كيف تسعى الإمارات لبناء أكبر قواعدها العسكرية في اليمن؟
شهارة نت – تقرير
يوماً بعد يوم تنكشف الأهداف الحقيقية للعدوان الإماراتي السعودي على الشعب اليمني الذي خلف وباعتراف الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية أكبر كارثة انسانية في الوقت الراهن، وبدأ صراع النفوذ على تقاسم “المحميات في اليمن” يظهر بشكل أوضح، بعد تحويل الإمارات جزيرة سوقطرة اليمنية الى قاعدة عسكرية مغلقة.
اطماع إماراتية قديمة متجددة
الأطماع الإمارتية في جزيرة سوقطرة ليست وليدة المرحلة الراهنة فحسب، اذ شرعت الإمارات ومنذ بدء عدوانها على الشعب اليمني في 25 أذار عام 2015، في بناء نفوذ لها في محافظة أرخبيل سقطرى، تحت لافتة العمل الخيري مستغلة إعصاري “تشابالا” و”ميغ” اللذين ضربا الجزيرة وأحدثا دماراً هائلاً في بنيتها التحتية, وإلى جانب لافتة العمل الخيري، استغلت الإمارات ضعف الحكومة المركزية والسلطات المحلية، لإحكام قبضتها على الجزيرة، بدءاً من الأمن مروراً بالخدمات والاتصالات وصولاً إلى القطاع السياحي.
الإمارات سعت للتغلغل في الجزيرة منذ سنوات
واذا ماعدنا تاريخياً إلى مرحلة أقدم من بدء العدوان على اليمن، نرى الآن الارتباط الإماراتي بجزيرة سوقطرة قديم ايضاً ويعود إلى حقبة تاريخية سبقت قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في جنوب البلاد، فبوادر الأطماع الإماراتية في سوقطرة بدأت قبل حوالي عشر سنوات، على شكل زيارات قام بها رجل الأعمال محمود فتح آل خاجة، الذي باشر نشاطات خيرية وتوزيع مبالغ مالية، وبناء بيوت للأيتام، فضلاً عن توزيع مولدات كهربائية على القرى والأرياف مستغلاً حاجة المواطنين، قبل تحوّل اهتماماته لاحقاً إلى شراء أراضٍ تجاوزت مساحتها كيلومترات عدة وبملايين الريالات، علاوة على إهداء مسؤولين في الجزيرة سيارات، لكسب ولائهم وتسهيل نشاطه.
احتلال إمارتي علني للجزيرة اليمنية
وفي هذا الصدد وصف موقع “إنتلجنس أون لاين” الفرنسي الوجود الإماراتي في الجزيرة اليمنية بأنه احتلال بعد أن حولت أبو ظبي الجزيرة اليمنية إلى منطقة عسكرية مغلقة، ويشير الموقع الفرنسي إلى أن الإمارات كثفت الجهود في الفترة الأخيرة لبسط نفوذها بالكامل على سوقطرة فهناك شكلت جيشاً محلياً مكون من خمسة آلاف جندي دربتهم وأمدتهم بالسلاح كما سيطرت على كل الموانئ والمطارات وبدأت في تسيير رحلات جوية دون موافقة الحكومة اليمنية سواء حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي المتحالف مع العدوان على بلاده أو حتى الحكومة اليمنية المتواجدة في صنعاء، بحسب ما نقل الموقع عن مجلة نيوزويك الأمريكية.
كذلك كشف موقع “إنتلجنس أون لاين” الفرنسي أن الإمارات بدأت في بناء قاعدة عسكرية ضخمة تشبه القاعدة الأمريكية في جزيرة سان دييغو وسط المحيط الهندي التي أفرغت من سكانها عنوةً في ستينيات القرن الماضي بعد اتفاق بين بريطانيا وأمريكا لإقامة القاعدة، ومما يثير الانتباه هنا أن نشطاء من الجزيرة اليمنية يتحدثون عن محاولات من الإمارات لتغيير الواقع الديمغرافي لسوقطرة بإغراء بعض سكانها بالهجرة، ويتساءل الموقع الفرنسي عن سبب كل هذا الاهتمام الاماراتي بالجزيرة اليمنية، ويضيف مجيباً عن السؤال بالتأكيد على أن للجزيرة أهمية إستراتيجية كبيرة لأنها تتحكم في مدخل خليج عدن من جهة المحيط الهندي وهذا يعني أن من يتحكم فيها يتحكم في خليج عدن وبالنظر إلى سيطرة الإمارات على الجنوب اليمني حيث باب المندب وإقامتها قواعد عسكرية في القرن الإفريقي فإن الأمر يتعلق بمخططات واسعة للسيطرة على عدة مواقع في ممر بحري لا تخفى أهميته الإستراتيجية.
صراع نفوذ بين الإمارات والسعودية في اليمن
ويضيف الموقع أن الإمارات حاولت نشر اخبار تتحدث عن استئجارها لجزيرتي سوقطرة ومميون اليمنيتن لمدة 99 عاماً وذلك من خلال عقد اجار وقعه الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، لافتاً إلى أن الأطماع الإماراتية في الجزيرة زادت من حدة التنافس بين الرياض و أبو ظبي على تقاسم النفوذ في اليمن، مشيراً إلى أن أبو ظبي تخطط لبقاء دائم فيها، وعليه فإن الإمارات تتصرف كقوة احتلال في جنوب اليمن وأكبر تجسيد لذلك هو ما يقع في جزيرة سوقطرة.
ويؤكد الموقع أن ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد ركز اهتمامه على سوقطرة بعد الفشل الذي مني به وهو يحاول فرض أحمد صالح نجل الرئيس اليمني السابق كرجل لتحالف العدوان الذي يجب إعداده لرئاسة اليمن ويشير الموقع الفرنسي إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فرض على ولي العهد الإماراتي لقاء قيادات من حزب الإصلاح الذي حاربه من قبل في إطار حرب الإمارات الواسعة على تيار الإخوان المسلمين في المنطقة العربية.
الإمارت تسعى لتنفيذ الأجندات الأمريكية
كذلك لفت الموقع إلى أن الإمارات ومن خلال مخططاتها العسكرية في اليمن تسعى لتغطية الأهداف الأمريكية بشكل واضح، ووضع الموقع الفرنسي المسعى الإماراتي لإنشاء قواعد عسكرية في منطقة القرن الأفريقي (الصومال وجيبوتي واريتريا) في الإطار، خاصة بعد الانتقادات المتزايدة التي تتلقاها واشنطن نتيجة توسع قواعدها العسكرية حول العالم، وعليه فإن أمريكا تسعى إلى توسيع نفوذها بشكل سري مستغلة بعض الحكام العرب للتغطية على أهدافها الحقيقية وهو ما يتم تنفيذه عملياإ في جزيرتي سوقطرة وميمون اليمنيتن.
يذكر أن جزيرة سوقطرة هي أرخبيل يمني مكون من أربع جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية، ويشمل الأرخبيل جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وثلاث جزر هي سقطرى ودرسة وسمحة وعبد الكوري، وجزيرتين صخريتين صغيرتين، وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو، وبلغ عدد سكان الجزيرة حسب تعداد 2004 135,020 الف نسمة