السعودية ومؤامرتها الجديدة في اليمن
بقلم/ احمد محمد باقر
محاولات محمومة يبذلها تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية لإعادة رسم خارطة تحالفاته في ظل التغيرات الكبيرة التي حدثت على الساحة اليمنية، والتي من أبرزها مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأستهداف حركة أنصار الله وللمرة الأولى قصر اليمامة الملكي في قلب العاصمة الرياض.
فقد كشف الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الآنسي لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية في مقابلة نشرت أمس السبت أن ولي عهد السعودية وأبو ظبي طلبا منه تشكيل تحالف مع حزب المؤتمر الشعبي وبحث رؤية عمل مشتركة ضد حركة أنصار الله.
لكن يبدو أن السعودية والإمارات بدت هذه المرة أيضاً تراهن على الحصان الخاسر في ظل جهل الإصلاح الكامل لأوضاع اليمن عموماً والعاصمة صنعاء بشكل خاص، حيث إن الآنسي وفي نفس المقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز قال إن حزبه يواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى قيادات الحزب الذي كان يتزعمه علي عبد الله صالح في صنعاء وأن الوقت مربك، ولأن الحصول على صورة واضحة لما يحدث في العاصمة يستغرق وقتا على حد قوله.
المستنقع اليمني الذي أقحمت السعودية نفسها فيه منذ ثلاث سنوات واستمرت بالتخبط فيه حتى اللحظة يدفع بها إلى التحالف مع الشيطان إن اقتضت الضرورة خاصة وإنها تسعى إلى تعزيز تحالفها مع حزب ينتمي عقائدياً إلى الفكر الإخواني الذي تحاربه السعودية نفسها مع حليفتها الإمارات في المنطقة.
وتبذل السعودية أيضاً -في هذا الإطار- مساع لتأهيل حزب الإصلاح من أجل أن يحظى بالمقبولية لدى سيدها في البيت الأبيض حيث كشفت وسائل إعلام تابعة للإصلاح بأن رئيسه محمد اليدومي التقى في الرياض السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، وأن الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع في البلاد.
لكن ما هي أهداف السعودية بالضبط من تكوين هذه التحالفات الجديدة؟
المطلوب من حلفاء محور السعودية – الإمارات الجدد والذين سيحصلون بالتأكيد على الدعم المالي والعسكري الهائل هو تحقيق إنجازات ميدانية يمكن من خلالها استعادة بعض الكرامة وماء الوجه الذي خسره التحالف في اليمن خاصة في الآونة الأخيرة مع تساقط صواريخ المقاومة على الرياض.
كما إن الأوضاع الراهنة تحتم على السعودية البحث عن بدائل للرئيس الفار منصور هادي الذي فشل تماماً في تحقيق أي شيء رغم الإمكانات الهائلة التي وضعها تحالف العدوان بين يديه.
لكن في المقابل.. أثبتت المقاومة اليمنية وفي مقدمتها حركة أنصار الله إنها صعبة المراس ولا يمكن النيل منها عسكرياً وإن الحرب هي حربها وقد أعدت لها بكل جدارة، وخير دليل على ذلك صواريخها العنيدة التي لم تكن عصية على الدمار الذي وعد به “بن سلمان” خلال الأيام الأولى من العدوان، بل وأصبحت أكثر كفاءة وقوة ووصلت إلى قلب العدو وقصره الملكي.