مقتل العشرات في أبين وتنسيق أمريكي يمني لمحاربة القاعدة
قتل ثمانية مسلحين متشددين في غارة جوية شنتها مقاتلة حربيه على مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة في محافظة أبين(جنوب) فيما أعلنت الداخلية اليمنية مصرع ثلاثة مسلحين آخرين في مواجهات مع القوات الحكومية في المحافظة ذاتها? في حين لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم بينهم ضابط بالاستخبارات اليمنية ? في هجومين منفصلين وقعا بمحافظتي عمران وتعز, شمال وسط البلاد.
سياسيا, حذرت الحكومة اليمنية القائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر? من خطورة “التحالف مع الجماعات الإسلامية”, مؤكدة أن الرئيس علي عبدالله صالح “سيعمل” مع القوى السياسية في السلطة والمعارضة على إخراج اليمن منذ أزمته المتفاقمة منذ مطلع العام الجاري على خلفية الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام الحاكم.
وحول هذا الخصوص كشف نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي? يوم أمس الجمعة? عن وجود تنسيق يمني- أمريكي لمحاربة تنظيم القاعدة? إثر ما تردد عن وجود مقاتلين من حركة الشباب الصومالية الجهادية المتطرفة تشارك عناصر التنظيم في المواجهات الأخيرة في محافظة أبين جنوب البلاد.
وقال الجندي في مؤتمر صحافي عقده في فندق تاج سبأ بصنعاء? إن “وزير الدفاع علي محمد ناصر ينسق مع المسؤولين الأمريكيين بشأن الحرب على مقاتلي القاعدة في محافظة أبين? بتوجيهات من نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي”.
وأضاف أنه “لا يستبعد وجود مقاتلين مما يسمى بشباب المجاهدين الصومال يقاتلون الى جانبهم (القاعدة) مثل غيرهم من الجنسيات عربية أخرى? بهدف تأسيس إمارة إسلامية”.
وحول عودة الرئيس علي عبد الله صالح إثر تماثله للشفاء بعد تلقيه العلاج في السعودية? قال الجندي “إن الرئيس يتابع مهامه وصلاحياته من الرياض? وإنه موجود وحاضر في مجمل القرارات”? مشيرا?ٍ الى أن صالح “سيعود الى اليمن وقد استكملت التحقيقات في حادثة جامع النهدين? وق?ْدم الملف الى القضاء ووضع المتهمين في قفص الاتهام”. وكان الرئيس اليمني تعرض و78 من كبار معاونيه لمحاولة اغتيال في 3 يونيو الماضي? تم نقلهم الى السعودية للعلاج? وتماثل صالح للشفاء فيما توفي رئيس مجلس الشورى عبد العزيزعبد الغني متأثرا?ٍ بجراحه. وقال نائب وزير الإعلام اليمني إن “عودة صالح لن تكون للانتقام? فقد استوعب كثيرا من الحقائق التي ربما كانت غائبة عنه? وسيعمل مع القوى في الحكم والمعارضة لإخراج اليمن من أزمتها وما نتج عنها سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي”? مضيفا?ٍ أن “عودة الرئيس لن تكون في صالح الفاسدين سواء كانوا في السلطة أو خارجها”. ودعا “بقايا” المجلس الوطني لقوى الثورة الى “مراجعة خطاباتهم وتهديدهم ووعيدهم بالحسم العسكري”? محذرا?ٍ الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني قائد الفرقة أولى مدرع علي محسن صالح الأحمر? من أي عدوان عسكري “عبر تحالفه الخطير من الجماعات الإسلامية”.
وكان أعلن في 17 من الشهر الجاري عن المجلس الوطني الذي يضم 143 شخصية معارضة لحكم الرئيس صالح? لكن نحو 50 من الشخصيات التي أعلن عنها ضمن تشكيلة المجلس? انسحبت منه أبرزها معارضة الخارج التي تدعو لانفصال جنوب اليمن عن شماله.
واعتبر الجندي أن “المعارض حميد الأحمر? اعترف ضمنيا?ٍ في مقابلة له أخيرا?ٍ? بأنه مسؤول عن محاولة اغتيال الرئيس صالح من خلال الهجوم الذي استهدف مسجد النهدين”. وجدد دعوته لأحزاب المعارضة اليمنية (اللقاء للمشترك) ولكل القوى والتنظيمات السياسية? الى الحوار وتقاسم السلطة أو إجراء انتخابات مبكرة? وحذ?ر من أن السلطة ستقوم بدعوة الحراك الجنوبي? الذي يدعو للانفصال? للحوار معه? قائلا?ٍ “وإلا فإننا سنمد أيدينا للحراك إذا لم يعقلوا”. يذكر أن مواجهات عنيفة تدور بين قوات الجيش الموالية للثوار اليمنيين المطالبين بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح? وجماعات إسلامية ي?ْرج?ح أنها من تنظيم القاعدة? بعد سيطرتها على محافظة أبين في مايو الماضي. وعلى ويخوض الجيش اليمني, مدعوما برجال القبائل المحلية, معارك ضارية ضد مقاتلي تنظيم القاعدة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر, إثر سيطرة جماعة “أنصار الشريعة”, القريبة من تنظيم القاعدة, على مدينة زنجبار ومناطق أخرى في محافظة أبين, التي شكلت على مدار العامين الماضيين “ملاذا آمنا” للمسلحين “الجهاديين”. وتضاربت الأنباء بشأن تقدم قوات الجيش خلال اليومين الماضيين باتجاه مدينة زنجبار? خصوصا مع انضمام قوات تابعة لوحدة مكافحة الإرهاب إلى القتال لمساندة القوات الحكومية التي عجزت منذ منتصف الشهر الماضي, في اقتحام العاصمة زنجبار.
وذكرت مصادر صحفية يمنية أن قوات الجيش “تجاوزت وادي دوفس” باتجاه منطقة المثلث? المؤدية إلى ملعب الوحدة الرياضي? على مشارف مدينة زنجبار الساحلية. ونعت وزارة الدفاع اليمنية ليل الخميس الجمعة مقتل المقدم ركن خليل محمد الدعيس أركان كتيبة الدبابات باللواء 201 ميكانيكي? الذي يقود المعارك ضد مقاتلي تنظيم القاعدة.
وكان الدعيس وستة جنود قتلوا الثلاثاء في مواجهات عنيفة مع المسلحين