غلوبال ريسيرش: ترامب يتقوقع على نفسه ويغرد خارج السرب الأوروبي ضد طهران
شهارة نت – وكالات
قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي يوم الثلاثاء على لسان الكاتبة “كيث جونز” إن الرئيس الامريكي دونالد ترامب تعهد علنا باعادة اطلاق الحرب الاقتصادية الشاملة ضد ايران في موعد لا يتجاوز منتصف مايو ما لم تنضم الدول الاوربية الى واشنطن في إعادة صياغة الاتفاق النووي المدني بين طهران والقوى الكبرى في العالم من جانب واحد.
وفي ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي أنه يتنازل لمدة أربعة أشهر أخرى عن العقوبات التي تستهدف صادرات النفط الإيرانية وتجميد البلاد من النظام المصرفي العالمي وقد علقت واشنطن هذه التدابير كجزء من الاتفاق النووي، أو خطة العمل الشاملة المشتركة.
إلا أن ترامب أصر على أنه لن يصدر أي تنازلات أخرى ما لم تتم إعادة صياغة الاتفاق وفقا لمطالبه. واقترن ذلك بإنذار لحلفاء أمريكا – ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وقال ترامب: “أنا أتنازل عن تطبيق بعض العقوبات النووية، ولكن فقط من أجل تأمين اتفاق حلفائنا الأوروبيين لتصحيح العيوب الرهيبة من الاتفاق النووي الإيراني، هذه فرصة أخيرة”، وفي غياب مثل هذا الاتفاق، لن تتنازل الولايات المتحدة مرة أخرى عن العقوبات من أجل البقاء في صفقة ايران النووية “.
ومن شأن رفض الولايات المتحدة لخطة العمل المشتركة أن يضع واشنطن على مسار سريع للحرب مع إيران، وهي الدولة التي وضعتها استراتيجية ترامب الأخيرة للأمن القومي على قدم المساواة مع كوريا الشمالية باعتبارها تهديدا “للمصالح الوطنية” الأمريكية التي يجب التصدي لها وهزيمتها.
وقد ذكرت طهران مرارا أنها لن تكون أول من يخرق شروط الاتفاق الذي توصلت إليه في عام 2015 مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا لتفكيك الكثير من برنامجها النووي المدني مقابل رفع العقوبات التي تعاقب عليها الولايات المتحدة والعقوبات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي.
وكما هو الحال، فإن العقوبات الأمريكية الأخرى الأكثر محدودية والتهديدات المتكررة التي وجهتها واشنطن لتهديد الصفقة النووية وتراجع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط لا تزال تسلب الاقتصاد الإيراني، مع تحذير الشركات الأوروبية بشكل خاص من الالتزام باستثمارات كبيرة.
ووصف وزير الخارجية الايراني جواد ظريف بيان ترامب بانه محاولة “يائسة” لتقويض اتفاق متين متعدد الأطراف. وتجنب القادة الأوروبيون أي تعليق موضوعي فوري حيث تقول ألمانيا أنها تؤيد التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة وستتشاور مع القوى الأوروبية الكبرى الأخرى على “طريق مشترك للأمام“.
وفي يوم الخميس أكد كل من وزراء الخارجية الألمان والفرنسيين والبريطانيين ووزيرة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تأييدهم للاتفاق الايراني في ختام اجتماع مع ظريف.
وفي مقابل إدارة ترامب، أصر الأوروبيون على أن الخلافات مع طهران بشأن القضايا غير النووية، مثل دور إيران في سوريا وبرنامجها الصاروخي الباليستي، لا ينبغي أن يكون مرتبطا ببرنامج العمل المشترك. كما حذروا من أن رفض واشنطن للاتفاق الايراني لن يؤدي فقط إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط بشكل خطير، بل إن ذلك سيرسل أيضا إشارة لا تقبل الجدل إلى كوريا الشمالية مفادها أنه لا جدوى من التفاوض مع واشنطن لأنها ترفض الالتزام بالاتفاقات الدولية.
وطالب ترامب في بيانه بأن يوقع الأوروبيون على التغييرات في الاتفاق النووي الذي لن تقبله ايران أبدا. وهي تشمل: السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الفوري والغير محدود إلى أي موقع، بما في ذلك المنشآت العسكرية، في أي مكان في البلد؛ بحيث تجعل القيود المفروضة على أجزاء من البرنامج النووي المدني الإيراني دائمة، وتحد بشدة من برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وقال مسؤولون في إدارة ترامب أن واشنطن لا تعتزم إجراء محادثات مع ايران أو مع الدول غير الاوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الايراني وروسيا والصين. وبدلا من ذلك، تعتزم واشنطن “التفاوض” مع الأوروبيين بشأن تأييد مطالب ترامب، بهدف توجيه الإنذار المشترك بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى طهران لقبولها أو مواجهة إعادة فرض العقوبات الاقتصادية، وسيكون هذا الإنذار غير قانوني بموجب خطة العمل الشاملة، وهو بمثابة عمل من أعمال الحرب.
ويصرّ ترامب أيضا على أن الكونغرس الأمريكي يمرر تشريعا من شأنه أن يكرس مطالبه الرئيسية بإعادة صياغة خطة العمل المشتركة من جانب واحد إلى القانون الأمريكي. ومن المقرر أن يحدد “المحفزات”، بما في ذلك ما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ البالستية في ايران، الذي من شأنه أن يتسبب في تعليق العقوبات الاقتصادية الامريكية في إطار خطة العمل الشاملة فورا.
كان بيان ترامب استفزازيا ومتحاربا من البداية إلى النهاية ومن المتوقع أن الملياردير الاستبدادي والإسلاموفوبي كرر ادعاءاته الفاحشة بأن يكون بطلا للشعب الإيراني وحقوقه، حتى عندما وضع الولايات المتحدة في طريقها لمواجهة عسكرية مع إيران