مفتى مصر يدعو للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس باستماتة
شهارة نت – القاهرة :
أكد فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية المصرية، أن القدس الشريف والمسجد الأقصى في قلب القرآن والسنة والأحداث التي كانت في عهد النبي، ومن ثم نحن أمام ميراث مقدس لا بد من الدفاع عنه باستماتة.
وقال «علام»، في حلقة برنامج «حوار المفتي» الذي يذاع كل جمعة على قناة «أون لايف» إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، وعُرج به من هناك إلى السموات العلا، وهو أمر ثابت بنص قطعي الثبوت في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}، وهو ما يجعلنا أمام ربط بين مسجدين لهما من القدسية والرعاية في قلب كل مسلم مكان كبير.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى على ذكر المسجد الأقصى عندما قال إنه لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى. ما يدل على أن هناك رباطًا وثيقًا بين المساجد الثلاثة ومكانة كبيرة لهم.
وقال المفتي: «نحن أمام تاريخ طويل يشهد بأن القدس والأقصى هويتها عربية وستبقى كما هي عربية»، وأكد أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب أجَّج مشاعر ملايين العرب والمسلمين، ولذلك فقد انتفض العالمان العربي والإسلامي على كافة المستويات ضد هذا القرار الذي تجاوز قواعد القانون الدولي، ليؤكد أن هذه الأرض هي أرض محتلة، ولا يجوز اتخاذ قرار يخصها بشكل منفرد، وبالتالي فقرار ترامب باطل قانونًا.
ولفت إلى أن من يزايد على الدور المصري في القضية الفلسطينية لم يدرك حجم مصر ولا عمق الدولة المصرية التي لها تاريخ كبير، ولا يستطيع أحد أن يقزِّم دورها بشهادة التاريخ ذاته.
ودعا الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة وأن يُنحوا المصالح الشخصية جانبًا، ويغلبوا المصلحة العامة، والتعاون من أجل مواجهة المحتل الإسرائيلي، من أجل إيجاد قرار حقيقي ومؤثر دوليًّا، قائلًا: «إن ما رأيناه من توحد وتكاتف بعد قرار ترامب هو بمثابة انبعاث جديد للهم المشترك فيما بين الأمة العربية على المستوى الشعبي والقادة كذلك».
وحول ادعاءات البعض بأن المسجد الأقصى الذي ذكر في القرآن الكريم ليس هو الموجود في القدس الشريف، أكد فضيلة المفتي أن القرآن الكريم أثبت أن النبي أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأن الروايات الحديثية تواترت وذكرت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر قريشًا بالإسراء، وهو ما استنكروه لأنهم يقطعون مسافة 3 أشهر، وهو قطعها في جزء من الليل. فلو كان الأمر أن المسجد الأقصى لم يكن في هذا المكان لما وجدت هذه الروايات.
وتابع: «أن دار الإفتاء فندت هذه الأقوال منذ وقت طويل، وقلنا وفق التقارير العلمية والنص القرآني كذلك والسنة المطهرة أنه ظهر قطعًا أن المسجد الأقصى كما ورد كذلك في الروايات السابقة هو في فلسطين».
وأضاف أننا نحتاج إلى جهد كبير على مستوى المؤسسات التعليمية والإعلام فيجب أن يتصدر القدس الشريف كقضية عربية في المناهج؛ لأن كثيرًا من الشباب لا يعلم شيئًا عن القضية الفلسطينية، في الوقت الذي يدعي فيه الإعلام الإسرائيلي أن القدس ليست عربية رغم الوثائق التاريخية التي تثبت عروبتها منذ الأزل.
ودعا مفتي الجمهورية الشباب المصري والعربي أن يدرك المسئولية التي عليه ويقرأ الوثائق والتاريخ بشكل جيد ويدرك أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية ومصيرية، ووجَّه رسالة إلى العالم كله أن هذه القضية إذا لم تحل فإننا نعطي مبررًا للجماعات الإرهابية لمزيد من عملياتها.
كما وجَّه المفتي الشكر إلى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على موقفه الشجاع الجريء الذي يكشف عن حقيقة دور الأزهر الشريف في القضية الفلسطينية، وكذلك أثنى على موقف البابا تواضروس وموقف الكنيسة المصرية المتناغم الذي يبين وحدة الشعب المصري في كافة القضايا.