شريم .. واعباء الفشل الاممي
بقلم / علي احمد جاحز
من المؤكد ان العدوان ومرتزقته فشلوا عسكريا وان كانوا لايزالون يكابرون وينثرون الاموال والمجندين الى جحيم معارك يعلمون انها خاسرة .
ومن المؤكد انهم يتلقون ضربات موجعة سواء على مستوى الخسائر الميدانية او على مستوى الضربات الصاروخية التي باتت عواصم ومنشآت وبوارج وسفن دول العدوان في مرماها.
ومن المؤكد ان العدوان بعد سقوط مخطط الفتنة والقضاء على ميليشيات الخيانة وزعيمها ، خسر اهم ورقة كان يخبئها ويراهن عليها لضرب جبهة المواجهة والصمود وتفجير قنبلته من الداخل ليتمكن من استعادة انفاسه في جبهات المواجهة .
ومن المؤكد ان العالم كله بات مدركا ان الخيار العسكري فشل ولن يؤدي الا الى مزيد من الخسائر والكلفة العسكرية والبشرية والمزيد من سقوط هيبة وسمعة الصناعات العسكرية الامريكية والاوروبية تحت اقدام رجال التنكيل اليمني الذي يتطور اداؤه وتتسع خياراته ويرتفع سقف تحركاته وانجازاته .
واستنادا الى هذه المعطيات ، جاء التحرك الاممي المتمثل في زيارة نائب المبعوث الاممي معين شريم الى صنعاء لبحث سبل احياء المسار التفاوضي ، بدلا عن ولد الشيخ الذي يعتبر في حكم المعزول ، ويبدو ان بقاءه الشكلي يأتي ارضاء للسعودية بينما تم تعيين نائبا له ليتحرك بصلاحيات مبعوث .
لكن هل يمكن التعويل على هذه المعطيات برغم اكيديتها وبالتالي نستطيع ان نقول ان العدو سيتوقف والحرب ستضع اوزارها والامم المتحدة ستنجح ومبعوثها الجديد سيحقق اختراقا اسطوريا ويحل المشكلة ؟؟
بالنسبة للتعويل فهذا ليس مطروحا باي حال في وعي القيادة السياسية وحتى وعي الشارع ، اما القيادة العسكرية والامنية فلا اعتقد ان ذلك يمكن ان يكون واردا في ادبيات تحركهم ومسار انطلاقهم .
مستوى الوعي الجمعي بالعدوان واهدافه ونزواته وغروره ومكابرته ، تجعل من المستبعد ان يعول احد على نجاح وساطات الامم المتحدة من جهة وعلى جدية العدوان في التوقف ومراجعة ورطته في اليمن .
بات واضحا بل وبديهيا ان السعودية والامارات مثلا لاتتحركان وفق غاية وهدف يخصهما ، فتحركهما ليس اكثر من تنفيذ اعمى لاجندات امريكية اسرائيلية مرسومة سلفا ولم يعد بايديهما التراجع ولا التوقف ولا المراجعة وفق معايير المصلحة والخسارة والمآل والنتائج التي قد تترتب على استمرارهما في العدوان .
كما ان من ابرز صفات قادة هذين النظامين الغرور والمكابرة ، مكابرة بدوي غبي يتخيل نفسه امبراطورا لايقهر ، ويتعاطى مع الواقع على هذا الاساس ، ولذلك لم ولن يضع في حساباته ولا ضمن خياراته ان يتوقف او يتراجع او ينسحب حتى ولو كان استمراره سينتهي به الى الهلاك .
ويبدو ان الامريكي والاسرائيلي يستغلان هذا البعد وينفخان فيه ليحققا اهدافهما التدميرية في المنطقة برمتها وليس في اليمن وحسب .
وبالبناء على هكذا حقائق وقناعات ، من المستبعد ان ينجح التحرك الاممي الجديد الرامي الى اعادة المسار التفاوضي للوصول الى حل سياسي للملف اليمني ، في الوقت الذي يجر خلفه ارثا ثقيلا من الفشل والانكشاف الاممي الذي تركه ولد الشيخ في وعي الناس.
كما ان انطباعا استطاع ان يثبت نفسه في وعي الشارع والقيادة ان التحرك الاممي لا يأتي الا لانقاذ العدوان اما ليرتب اوراقه الميدانية او لاحداث حالة استرخاء في جبهات المواجهة ليحقق العدوان ومرتزقته اختراقات ميدانية ، او ليطرح مقترحات غير مقبولة تطلب تحقيق امنيات العدوان التي فشلت خياراته العسكرية في تحقيقها .
وفي كل الاحوال ، من المهم مجاراة التحركات الاممية باتجاه الحل السياسي ، لكن الاهم هو عدم التعويل والاسترخاء في كل الجبهات العسكرية والتعبوية ، لنفاوض بادوات التفاوض ووعي المواجهة ويقظة الميدان .
وسننتصر باذن الله
نقلا عن صحيفة الثورة