لعنة شيطانية تتقمص أقلام ترامب.. والأخير يكتب ما لايكتبه العقلاء
شهارة نت – تحليل
اعتاد رجل البيت الأبيض الأمريكي على إنزال أقصى العقوبات بالفلسطينيين منذ إعلانه بأنه قرر اعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وقرر نقل سفارة بلاده إليها، ليعود اليوم وينزل أشد العقوبات على فلسطين متحججاً بمواقف الرئيس محمود عباس، والتي هي من حقه الشرعي كرئيس يطالب بعاصمة بلاده.
فتناقلت المواقع الإخبارية العبرية اليوم نبأ اتخاذ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سلسلة من العقوبات ضد السلطة الفلسطينية، في أعقاب الحملة التي يقوم بها الرئيس عباس ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، ومنها أن ترامب قرر قطع الاتصالات والعلاقات مع السلطة الفلسطينية والرئيس أبو مازن.
وفي أولى الخطوات المتخذة تجاه السلطة، قررت إدارة ترامب عدم تقديم مبادرة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتي كانت في مرحلة الإعداد حيث أن الخطة ستبقى قائمة فقط بين الدول العربية و”إسرائيل” دون الفلسطينيين.
هذه الخطوات تأتي بعد أن تم تحذير السلطة الفلسطينية أكثر من مرة، والطلب منها بوقف حملتها ضد ترامب وقراره، لما لها من أثر سلبي على المنطقة، وفقاً لما ذكرته مواقع إسرائيلية.
كما وقرر البيت الأبيض قطع العلاقة مع السلطة ليس فقط على مستوى القيادة بل أيضاً على مستوى العلاقة اليومية والتنسيق مع القنصلية الأميركية وهو قرار تم إبلاغ السلطة به من خلال طرف عربي ثالث.
وقال موقع “ديبيكا” لإسرائيلي الذي يعد موقعاً إعلامياً متخصص في القضايا الأمنية والاستخباراتية، إن الإدارة الأميركية لن تعلن عن وقف المساعدات بشكل علني، ولكن الإدارة سوف توقف دعمها وتؤخر استمرار العمل بالمشاريع الاقتصادية التي تدعمها المؤسسات الأميركية وإعادة النظر بها من جديد.
كما قرر ترامب عدم دعوة المسؤولين الفلسطينيين للبيت الأبيض والخارجية ووزارة المالية الأميركية، وعدم استقبال الفلسطينيين في مجلس الأمن القومي الأميركي حيث كانوا يشاركون في الاجتماعات التي تهدف إلى صياغة الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط.
وتابع الموقع الإسرائيلي: “ستوقف الولايات المتحدة دعمها للأونروا وهي المساهمة التي كانت تقدر بمليار دولار، كما ستدعو السعودية والإمارات وقطر لتخفيض حجم المساعدات المقدمة للسلطة”.
لم يكن الرئيس عباس الوحيد الذي طالب بنصرة القدس، وإنما دول عربية وغربية طالبت بذلك ووقفت بوجه ترامب وقراره ونادت برفضه، إلا أنه، وبالنظر لمصالحه، لم يتجرأ على معاقبة أحد سوى الفلسطينيين، كون علاقته مع “إسرائيل” تخدمه أكثر فيما لو بقيت علاقته طيبة مع الفلسطينيين، وربما تكون قراراته هذه ضد فلسطين هي الأولى، لنجد دولاً أخرى ستشملها قرارات ثانية يخطها ترامب في حال استمرت التنديدات تحيط بقراره، بل وربما يحدد ترامب عام 2018 فقط للرد على المنتفضين بوجه قراره ويعلنه عام العقوبات شيئاً فشيئاً ليصبح منقطع العلاقات مع أغلب الدول العربية والغربية.