من التهور والنفاق وجنون العظمة إلى القائد المثالي والجريئ.. هكذا قرأت الصحف العالمية سلوك بن سلمان
شهارة نت – رصد
منذ تولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منصب ولاية العهد حاولت العديد من وسائل الإعلام العالمية الوقوف على سلوكه وتصرفاته، غير أنّ التناقض الموجود في شخصيّة بن سلمان حيّر الجميع، حيث ذهبت بعض الصحف إلى تمجيده ومدحه ووصفه بالمثالي والجريئ، في حين ذهب الأكثرية منها إلى رؤية التهور والنفاق والعدوانية في سلوكه، واصفةً إياه بـ “المريض النفسي”.
متهور.. يحكمه جنون العظمة
البداية مع صحيفة “الغارديان” البريطانية التي وصفت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنه شاب صغير متهور وليس لديه أية خبرة، مضيفةً: “ابن سلمان شاب صغير تنقصه الخبرة ويتسم بالعدوانية، وتشهد سياسته الخارجية غير الراشدة، التي كانت عواقبها وخيمة في اليمن، سوريا وقطر على نزقه وتسرعه في صناعة القرار”.
بدورها صحيفة “نيويورك تايمز” قالت إنّ بن سلمان صعّد من تهديداته لإيران ولبنان، بالإضافة لدفعه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاستقالة، وقبل ذلك محاصرة قطر، مشيرةً إلى أنّ كلّ تلك التصرفات أثارت شبح حروب جديدة بالمنطقة، مؤكدةً على أنّ القوات السعودية المنخرطة في حرب اليمن ليست مهيّأة ومجهزة للدخول في صراعٍ عسكريٍّ جديد، وإنها ستكون مضطرة في هذه الحالة للاعتماد على أميركا أو إسرائيل.
أما مجلّة “نيوز ويك” فقد أشارت إلى أنّه لا ينبغي أن يقع المجتمع الدولي في فخ الوفاء بالوعود التي يطلقها ولي العهد السعودي، والتي قد تتحقق أو لا تتحقق، في حين يتجاهل بسهولة الواقع القائم على الأرض.
مجنون ومنافق
وتذهب صحيفة الـ “واشنطن بوست” إلى أنّ ابن سلمان وإذا كان حقّاً مهتم حقاً بارتداء ثياب القيادة المستنيرة والحديثة، فيجب عليه أن يفتح أبواب السجون التي قام هو وأسلافه بزج المبدعين داخلها ظلماً، خاصة الكتاب والمفكرين الذين انتقدوا النظام، وفي الآونة الأخيرة، أشرف ولي العهد نفسه على حملة اجتاحت عدد من رجال الدين والناشطين والصحفيين والكتاب بتهم غامضة تشمل تعريض الأمن القومي للخطر”.
الصحيفة ذاتها وصفت في افتتاحيتها نهج ولي العهد في التعامل مع قضايا بلاده أنه مشوب بـ”النفاق” وتغلفه مسحة من العظمة، مشيرةً إلى أنّ ابن سلمان قام بإنفاق مئات الملايين من الدولارات لشراء ممتلكات فاخرة في أوروبا في الوقت الذي يقود فيه حملة تقشف داخلية، منتقدةً خطته لمكافحة الفساد واصفة إياها بأنها أقرب إلى نهج نظام استبدادي من نهج دولة يقودها القانون.
وأشارت صحيفة الـ “نيويورك تايمز” إلى إنّ تصرفات ابن سلمان من شأنها أن تزعزع الوضع في المنطقة، ورأت الصحيفة أن الحرب التي شنّها بن سلمان على الأمراء ورجال الأعمال تأتي بهدف التعجيل بإحكام سيطرته على البلاد قبل توليه الحكم في محاولاتٍ يائسة للحصول على أموال نقدية لتنفيذ خطته في المنطقة برمتها.
جريء ومفعم بالحيوية!
وفي المقلب الآخر ترى بعض الصحف أنّ بن سلمان أمير مفعم بالطاقة والحيوية يُحاول أن يُعيد تصوّر شكل المملكة، وفي هذا السياق قالت صحيفة الـ “واشنطن بوست” إنه وبعد مرور عامين على حملته مُحفّزاً للتغيير في المملكة النفطية المحافظة، يبدو أن وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بدأ بالعمل بثقة، واضعاً نفوذه للدفع بجدول أعماله للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.
وأضافت الصحيفة: “محمد بن سلمان وبسلوكه المفعم بالطاقة والحيوية، يناقض تماماً التحفظ الصحراوي التقليدي الذي يتسم به معظم المسؤولين السعوديين، وعلى خلاف الكثير من الأمراء السعوديين فهو لم يتلقَّ تعليمه في العالم الغربي، ما مكّنه من الحفاظ على طاقته القتالية التي تعدُّ سبباً لجاذبيته لدى الشريحة السعودية الشابة، ببساطة وكما تقول الصحيفة؛ إن ابن سلمان يطمح إلى نقل المملكة المغلقة الحذرة إلى دولة تشبه الجارة الإمارات العربية المتحدة، بناطحات سحابها واقتصادها.
أما صحيفة “التليغراف” فوصفت في تقريرٍ لها الأمير محمد بن سلمان بأنّه “ثوري” و”ممتلئ بالطاقة وصاحب نظرة مستقبلية”، في حين ذهبت وكالة وكالة الـ “أسوشيتد برس” الأميركية إلى إن بن سلمان “شاب مغامر وطموح، كان صعوده أروقة السلطة فى السعودية سريعاً وأتى بشكل مفاجئ”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الديوان الملكي السعودي؛ ومنذ أن وصل بن سلمان إلى منصب ولي العهد؛ بدأ حملة علاقات عامة كبيرة في مختلف الصحف الغربية، ولا سيما الأمريكية منها والبريطانية، وذلك بهدف الترويج للأمير الجديد بين الأوروبيين والأمريكيين أولاً، ومن ثم بين السعوديين أنفسهم.