الكشف عن خلايا إرهابية جديدة في تونس
شهارة نت – تونس
لا يزال الجيش التونسي مستمر في عملياته ضد الجماعات الإرهابية، من خلال تفكيك الخلايا الإرهابية في الداخل التونسي، وملاحقة إرهابين في المناطق الحدودية مع ليبيا والجزائر،فمنذ سنوات تعاني تونس من الفكر التكفيري، الذي عمل على زعزعة الأمن بعد الثورة وضرب القطاع السياحي، ما أثر على الاقتصاد التونسي وأزم الوضع المعيشي في البلاد.
أصل هذا الفكر المتطرف ناتج عن تغذية العديد من الشبان بالفكر الجهادي المزيف، حيث قامت دعاة الفتنة والتطرف باستغلال العاطلين عن العمل وإغرائهم بأموال لاستقطابهم إلى بؤر الصراع في سوريا والعراق وليبيا، هذه الأدوات تستخدم الفكر الوهابي المدعوم من قبل النظام السعودي، للتحريض على القتال، وهذا ما شهدناه في سوريا من قبل الداعية السعودي “المحيسني”، حيث قام بتجنيد الأطفال والشباب لزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا، وارتكاب المجازر بحق الأبرياء.
تورط الآلاف من التونسيين في الإنتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي، ذراع القاعدة في سوريا والعراق، والذي يخدم مصالح أمريكا في المنطقة، لقد قام هذا التنظيم الإجرامي بقتل وتهجير الناس، واستخدم عناصره لإفراغ نار حقده على المدنيين، وخصوصاً بعد اقتراب نهايته في بلاد الشام، وعاد عدد من التونسيين الدواعش إلى بلادهم، رغم رفض المجتمع التونسي انخراطهم، وقد سهل عليهم التنقل بين تونس والدول المجاورة، وهذا ما سبب قلقاً كبيراً لدى الحكومة، الساعية إلى اجتثاثهم وتخليص تونس من إرهابهم.
وشهدت المنطقة الجبلية عدة عمليات تمشيط، أدت إلى القضاء على عدد كبير من الإرهابيين، وكشفت عن فلول جديدة تسعى للتجمع والقيام بعمليات تستهدف مراكز حكومية وأمنية، وتمكنت وحدات من الحرس والجيش الوطنيين بين ليلة السبت والأحد 21 جانفي 2018، من القضاء على إرهابيين إثنين بمنطقة تربخانة من عمادة البراهمية التابعة لمعتمدية سبيطلة من ولاية القصرين قريبة من جبال سمامة.
وقامت الوحدة المختصة للحرس الوطني بعد عملية متابعة لتحركات عناصر إرهابية طيلة 3 أيام بنصب كمين مساء اليوم 20 جانفي 2018 على الساعة 17.45 بمنطقة ،تربخانة، عمادة، البراهمية، معتمدية ،سبيطلة، ولاية القصرين، قريبة من جبال سمامة، بتبادل الطلق الناري مع تلك المجموعة الإرهابية وذلك بناء على معلومات مفادها قيام مجموعة إرهابية تتكون ما بين 4 و6 عناصر تتولى النزول ليلا من جبل سمامة لرصد تحركات الدوريات الأمنية والعسكرية ومداهمة المنازل القريبة من الجبل المذكور للاستيلاء على المواد الغذائية.
وأسفرت عمليات تبادل النار عن القضاء على عنصر إرهابي خطير يحمل الجنسية الجزائرية يدعى بلال القبي كان قد التحق بالجماعات الارهابية منذ سنة 1993، وهو من المقربين إلى القيادي الإرهابي الجزائري المعورف ” عبد المالك بركوس” المكنى بأبو مصعب عبد الودود.
كما يعد القبي من المقربين من زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ومحل تفتيش وكان في مهمة لإعادة تنظيم كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية بعد الضربات التي وجهتها وحدات الحرس الوطني لأغلب قياداتها، كما يعتبر نقطة الربط بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وتنظيم القاعدة بليبيا وكتيبة عقبة بن نافع الارهابية ويتردد منذ سنة 2014 على الجماعات الارهابية المتحصنة بجبال القصرين وفق ما نقلته وزارة الداخلية.
العملية الأمنية، أسفرت أيضا عن العثور على جثة الإرهابي الثاني الذي أصيب ليلة السبت في الكمين بعد تبادل إطلاق النار بين مجموعة إرهابية وقوات الحرس وهو البشير ناجي كنيته ”حمزة النمر” و هو أمير الكتيبة المتمركزة بجبل سمامة و هو جزائري الجنسية كما تم حجز سلاح كلاشنكوف ومخزن خاص به بجانب الجثة.
كما تم نقل جثتي الإرهابيين الإثنين إلى مستشفى شارل نيكول للقيام بالتحاليل الجينية، وتمّ خلال العملية الأمنية حجز التالي: سلاح من نوع “كلاشينكوف”،و3 مخازن Boite chargeur ملآنة بالذخيرة (إطلاقات) تابعة لسلاح كلاشينكوف، وعبوة ناسفة تقليدية الصنع، وصواعق تقليدية الصنع في شكل حُقن.