الامارات تنظر إلى جبهة شمال افريقيا كمحطة اخرى لنشاطها العسكري..!!
شهارة نت – وكالات
لم تكتف الامارات بالاطماع التي تظهرها في منطقة الخليج من خلال احتلال الاراضي وتثبيت القدم في اليمن للسيطرة على شرايين الملاحة والتجارة في مضيق باب المندب وبحر عمان ومشاركتها في التحالف المشؤوم مع السعودية، بل زادت في اطماعها نحو مناطق الصراع في شمال افريقيا وفي ليبيا بالتحديد من خلال بناء قواعد عسكرية على الأراضي الليبية.
فقد أظهرت صور جديدة من القمر الصناعي – بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول و10 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 – تسارع البناء في قاعدة «الخادم» الجوية في شرق ليبيا.
ويعد هذا دليلا قويا على أن الإمارات العربية المتحدة تستعد للتدخل بشكل أكبر في الحرب الأهلية الليبية الطاحنة، وفقا لتقرير نشرته مجلة «وور إذ بوريننج» المتخصصة في الشؤون العسكرية. وتوضح صور «الخادم» – الواقعة في منطقة المرج – منطقة جديدة لوقوف السيارات الكبيرة وملاجئ للطائرات يمكنها استيعاب المقاتلات النفاثة.
ومنذ يونيو/حزيران 2016، اعتمدت الطائرات التوربينية الهجومية والطائرات بدون طيار الإماراتية على القاعدة. وقام أسطول الطائرات الإماراتي بغارات جوية ومهمات استطلاع لدعم قوات الجيش الليبي – الموالية للمشير «خليفة حفتر» – التي تقاتل الجماعات الإسلامية في بنغازي.
وتعد الملاجئ الجديدة كبيرة بما فيه الكفاية لاستضافة طائرات مقاتلة بما في ذلك طائرات إف-16 وميراج 2000 وحتى طائرات الرافال. ويبدو أن العمل في الملاجئ قد توقف مؤقتا بين فبراير/شباط وسبتمبر/أيلول من العام الحالي، في الوقت الذي كانت فيه مصر تزيد من دعمها للجيش الليبي، ربما لتخفيف الضغط على الإمارات. وقد نشرت القوات الجوية المصرية مقاتلات وطائرات هليكوبتر وطائرات من طراز وينغ لونغ في غرب مصر للقيام بدوريات على الحدود ومهاجمة المسلحين في ليبيا.
لكن مصر عانت من نكسات. وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول، توفي العقيد المصري «عبد الله الرفاعي» في حادث تحطم طائرة إف-16 بالقرب من الحدود الليبية. كما تقاتل القوات المصرية المسلحين الإسلاميين في منطقة سيناء. وأسفر هجوم تنظيم الدولة على مسجد صوفي في بئر العبد في شمال سيناء – في نوفمبر/تشرين الثاني – عن مقتل 305 شخصا. وانتقاما للهجوم، شنت الطائرات الحربية المصرية غارات جوية على المواقع والمركبات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء.
وعاد الإحساس بضرورة استكمال بناء قاعدة الإمارات، حيث عاد تنظيم الدولة الإسلامية إلى ليبيا في صيف عام 2017، ولا سيما في منطقة النفط في جنوب غرب ليبيا. وفي أكتوبر/تشرين الأول، شن التنظيم هجوما انتحاريا على مجمع محكمة في مصراتة، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 4 أشخاص، وجرح ما يقرب من 40 شخصا. وفي نهاية سبتمبر/أيلول، قتلت الطائرات الأمريكية بدون طيار 17 من مقاتلي التنظيم جنوب شرق سرت. وفي 17 و19 نوفمبر/تشرين الثاني، شنت الطائرات الأمريكية بدون طيار هجمات على معسكرات التنظيم بالقرب من الفقهاء في وسط ليبيا.
وتؤكد السرعة التي يتقدم بها العمل في قاعدة «الخادم» مدى خطورة شعور «حفتر» وحلفائه الأجانب بتهديد تنظيم الدولة في المنطقة. ومع قتال مصر على جبهتين، تخطط دولة الإمارات بوضوح لتواجد جوي أكبر بكثير في ليبيا، لدعم القوات المناهضة للإسلاميين.