الفضيحة المناوبة لعائلة نتنياهو.. الإبن يائير يرتاد نوادي التعري
شهارة نت – فلسطين المحتلة
بعد سلسلة فضائح لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين وزوجته سارة نتنياهو انشغلت إسرائيل لليوم الثاني على التوالي بفضيحة أخلاقية جديدة تورط فيها ولدهما يائير، الذي سارع للاعتذار، فيما جدد والده هجومه على وسائل إعلام. وبثت القناة الإسرائيلية الثانية تسجيلا صوتيا لنتنياهو الابن، يتحدث فيه مع أحد أصدقائه بأن والده حرص على تدبير صفقة بقيمة 20 مليار دولار لصالح والد الصديق، رجل الأعمال كوبي ميمون، الذي ارتبط اسمه بصفقة الغاز الإسرائيلية.
وتم تسجيل نتنياهو الابن مع اثنين من أصدقائه لدى خروجهم من أحد أندية التعري في تل أبيب. وتركز الحديث بينهم حول «الراقصات المتعريات والمومسات وخطة الغاز الحكومية»، وعن ضرورة الحفاظ على سرية هذه المحادثة. ويستدل من التسجيل أن ثلاثتهم تناولوا الكحول، وتحدثوا بكلمات نابية عن السائق، كما تحدثوا عن النساء بصورة مهينة.
وأوضحت القناة الثانية أن توقيت التسجيل يعود إلى 2015، حيث كان الحديث عن خطة الغاز الحكومية في أوجه. وكان السائق والحارس قد رافقا الشبان الثلاثة في المركبة الرسمية، الممولة من قبل الدولة، وذلك في جولة في عدد من أندية التعري في تل أبيب.
وإضافة إلى الحديث الإشكالي المرتبط بصفقة الغاز، فقد تلفظ نتنياهو الابن بكلمات قاسية أخرى تتصل بالنساء عامة، وبصديقته السابقة. وفي حين تباهى ميمون الابن بأنه أنفق نحو 600 دولار في نادي التعري، فإن الصديق الثالث، رومان أبراموف، قال إن 100 دولار قد أعطي لنتنياهو الابن ليدفعها لمومس. كما يظهر التسجيل أن ثلاثتهم هددوا السائق وحذروه من مغبة نشر حديثهم.
في المقابل، ادعت عائلة نتنياهو أن الحديث عن ملاحقة والمس بأبناء العائلة، ونشر تسجيلات قيلت من باب التندر قبل سنتين، هي غير جديرة بالنشر. وبشأن الانتقادات حول حراسة الابن على نفقة الدولة، قال نتنياهو إنه تقررت حراسة يائير الابن بعد أن نشر موقع إيراني صورة له مع دعوة لتصفيته.
صفقة مريبة
كما نفت عائلة نتنياهو أية علاقة مع كوبي ميمون، وادعت أن رئيس الحكومة لم يكن يعلم بعلاقة ابنه مع ابن ميمون. كما أوضحت أن سائق السيارة هو الذي سرب التسجيل بعدما ساوم عليه عدة وسائل إعلام محلية لبيعها التسجيل مقابل آلاف الدولارات، مطالبة القناة الثانية بالكشف عن المبلغ الذي دفعته مقابله. كذلك أوضح نتنياهو أن ابنه تلفظ بكلمات بلهاء مشددا على أنه وزوجته ربيّا ولديهما على القيم وعلى احترام النساء، نافيا علم ابنه بتفاصيل ما يعرف بصفقة الغاز بين الدولة وبين رجل الأعمال ميمون. لكن ذلك لم يمتص موجات الانتقاد الصادرة عن المعارضة وأوساط إعلامية وفي الرأي العام، اعتبرت أقوال يائير نتنياهو خطيرة لأنها تنطوي على عدة فضائح أولها وأخطرها تأكيد تورط والده بصفقة مالية ضخمة مع رجل أعمال واحد دون سواه. كما تركز النقد على توفير حارس وسائق مرافقين في سيارة على نفقة الدولة لابن رئيس حكومة خلال سهراته وزياراته لنواد ليلية هابطة. كما أثارت أقوال يائير نتنياهو حول النساء وبائعات الهوا عاصفة من ردود الفعل.
وباء الفساد
وقالت رئيسة حزب «ميرتس»، زهافا غلؤون، إن التسجيلات تثير شبهات بأن القرارات التي اتخذها بنيامين نتنياهو، بشأن خطة الغاز الحكومية، خاصة في ما يتصل بمصالح كوبي ميمون، موبوءة بالفساد المتأصل، حيث منحت ميمون مليارات على حساب الخزينة العامة، وعلى حساب المواطنين. وأضافت أنه إذا صحت هذه التسجيلات فإن ذلك يعتبر «خيانة لثقة الجمهور لم يسبق لها مثيل». ودعت الشرطة إلى العمل بدون تأخير، واستجواب يائير نتنياهو وأوري ميمون، ابن كوبي ميمون، في إطار التحقيق في القضية.
وقال رئيس «المعسكر الصهيوني»، آفي غباي، الذي استقال من الحكومة في أعقاب خطة الغاز التي عارضها بشدة، إنه عندما حارب من داخل الحكومة ضد الخطة الفاسدة قال «من الواضح أن هناك شيئا كبيرا لا يعرفه أحد. فهناك ما قيل، وهناك أمور لا تزال خفية عن الأعين».وقالت عضو الكنيست ميخال بيران، من كتلة «المعسكر الصهيوني»، إن نتنياهو هو «رئيس عائلة إجرام»، مضيفة «لدينا شهادة على أنه يوجد سياسي تدبر أمر حصول أصدقائه على أموال على حساب الجمهور، ويوجد رئيس حزب، هو غباي، الذي عمل من أجل منع الفساد، واستقال على هذه الخلفية من الحكومة. والجمهور سوف يحكم على ذلك».
تغريدة باراك
وكتب رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، في تغريدة على تويتر محملا رئيس الحكومة المسؤولية، باعتبار أن ابنه قد «نشأ في مستنقع فساد آسن، مع منافع بالمليارات وصفقات ظلامية على حساب المواطنين». مضيفا أن «الفساد يشع من كل الشاشات وقانونيا سوف يستمر ذلك، وأخلاقيا هذه هي النهاية». وقالت عضو الكنيست ميراف ميخائيلي إن «النشر عن يائير نتنياهو ليس إعلاما أصفر، فهذا النشر عن ابن رئيس حكومة وهو يرتكب مخالفة جنائية في الدفع نحو الدعارة بعد أن ارتاد نادي التعري، ويفكر بالقوادة».
وقالت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش، من كتلة «المعسكر الصهيوني»، إن الحديث عن سلوك منحرف ومنفر وفظ واشتهاء نساء باستخدام مركبة رسمية وحراسة على حساب الدولة». وتابعت «هذا إفلاس أخلاقي يلزم الإدانة. ومن كان لديه شكوك بشأن خطة الغاز، فقد جاءت شهادة يائير نتنياهو في أوج نهب موارد الدولة، وهو يطالب بالعشور من المليارات التي وزعها والده».
حديث حقير
وقال الصحافي دان مرغليت إن «قانون الحوانيت» الذي رضخت فيه الحكومة لضغوط المتدينين ويقضي بإغلاق الحوانيت أيام العطلة السبت بخلاف رغبة أغلبية الإسرائيليين يبدو صغيرا إزاء ما يفعله يائير مساء السبت، على حساب الدولة. ومن شارك في حديث المخمورين هو حقير.
واعتبرت حركة «نعمات» النسائية أن الأقوال منفرة ومهينة وصادمة تجاه النساء. وأضافت أن على رئيس الحكومة أن يصدر إدانة قاطعة للأقوال الخطيرة والعنيفة هذه. وتابعت أنه «إذا كان هذا التعامل مع النساء في شارع بلفور (مسكن رئيس الحكومة)، فليس من المفاجىء أن تضطر النساء للنضال من أجل ما كان يفترض أن يكون مفهوما ضمنا.
تأثير الكحول
وعقب نتنياهو الابن على النشر، وقال إن الحديث عن تسجيلات خفية وغير قانونية من محادثة جرت قبل سنتين ونصف. وادعى أنه «في محادثة ليلية، وتحت تأثير الكحول، قلت أقوالا هي محض هراء عن النساء وأمور أخرى ما كان يجب أن تقال. كما ادعى أن أقواله لا تمثله، وأن ما قاله لصديقه كان من قبيل المزاح غير الموفق، وأنه لم يكن يكترث لخطة الغاز، وليس على علم بتفاصيلها».