذري وتوسع كبير في المشهد السلفي
وذكر هانز-غيورغ ماسن رئيس هيئة حماية الدستور الألمانية أن المشهد السلفي في ألمانيا شهد تغيرا جذريا خلال الفترة الأخيرة، وأن هناك الكثير من الجماعات السلفية التي تتشكل وتتواصل عن طريق الشبكة العنكبوتية.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قال هانز-غيورغ ماسن، رئيس هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية) إن السلفية في ألمانيا كانت قبل بضعة أعوام مرتبطة ببضعة أشخاص “مثل بيير فوغل أو سفين لاو أو إبراهيم أبو ناجي، والآن بالكاد تُذْكَر أسماؤهم”.
وتابع ماسن أن التغير في الوقت الراهن يتمثل في الغالب في ظهور أشخاص منفردين يجمعون حولهم “أتباعهم”. وأضاف: “ولهذا لم يعد من الممكن الحديث عن مشهد سلفي بل عن العديد من النقاط الساخنة”.
ووفقا لبيانات الهيئة، فإن ألمانيا بها في الوقت الراهن أكثر من 9700 شخص محسوبين على التيار السلفي، وكانت تقديرات الهيئة الصادرة في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي تشير إلى أن هذا العدد يبلغ 9200 شخص.وذكر ماسن أن هناك الكثير من الجماعات السلفية التي تتشكل وتتواصل مع بعضها البعض عن طريق الشبكات الافتراضية بالدرجة الأولى، مثل الإنترنت أو مجموعات الواتس آب “ومثل هذا الأمر لم نعرفه أبدا قبل بضع سنوات”.واختتم ماسن تصريحاته بالقول إن مثل هذه التغييرات جعلت عمل الهيئة أكثر صعوبة “لأننا لم يعد يتعين علينا متابعة بعض الرؤوس القليلة بل صار علينا متابعة العديد من الجماعات”.