بقاء شباب حزب الإصلاح في الساحات.. ماذا يعني?!
غالبية الشباب الذين تواجدوا في ساحات الاعتصامات منذ بدء الأزمة السياسية في اليمن انسحبوا من الساحات وكانت أسباب هذه الانسحابات عائدة إلى السيطرة الحزبية التي فرضتها أحزاب المشترك لا سيما حزب التجمع اليمني للإصلاح على الساحات وعلى تحركاتهم وما صاحبها من دعوات صريحة وواضحة للعنف والفوضى والتخريب.. أضف إليها تحويل الساحات لكينتونات وغرف مغلقة للاستجواب والتحقيق والتعذيب مع الشباب المخالفين لتوجهاتهم والرافضين لسلوكهم المتطرف والإرهابي? الذي تم معه مصادرة كل حقوقهم ومطالبهم الإنسانية..
ليس بخاف?ُ على أحد حجم الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها أحزاب المشترك وعلى وجه الخصوص حزب التجمع اليمني للإصلاح بتوجهاته المتطرفة المليئة بالغلو والتشدد بحق الشباب? وهناك الكثير منها تم تدوينها وبثها عبر الفضائيات أو نشرها في الصحف المحلية? وما خفي كان أعظم!..
لهذه الأسباب وغيرها انسحب الشباب وتخلصوا من سيطرة حزب التطرف والإرهاب الذي غرر على الكثير منهم بارتدائه لباس الفضيلة ومن ثم خلعه في غرفه المغلقة والكشف عن رداء الزيف والكذب والتضليل من جانب ولباس العنف والتطرف والإرهاب من جانب آخر..
لم ينسحب الشباب المستقل المغرر بهم وحدهم من الساحات? بل كثير من الشباب المنتمين للأحزاب الأخرى غير حزب التجمع اليمني للإصلاح أعلنوا انسحابهم ورفضهم للسيطرة الفكرية والأمنية التي فرضها حزب الإصلاح عليهم? وأيضا?ٍ لاقتناعهم بفشل ما خرجوا من أجله بعد أن كشف عبدالمجيد الزنداني والمتطرفون في حزبه عن نواياهم الحقيقية للاستفادة مما يعتمل في الساحة اليمنية وإعلان توجهاتهم لمصادرة الدولة المدنية التي يطالب بها الشباب واستبدالها بدولة طالبان الجديدة تحت مسمى عودة الخلافة الإسلامية بقيادة الملا عبدالمجيد الزنداني وملالي حزب الإصلاح
وأمراء حروبهم الذين نراهم اليوم يسعون لتعميم الفوضى عبر المواجهات العسكرية التي يحاولون جر القوات المسلحة والأمن وأبناء الوطن جميعا?ٍ إليها!..
الشباب انسحبوا من الساحات بعد أن قضى الإخوان المسلمين على حركتهم السلمية وتكشفت لديهم سوء النوايا التي اختبأ خلفها الإخوان ومن تبقى من قيادات الأحزاب الأخرى المتحالفين معهم للانقلاب على النظام والنيل من أحلامهم وآمالهم التصحيحية الهادفة إلى إصلاح مسار الدولة وإنهاء الفساد والقضاء على كل صوره وأشكاله وألوانه وبناء دولة مدنية حديثة عنوانها وعمودها النظام والقانون وكفى..
لم يتبق في ساحات الاعتصامات اليوم سوى الشباب المنتمين لحزب التجمع اليمني للإصلاح..? بقيادة توكل كرمان وخالد الآنسي وشوقي القاضي وفؤاد دحابة وفتحي العزب..
لم يتبق سوى من يؤمنون بفكرة العنف وبناء دولة الزنداني والآنسي وحميد والحزمي وبافضل وكل ملالي التشدد والغلو والإرهاب وبعض?ُ ممن تحالفوا معهم ويتوقون أن يكون لهم موقع قدم في دولتهم الجديدة..
لم يتبق سوى شباب حزب الإصلاح في الساحات الذين تربوا تربية تنظيمية إخوانية صارمة على مبادئ الملا عبدالمجيد الزنداني ومن شابهه من مؤسسي جماعة وتنظيم الإخوان في اليمن الذين لا يؤمنون بالتعدد والرأي الآخر ولا بالديمقراطية ومضامينها ومبادئها الواسعة..
لم يتبق سوى طلاب جامعة الملا عبدالمجيد الزنداني لتخريج تنظيم القاعدة بألوان وأشكال ومسميات عدة تحمل نفس الهدف ونفس الفكرة ونفس التوجه..
بقي في ساحات الاعتصامات شباب حزب الإصلاح الذين اعتبروا الهجوم الإرهابي على مسجد النهدين عملا?ٍ جهاديا?ٍ مشروعا?ٍ وذهبوا ينحرون الذبائح ويحيون الموائد فرحا?ٍ بهذا «الجهاد المشروع»!!..
بقي في ساحات الاعتصامات شباب وزعامات حزب التجمع اليمني للإصلاح الذين كف?روا مؤيدي الشرعية الدستورية ودعوا وما زالوا عبر منابر المساجد وفي الفضائيات وعبر صحفهم المليئة بلغة الحقد والكراهية إلى اجتثاثهم وتصفيتهم!..
لم يتبق في ساحات الاعتصامات سوى حملة أبخرة دعاة الجهاد المسلح الذي أصبح «حتميا?ٍ» كما أكد ذلك الملا محمد الحزمي في وقت سابق وصولا?ٍ للتغيير و «التحرير» الذي يتوقون إليه!..
لم يتبق سوى شباب الإخوان الذين ينتظرون إعلان ساعة الصفر للذهاب صوب الكفاح المسلح? الذين قال عنهم الملا محمد الحزمي «لقد نفد صبرهم ويتوقون اليوم لمرحلة الجهاد والكفاح المسلح»!..
هذه هي ساحات الاعتصامات اليوم.. فهل توضح المعنى وتكشف الهدف والغاية من بقاء هؤلاء في الساحات?!..