مجلس التزوير الوطني من أكبر م?ْبهرر إلى أصغر م?ْثرثر
رغم أني قد منعت نفسي من الكتابة في شهر رمضان الكريم تزلفا?ٍ وتقربا?ٍ حتى يتقبل الله صيامنا وقيامنا بافضل الأجر ? بيد أني وجدت أن هناك من لا يحترم هذا الشهر الفضيل ويرتكب من المعاصي دون ذرة من وازع ديني أو إخلاقي تحت ذريعة الوطنية والثورجية ? فأبت نفسي إلا أن تتصدى لهذا النفاق وعسى أن يزيدني ويضاعف ألله من أجري فوق صيامي وقيامي عملا?ٍ بالحديث الشريف : “من رأى منكم منكرا?ٍ فليغيره بيده ? فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان”.
ولكي أضع أعزائي القراء أمام الصورة الكاملة حول كيفية تشكيل ما سمي “بالمجلس الوطني” المزور لابد لي من أن أعرج على مخاضات ما قبل المجلس الوطني حتى يكتمل المشهد. من المعروف بأن حركة خلاص اليمنية هي أول من دعا إلى ضرورة تشكيل مجلس إنتقالي قبل خمسة أشهر بالتشاور مع كافة المكونات الثورية والسياسية وتم بعد ذلك تطويره إلى مجلس إنقاذ وطني إستجابة لرغبة الشباب الثائر في ساحات التغيير والحرية والتحرير وتلبية لضرورات إكتمال المسار الثوري السلمي لشباب التغيير ونخب الطيف السياسي الثوري اليمني بهدف الجاهزية لمرحلة إنتقالية لما بعد إسقاط نظام صالح.
هذا المشروع ? الذي لم يحظ بدعم من قناة الجزيرة أو قناة العربية لأنه يفتقر إلى الدعم والتمويل الخارجي وأي نوع آخر من العمالات الخارجية فضلأ عن التعتيم عليه الممارس من قبل قيادات اللقاء المشترك وأرباب اللقاء المشترك فيما كانوا يقومون بسرقته في ليل وإستنساخ مضمونه لتشكيل المجلس الوطني المزور بعد تجويف الأصلي مما جعله مسخا?ٍ حقيقيا?ٍ لا يمكن هضمه من قبل الأحرار ومكونات الثورة الحقيقية. تم صياغة وتشكيل مجلس الإنقاذ الوطني والمنشور منذ أشهر في موقع المرصاد ( النسخة الأصلية الخلاصية لا المشتركية المزورة) بضوابط محددة منسجمة مع إيقاعات الثورة الشبابية والشعبية اليمنية مع مراعاة خصوصية الظروف السياسية المتعلقة بالمشهد اليمني شماله وجنوبه ومراعاة لحساسية القضية الجنوبية وأهميتها وأيضا?ٍ التداعيات الناتجة عن حروب صعدة. فتم إنتهاج مبدأ “الإنصاف عبر التناصف” بين قوى الطيف السياسي الفاعلة شمالا?ٍ وجنوبا?ٍ بهدف أن يجلس الجميع على طاولة واحدة تضم سبعين ( 35+35) عضوا?ٍ قابل للزيادة يرسمون عليها خارطة الطريق للفترة الإنتقالية بما يتوافق عليه الجميع لا سيما الجنوبيون لحل القضية الجنوبية وإختيار نظام الحكم المناسب للمرحلة التاريخية التي يمر بها اليمن ومن ثم تسليم السلطة بعد ذلك للمؤسسات الدستورية المنتخبة من قبل الشعب اليمني بعد هذا التوافق.
بيد أنه مع الأسف تم سرقة المشروع ? الذي كان قد خلص من فترة الإعداد والتشاور وبات في طور التمهيد لعقد مؤتمر وطني في القاهرة ينبثق عنه مجلس الإنقاذ الوطني (واعتقد ان الشخصيات الكبيرة والفاعلة والشبابية التي كانت على اطلاع كامل بالمشروع تتذكر هذا جيدا?ٍ) ? فأغتيل هذا المشروع بليل وبشكل سريع بهدف تعطيله وقطع الطريق أمام إستكمال خطواته العملية الأخيره وأمام أي مشروع وطني ثوري حقيقي آخر وأيضا?ٍ لتشتيت المشروع الأصلي وبعثرة الجهد الوطني اليمني الكبير ? الذي شارك في صياغته كافة مكونات الثورة وذلك من خلال إعلان مجلس توكل كرمان الإرتجالي الفجائي لكي يتسنى لهم بعد ذلك ? الطبخ على نار هادئة بإعداد “مجلس التزوير الوطني” الذي لم يستطع أن يرق البته إلى مستوى مشروع مجلس الإنقاذ الوطني رغم إعتماد اساليب التزوير والمغالطة وإهانة ذكاء الشعب اليمني وثورته بالإضافة إلى الإمكانيات المادية الضخمة الممنوحة لهم من دول الخليج والإمكانيات البشرية الهائلة في الداخل ومنها الموزعة كأبواق مدفوعة الأجر في الخارج من عواصم خليجية وبعض الدول العربية والغربية.
تم سرقة هذا المشروع الوطني الكبير من قبل بعض الجواسيس الذين تجنبنا تهميشهم وإقصائهم رغم معرفتنا بتوجهاتهم إلا أننا أستبعدنا فكرة أنهم كانوا يخططون في ليل لسرقته وإبلاغ مرؤسيهم من آل الأحمر والفرقة الاولى مدرع وقيادات الإصلاح على إعتبار أن هذا المشروع أبعد من أن يفكر فيه رعاة الثورة المضادة ناهيك عن الإتيان به لأنه لا يخدم مصالحهم الخاصة ولا مصالح مموليهم.
ويتجلى هذا العمل التزويري ومحاولات نسف وتمزيق مجهودات وجهود الثورة والثوار بالآتي:
1- سرقة قائمة أسماء مجلس الإنقاذ الوطني ذات التكثيف النوعي وتحويلها إلى كثافة عددية لتشكيل ما سمي بالجمعية الوطنية ومن ثم المجلس الوطني مع إهمال مبدأ “الإنصاف عن طريق التناصف” وهو فعل متعمد من قبلهم حتى تكون الأكثرية لحزب الإصلاح في حالة اللجوء إلى مبدأ التصويت في إختيار المجلس الوطني. بالإضافة إلى سرقة الخطة الشاملة لفكرة وبنود مجلس الإنقاذ الوطني ( مع العلم أن توصيف القضية الجنوبية في مشروعنا والمتضمن الاعتراف بها بالكامل سياسيا وحقوقيا رموا بها عرض الحائط لما تحمله من حل أساسي للمشكلة اليمنية برمتها لأنهم يتهربون منها بإعتبار أنهم من صنع