’لحماية القدس وإنهاء الاحتلال’.. برلمانية تونسية : حماية القدس مسؤولية إعلامية
شهارة نت – بيروت
لا تزال فلسطين القضية الأولى في العالم، والحقيقة الأولى هي أننا لا نتضامن مع فلسطين بصفتها رمزاً أو قضية مقدسة، بل بصفتها شعباً يقاوم الإبادتين السياسية والثقافية، ويناضل من أجل البقاء كشعب واسم وحق وحقيقة. منذ نكبة عام 1948، اقترن اسم فلسطين بالقضية كتلازم قدري، ولأن الاعلام أصبح مشاركا رئيسا في صنع الأحداث السياسية وبات يمارس دوره المؤثر كسلطة رابعة، باتت القضية الفلسطينية رهن قلمه وخبره خصوصاً بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب نقل السفارة الاميركية في كيان العدو الى القدس.
من هذا المنطلق، كان اللقاء الاعلامي الموسع الذي أقامه اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية لمناقشة مسؤولية الاعلام ما بعد قرار ترامب، تحت عنوان ” حماية القدس وإنهاء الاحتلال” في قاعة فندق “غولدن توليب” – بئر حسن. تعددت أهداف اللقاء من كشف أبعاد وتداعيات قرار ترامب، والتأكيد على قيم المقاومة الداعية للصمود والمواجهة، الى التعاون الاعلامي لإبراز مظلومية الشعب الفلسطيني ووضع خطّة عمل إعلامية لمواكبة انتفاضة الشعب الفلسطيني المناضل وغيرها من الأهداف.
بثينة عليق: الحق بالأرض الفلسطينية هو حق ناصع وساطع
على هامش المؤتمر استحضرت الاعلامية بثينة عليق صور الأطفال والشبان الفلسطينين الذي يرجمون جنود الاحتلال بالحجارة بالانتفاضة الاولى، وصورة فارس عودة أمام الدبابة، وصورة محمد الدرة، واليوم صور عهد التميمي، مؤكدة أنها صور لشبان فلسطينيين تحولوا الى أيقونات.
ولفتت عليق في حديث لموقع “العهد” الاخباري الى أن الحق بالارض الفلسطينية هو حق ناصع وساطع فرض نفسه عالمياً على الرغم من قوة الاعلام المضاد وعلى الرغم من أن الاعلام الغربي كان أكثر غنى ولديه تقنيات أكثر ويمتلك التجارب المتراكمة، وتبنى جملة وتفصيلا الراوية الصهيونية بالحق بالارض الفلسطينية.
وقالت عليق ” نحن أمام قضية تحمل الكثير من النقاط التي بإمكاننا أن نستند عليها ونقوى بها”، مضيفةً “إن مصلحة الاعلام تكمن في تبني هذه القضية واستمداد التميز والابداع والقوة منها”.
وأشارت الى أن إعلام المقاومة أظهر تجربته الجيدة في هذا المجال، داعيةً لاستكمال هذه التجربة والعمل على تحفيز الابداع الفردي للاعلاميين في المؤسسات.
الفرزلي: الشعب الفلسطيني يشكل خط الدفاع الأول عن فلسطين
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي لموقع “العهد” الاخباري أن” الأمة العربية أمام معركة مصيرية، تهدد القضية الفلسطينية وتهدد الوجود العربي والاسلامي”، مشيراً الى أن “المهمة الاساسية وقعت على عاتق الشعب الفلسطيني وعنوانها مقاومة الاحتلال واستمرار الانتفاضة”.
وتابع الفرزلي أن” الشعب الفلسطيني يشكل خط الدفاع الاول عن فلسطين والقضية الفلسطينية”، لافتاً الى أن خط الدفاع الثاني يتمثل بالاعلام الذي ينقل الصورة الجلية والواضحة المناصرة للقضية الى الرأي العام الاقليمي والعالمي.
وشدد على أن وسائل الاعلام لها الدور الكبير باستنهاض الشعوب العربية والاسلامية نحو القضية الفلسطينية والقدس ورفض القرار الاميركي.
ممثل حركة حماس في لبنان: الاعلام سلاح مهم ينقل الحقيقية للعالم أجمع
كلام الفرزلي يوافق عليه ممثل حركة “حماس” في لبنان علي بركة الذي أكد بدوره أن” للاعلام دورًا مهمًا جداً خصوصاً الاعلام المقاوم، لأنه يصل للعدو الصهيوني والمجتمع الدولي”.
وأوضح بركة لموقعنا أنه “عندما ينقل الاعلام مشاهد مثل مشهد عهد التميمي وهي تصفع الجندي الصهيوني الذي دخل منزلها واحتل بلدتها”، فهو ينقل الحقيقية ويؤثر على الرأي العام العالمي، حيث ينقل حقيقة أن جنود الاحتلال مغتصبون للارض الفلسطينية وهذه الشابة تدافع عن أرضها وهذا ما لا يتعارض مع القانون الدولي.
واعتبر أن الاعلام سلاح مهم ينقل الحقيقية للعالم أجمع ويفضح إرهاب وجرائم وإعتداء الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين، لافتاً الى أن الاعلام فضح مسرحية السلام التي كانت بطلتها الولايات المتحدة الاميركية التي مثلت دور راعية السلام في العالم، حيث بان هدفها بتسوية القضية وتأمين عمر أطول للكيان الغاصب.
ودعا ممثل حركة “حماس ” الى أن تجتمع الأمة لنصرة القدس قبلة المسلمين الاولى، وأن يتحرك أحرار العالم في عواصمهم لدعم الانتفاضة ودعم الشعب الفلسطيني الذي يقدم الشهداء والاسرى والجرحى خلال المواجهات التي يقوم بها يومياً.
ناشط سياسي سعودي: بدون القدس تصبح أمتنا بلا هوية وبلا قضية
بدوره الناشط السياسي السعودي معن الجربا شدد على أن القضية الفلسطينية هي قضية ثقافة وفكر وتاريخ، مؤكداً حقيقة أن الشعب الفلسطيني متجذر في الارض رغم كل محاولات الكيان الغاصب باحتلال الارض وتهويد القدس.
وأشار لموقع “العهد” الى أنه من خلال الثقافة والاعلام يصل صوت الحق، لافتاً الى أن الاعلام ساهم برفض قرار الرئيس الاميركي بنقل سفارة بلاده الى القدس، حيث خرجت المظاهرات في بعض دول العالم الغربي المنددة بالقرار الى جانب الشعوب العربية والاسلامية.
وأكد أن القضية الفلسطيينة هي القضية الوحيدة المظلومة في العالم، وهي قضية مصيرية، مضيفاً ” بدون القدس تصبح أمتنا بلا هوية وبلا قضية، وتذهب هيبتنا وبذلك نكون انتهينا الى الابد وسنكون محط الشعوب الاخرى لاحتلالنا وإذلالنا وإنهاء ثقافتنا”.
مدير عام شبكة “المسيرة”: العرب بحاجة لفلسطين
في سياق متصل أشار مدير عام شبكة “المسيرة” الإعلامية اليمنية إبراهيم الديلمي الى دور الاعلام الاساسي في كشف مفاعيل القرار الاميركي، والوصول الى إجماع عالمي رافض للقرار.
ودعا الديلمي لضرورة تنمية الوعي لدى الشعب والابناء لرفض السفارة الاميركية أينما وجدت ورفض الاحتلال ككل، مؤكداً أن العرب بحاجة لفلسطين فهي الخط الاول للدفاع عن الامة العربية والاسلامية، لافتاً الى أن تحرير القدس لا يقع على عاتق الفلسطينين فحسب بل على الامة العربية والاسلامية جمعاء.
من جانبها أكدت عضو البرلمان التونسي مباركة البراهمي أن “قرار ترامب جاء في سبيل تصفية القضية الفلسطينية”.
وفي كلمة لها خلال مؤتمر اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية في بيروت تحت عنوان “المسؤولية الاعلامية ما بعد قرار ترامب حماية القدس وانهاء الاحتلال”، دعت “القوى العربية كلها لدعم الشعب الفلسطيني بوجه الانظمة العربية الرجعية التي تريد المفاوضات وتنحاز ضد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأصبحت في خندق واحد مع العدو الاسرائيلي”، مشيرة الى ضرورة القيام “بحملات اعلامية لتوحيد الفكر تجاه القضية الفلسطينية”.
البيان الختامي للقاء الإعلامي الموسع حول مسؤولية الإعلام ما بعد قرار ترامب “حماية القدس
وصدر عن الفعالية التي نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية يوم الأربعاء في بيروت، وحضرها أكثر من مئة وخمسين شخصية إعلامية وسياسية من لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وإيران واليمن وتونس التوصيات التالية:
اولاً: التوصيات السياسية:
1- التأكيد على أن قضية فلسطين ليست قضية فلسطينية فحسب بل هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.
2- اعتبار أن قرار ترامب يأتي في سياق مشروع (صفقة القرن) الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية نهائياً وبناء ما يسمى (ناتو) الشرق الأوسط.
3- التأكيد على إستمرار الإنتفاضة ودعمها والوقوف مع خيارات الشعب الفلسطيني المقاومة.
4- الدعوة لإلغاء كل الإتفاقيات مع الكيان الصهيوني وإعلان انتهاء صلاحيتها ومطالبة السلطة الفلسطينية والدول العربية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والإعلان عن انتهاء العمل بـ (اتفاقية أوسلو) مع كل مفرداتها في العملية السياسية.
5- التركيز على إنسانية قضية القدس ومواقف الدول والشعوب التي صوتت ضد القرار الاميركي، وبالرغم من أن القضية هي عربية إسلامية مسيحية، لكنها إنسانية بامتياز.
6- الحذر من قرارات أميركية جديدة قد تُتخذ لمحاولة تطويق الانتفاضة والسعي لحرف الأنظار عنها.
7- دعوة الشعوب العربية والإسلامية إلى اتخاذ المواقف المؤيدة والداعمة للشعب الفلسطيني وانتفاضته وتقديم كافة أشكال الدعم التي تحقق له حريته واستقلاله.
8- التركيز على استخفاف ترامب وفريقه بالمسلمين والمسيحيين على حد سواء وسعيه لتقديم خدمات للكيان الإسرائيلي على حساب مقدسات الشعوب ودون أي مراعاة لمشاعرهم.
9- الدعوة إلى إنهاء الإنقسام وإستعادة الوحدة وتوحيد كافة الطاقات والإمكانات ضد الكيان الصهيوني.
10- المطالبة الحثيثة لقادة الفصائل والمنظمات الفلسطينية باتخاذ مواقف بمستوى خطورة المرحلة وتداعياتها.
11- إعادة تفعيل عنوان مقاطعة البضائع الأميركية والأوروبية ضمن الدول الداعمة للكيان الصهيوني وتفعيل مناهضة التطبيع مع العدو.
12- دعوة المنظمات الأممية والحقوقية في العالم إلى تحرك منظم وعمل دقيق من أجل إعادة طرح قضية احتلال فلسطين من جديد أمام المحافل الدولية والعالمية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
13- التأكيد على دعم محور المقاومة وتقويته بمواجهة الاحتلال وتحرير الأرض الفلسطينية وتشجيع كافة الفصائل الفلسطينية على تبني ودعم خيار المقاومة كخيار وحيد أمام الشعب الفلسطيني.
14- التأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر وعاصمتها الأبدية القدس.
التوصيات الإعلامية:
1- التركيز على “الانتفاضة الشعبية” التي يقوم بها الشعب الفلسطيني الأعزل ضد آلة القتل الصهيونية رفضًا لقرار ترامب ورفضًا للإحتلال وسعيًا لتحرير الأراضي الفلسطينية.
2- تجنب الانجرار إلى مساجلات جانبية في مختلف القضايا ومحاولات صرف الأنظار عن قضية فلسطين، وتركيز الجهد الإعلامي على هذه القضية.
3- اعتبار قرار ترامب القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي تعديًا على المسلمين والمسيحيين، وانتهاكًا صارخًا لمقدساتهم واستكمالًا لمشروع تهويد القدس.
4- بناء منصات إعلامية مهنية وتقنية قادرة على توثيق مهني رصين، والتركيز على اللغات كافة وتحديدا الإنكليزية منها، وتفعيل إنتاج الفواصل الوثائقية والاعلامية التي تخدم القضية.
5- التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى دور جيل الشباب في الوصول إلى أوسع شرائح اجتماعية وبكل اللغات.
6- تسليط الضوء على وحدة محور المقاومة وتكامله وإبراز جميع انتصاراته في المنطقة.
7- خلق منظومة إعلامية نشطة ومتعاونة بين دول محور المقاومة وحركاته التحررية.
8- تسليط الضوء على التجاوزات الإنسانية والحقوقية لقوات الكيان الصهيوني بحق المتظاهرين الفلسطينيين.
9- التركيز الإعلامي على انتهاء زمن المفاوضات والتسويات السياسية التي ظهر عدم جدواها في خدمة القضية الفلسطينية.
10- إعادة التذكير بأمجاد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية والمقاومة في مواجهة الاحتلال ودحره، وتعزيز الروح المعنوية للشعب الفلسطيني وحثه على الصبر والصمود والتضحية وتقديم التضحيات أكثر وتقدير هذا الشعب وتضحياته.
11- تعزيز العلاقة مع الإعلاميين الداعمين لقضايا محور المقاومة في جميع وسائل الإعلام ومن مختلف التوجهات.
12- رفع وتيرة التغطيات الإعلامية لما يحصل في فلسطين، كمّاً ونوعًا وإعطائها الأولوية وإيلاء الضفة الغربية الإهتمام الكافي والأساسي لتغطية الانتفاضة دون إغفال ما يجري في غزة من تحركات.
13- التركيز على المواقف السياسية والتحركات الشعبية في “جمعة الغضب” أسبوعيًا والتغطية الإعلامية لهذه الأحداث ضمن النقل المباشر والنشرات الأخبارية والأخبار العاجلة.
14- تكثيف عرض نبذة تاريخية عن القدس وكشف الحقائق التاريخية عن الاحتلال الصهيوني ليتعرف الجميع وخصوصا الجيل الجديد على أهمية فلسطين والقدس للأمة.
15- الالتفات للمصطلحات المستخدمة في التغطية الإعلامية للقضية، على سبيل المثال:
أ- اعتماد مصطلح “القدس” مع عدم تحديد الموقع الجغرافي لها أي “القدس الشرقية” أو القدس الغربية”.
ب- تجنب استخدام مصطلح ” القدس الشريف” للتعبير عن مدينة القدس، لأنه يدل على الحرم القدسي فقط.
ت- تجنب استخدام مصطلح “قدس الأقداس” لأنه تعبير يهودي.