الشعوب العربية تواجه بوحدتها المخطط الأمريكي الصهيوني ضد القدس
شهارة نت – استطلاع
تورط ترامب في أزمة لم يتوقع ردة فعلها من قبل الشعوب العربية والمسلمة، حيث خرجت الحشود المليونية الغاضبة، لتعبر عن دعمها للقدس والأقصى ولحرية الشعب الفلسطيني، رافضة لقراره الجائر والمخالف لكل القوانين الدولية، ودعم جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الأبرياء، فقد واجه هذه الكيان المظاهرات الغاضبة، بأساليب القمع واستخدام القنابل المسيلة للدموع، كما اعتقل عددا كبيراً من الفلسطينيين بحجج واهية لهدف زعزعة الأمن ونشر الفوضى.
لقد بدأ المشروع الامريكي الصهيوني الجديد منذ انتشار التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وتهجير الشعوب العربية، والتدخل في شؤون المنطقة، هذا الحلف الاستكباري الاستعماري استهدف روح التعايش التي تربط كل الأديان وبدون أي تمييز عنصري، فجرائم الصهاينة في القدس والأقصى تسير بنفس خطى العصابات التكفيرية، أي في الاعتداء على الأقليات الدينية وعدم احترام رموزها وقدسية تاريخها.
ويستمر سيد البيت الأبيض بالوعيد والتهديد بنقل سفارته من تل أبيب إلى القدس المحتلة، دون أن يحترم الشعوب الإسلامية والمسيحية وكل دين يعتبر أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين، وأن الشعب الفلسطيني الذي عانى لعشرات السنين من قهر وأسى بسبب الإجرام الصهيوني، هو صاحب هذه الأرض المقدسة والكيان الصهيوني هو عدو محتل جاء لاغتصاب الأرض الفلسطينية، وللهيمنة على كل الدول العربية، عبر سياسته الاستيطانية.
إن قرار ترامب الجائر جعل شعوب العالم تتحداه بكل أطيافها، لمواجهة تدخله السافر بحق الرموز والمقدسات الدينية والإسلامية، فالقدس عربية وستبقى عاصمة عربية، رغم تآمر الاعداء والظالمين.
وأجمع عدد من العلماء ورجال الدين من الديانات الثلاث على بطلان إعلان الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشددين على عدم شرعية إجراءات الاحتلال في المدينة المقدسة.
وجاء ذلك خلال الجلسة الثانية بمؤتمر الأزهر لنصرة القدس، التي شاركت فيها شخصيات ومرجعيات دينية بارزة، وشيخ الأزهر أحمد الطيب.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن القدس لها مكانة وتاريخ عظيم، وأنها تتعرض هذه الفترة لمجموعة من الانتهاكات الصارخة، مؤكدا أن القدس مرتبطة بعقيدة المسلمين كما أن للمسيحيين بها كنائس ومقدسات لذلك فهي تختلف عن كافة المدن حولها.
وأضاف المفتي أن القدس اليوم تستجدي نخوة المسلمين، لافتا إلى أن أبناء المدينة المقدسة نجحوا خلال العام الماضي في منع محاولات السلطات الإسرائيلية من عملية تركيب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى.
وحذر الشيخ محمد حسين من أن القرارات الجائرة بشأن القدس، ومنها قرار الإدارة الأمريكية تحاول محو الهوية العربية والإسلامية للمدينة، مشددا على ضرورة إعادة البوصلة العربية والإسلامية نحو القدس، وأن تتوحد الأمة تجاهها.
من جهته قال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، إن مدينة القدس ربطها الله بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والتخلي عنها كالتفريط في المدينتين المقدستين، محذرا من الالتفات إلى الأصوات النشاز والمشبوهة التي تشكك في موضوع الأقصى.
وأضاف خطيب المسجد الأقصى، أن موضوع القدس أصبح حديث العالم كله، وذلك بعد الوعد الثاني المشؤوم الذي أصدره الرئيس الأمريكي ترامب، معرجا بالقول “فرب ضارة نافعة، بعد أن كانت هذه المدينة مهمّشة”.
كما صرح زعيم حركة “ناطوري كارتا” المعادية لإسرائيل، يرسول دوفيد ويس، إن طائفته وعامة اليهود الحقيقيين يرفضون حكم إسرائيل والفكر الصهيوني.
وأضاف في كلمته في المؤتمر أنه جاء ممثلا للشعب اليهودي الأصلي، مشيرا إلى أنهم مأمورين برفع الظلم عن الشعب الفلسطيني بأمر من التوراة، حيث إنه تم إعطاء دولة على أراضي 1948 لإسرائيل على حساب فلسطين.
ووجه زعيم حركة ناطوري نداء إلى “الشعب الحريدي” في فلسطين أن يقفوا ويحرروا تلك الأراضي المحتلة مع تقديم دعم اقتصادي ووقف عمل العصابات الإجرامية، مضيفا أنه يجب على قادة العالم الإسلامي ألا يلقبوا هؤلاء باليهود أو إسرائيليين حتى لا يعطونهم الشرعية على حساب المسلمين القدماء.
وشدد يرسول دوفيد ويس على أنه لا يوجد حكم أو سيطرة لسلطة لليهود في التوراة، فهؤلاء صهاينة محتلين ومجرمين.