وداعا?ٍ عبد الغني
في هذا اليوم تاريخ 22 رمضان 1432هـ بلغنا نبأ وفاة رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد العزيز عبد الغني نسأل الله أن يتغمده في فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون.
في هذه الأيام المباركة والعزيزة على قلوبنا وقلوب كل المسلمين يتبادل الناس التهاني والتبريكات بحلول العشر الأواخر من رمضان لما لها من فضل عند الله سبحانه وتعالى ففي هذه الأيام يتبادل الناس الحب والوفاء والحسنات والبعض يعتكف في المساجد يقرأون القرآن ويدعون إلى الله سبحانه وتعالى.
إن العشر الأواخر من رمضان فيها الخيرات والأجور الكثيرة وفيها الفضائل المشهورة والخصائص العظيمة? وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر. وكان يحيي الليل فيها? من صلاة ودعاء واستغفار ونحوه وكان النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر يوقظ أهله للصلاة والذكر والدعاء حرصا?ٍ منه على اغتنام تلك الليالي المباركة? والاعتكاف للتضرع لطاعة الله عز وجل? و كان يتحرى ليلة القدر. فالعشر الأواخر من رمضان لها فضائل كثيرة لا يسعني ذكرها الآن والذي أود الإشارة إليه مما سبق أن مثل هذه الأيام تتبادل فيها الناس الخيرات والحسنات ويعطف كل منهم على الآخر ويتناسون ما بينهم من مشاكل ونحوها.
ونحن أبناء اليمن للأسف الشديد نتبادل فيها طلقات المدافع وقذائف الدبابات ونتبادل طلقات الرصاص والشتائم والاتهامات والتنابز بالألفاظ السيئة ونحن موصوفون بالإيمان والحكمة فلماذا ضاع الإيمان والحكمة وحل مكانها الجهل والتخلف والعصبية الجاهلية?!.
لم أتذكر في حياتي أن الأيام المفضلة مثل رمضان والأعياد والمناسبات التي من المفروض على الأقل أن نفرح فيها لأنها أيام فرح ويفرح بها كل الناس الغني والفقير الكبير والصغير مرت علينا بسلام دائما وفي كل مناسبة وبلادنا تشتعل حروب وفتن وتتنقل تلك الحروب من منطقة إلى أخرى ,ودائما والحزن مخيم على اليمن? إلى متى تستمر هذه المعاناة فماذا فعل الشعب اليمني ليعاقب بكل تلك العقوبات وبكل هذه القسوة?.
من المفروض أن الشعب اليمني يستحق أفضل من هذه المعاملة وأن يشكر على تحمله كل هذه المصائب والمتاعب. فيتساءل البعض هل من منقذ لليمن ?. ما يخيفني أن القادم قد يكون أسوأ وأتمنى أن أكون مخطئ ولكن ما سمعناه وما شاهدناه وما نشعر به من المبش??ر?ين بالجنة لا يبشرون بخير كما يزعمون.
أهل اليمن الذي قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم ألين قلوب وأرق أفئدة لم يكونوا اليوم كذلك ففي هذا المصاب الجلل بوفاة المغفور له بإذن الله الدكتور عبد العزيز عبد الغني أقرأ بعض التعليقات على موضوع الوفاة في بعض المواقع الالكترونية تقشعر لها الأبدان ويشمئز منها القلوب تعليقات لا تمت لأهل اليمن ولا للعرب والمسلمين بصلة لا يكتبها إلا شخص عديم ضمير لا توجد بقلبه ذرة من الإيمان ولا بعقله ذرة من الحكمة تعليقات تظهر لك مدى وقاحة كاتبها وجهله وعصبيته المقيتة فمهما وصلت بالشخص الوقاحة والجهل ففي هذه المواقف لا يصل إلى هذا المستوى من التدني.
يا أبناء اليمن مهما اختلفنا سياسيا?ٍ أو اجتماعيا?ٍ أو دينيا?ٍ يجب أن يكون اختلافنا بعقلانية لا نكن للطرف الآخر العداء والكراهية. مهما كان من نختلف معه سيئ يجب أن لا نبادله بنفس السوء وخاصة في ظروف مثل هذه.
فما بالك بشخصية وطنية متزنة هادئة مثل الدكتور عبد العزيز عبد الغني لم يعرف عنه إلا الخير? صحيح أنه كان أحد رموز النظام ونختلف مع هذا النظام ولكن خلافنا معه هي بالسياسة التي ينتهجها هذا النظام ونحن ضد سياستهم ولكن لسنا ضدهم كأشخاص? وندرك أن هناك من أفراد النظام أرتكب أخطأ وأخطأ كبيرة ونتمنى أن يحاسبوا على أخطائهم ولكن لا تصل بنا المواصيل إلى هذا الحد من العداء.
الدكتور عبد العزيز عبد الغني أنا شخصيا?ٍ لم اسمع أنه أساء لأي شخص بأي طريقة ولم اسمع منه حتى تصريح أو خطاب يسئ فيه لأحد أو ينتقص من حق أحد? وقد بدأ في خدمة الوطن منذ منتصف الستينات من القرن الماضي حتى وافاه الأجل بتاريخ 22 رمضان 1432هـ الموافق 22 أغسطس 2011م فيجب أن ندعو له بالرحمة والمغفرة وندعو الله أن يعفو عنه ويرحمه ويسكنه الجنة فهذه الأمور من شيم الإسلام والمسلمين.
ألهم أغفر للدكتور عبد العزيز عبد العني وأرحمه? وأعف عنه? وأكرم نزله ووسع مدخله? وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس?اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا?ٍ وغفرانا? اللهم عبدك أن كان محسنا?ٍ فزد في حسناته وأن كان مسيئا?ٍ فتجاوز اللهم عن سيئاته?اللهم أفتح أبواب السماء لروحه وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين? اللهم هذا عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها? كان يشهد إن لا الله إلا الله وأن محمدا?ٍ عبدك ورسولك وأنت أعلم به? اللهم يم?ن كتابه? وهون حسابه? ولين ترابه? وألهمه حسن جوابه? وطيب ثراه وأكرم مثواه وأجعل
الجنة مستق