المجالس الانتقالية … طموح وانكسارات
تطورت أحداث الثورة اليمنية وبدأت تظهر في زي جديد في إطار المحاولات المتفرقة ما بين محاولة إنجاحها ومحاولة إفشالها حيث سعت أحزاب اللقاء لتشكيل مجلس انتقالي عند الظهور الأول لعلي صالح بعد حادثة جامع النهدين ? إلا أن هذا المجلس كان انطلاقة أولى لتوضيح معالم الفشل في العملية الثورية ? حيث نفى عدد من أعضاء هذا المجلس موافقتهم أو تأكيدهم لهذا المجلس الذي تم تشكيله بدون علمهم وإنما لمصالح وأغراض تمت بين أصحابها في الخفاء ..
لم يكن هذا المجلس هو المجلس المرتقب بعد انتظار في الساحات دام لأكثر من ستة أشهر متتالية إلا أن هذا المجلس بتشكيلته التي أقصت العديد من الجهات والشخصيات التي كان الشعب يأمل بأن تكون فيه ? لقد ضم هذا المجلس الأنظمة الخارجة من النظام التي انضمت للثورة مؤخرا?ٍ وتم إقصاء وتهميش قواها الفعلية والمشاركة منذ البداية ? تم تهميش الشرائح الرئيسية للثورة وشخصياتها المميزة .
لقد أحدث هذا المجلس العديد من الانقسامات وإن لم تكن ظاهرة حينها إلا أنها الآن أصبحت تتراءى لنا من خلال المجالس التي يتم تشكيلها لتبين لنا مدى حب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة من قبل المنضمين للثورة حيث أنهم هم من قاموا بعمل هذه المجالس والتنسيق لتشكيلها والإعلان عنها بيد أنها لا تعني سوى أسمها الذي لا دور له في الساحة أو تجاه الشعب سوى الأبواق التي تنادي به وتعمل على أن يكون ممثلا?ٍ لها وهي قليلة بالتأكيد ..
لم يكن هذا المجلس الذي تم الاعداد له من قبل القوى السياسية المعارضة وعلى رأسها حزب الإصلاح هو الحلم الذي أراده الثوار لأنفسهم وشعبهم وتاريخهم فهذا المجلس لم يفرق كثيرا?ٍ عن المجلس الآخر الذي تم الإعداد له والإعلان عنه ليتضح للجميع بأنه مجرد أوهام حزبية تم ترتيبها لفرض الوصاية على الثورة والشباب ? والغريب في الأمر هو الجرأة التي امتلكها أولئك القائمون على عمل تلك المجالس التي أصبحت وكأنها مجالس للقات يتم الإعلان عنها وليس مجالس تتحدث باسم الوطن والثورة والشعب لقد أبدت العديد من الجهات والتكتلات والأحزاب رفضها لهذا المجلس المسمى بالمجلس الوطني للثورة السلمية لإنه لا يعني للثوابت والأهداف والقيم التي قامت على أساسها الثورة أي شيء وإنه لا يعنى سوى أحزاب اللقاء المشترك فقط ..
لقد تعددت هذه المجالس مع تهديد صالح بالعودة إلى أرض الوطن مع تحديه لكافة الأحداث واستمرار حكمه لليمن برغم مكوثه في الخارج لأكثر من شهرين إلا أنه ما زال يفرض نفسه كرئيس لليمن في ظل ارتباك المعارضة وتكتلات الثورة في حسم الموقف أو تركه ..
لم تكن لتعبر هذه المجالس إلا عن مدى الفشل السياسي الذريع التي وصلت إليها السياسة المعارضة والتي أفشلت معها صوت الثورة لتصبح مجرد عباءة تحاول الطيران مع أقرب ريح بإمكانها المرور على الساحات لتأخذها نحو السلطة .. إلا أن ريح الفشل كانت أقوى ,,
لقد عملت هذه الأحزاب وعلى رأسهم احزاب اللقاء وبالأخص حزب الاصلاح أصحاب النفوذ والنصيب الأكبر في تقاسم الثورة قبل نجاحها عملوا جميعا?ٍ على إفشال أنفسهم قبل إفشال الثورة فذهبت ريحهم وانتهت الأحلام وإن كانت ما تزال تراودهم ..
المجالس الانتقالية والوطنية أصبحت وكأنها مجرد منظمة خيرية يتم الإعلان عنها وحشد الخيرين إليها والترويج لأنشطتها وفعاليتها ? وكأنه منظمة تقتصر على الساحة ومن فيها دون أن يعلموا القائمين عليها أن هذا يعني مستقبل وطن وشعب وأمة ..
نسأل الله التوفيق والسداد وأن يمن علينا بالأمن والخير والبركات في شهر الصيام والقيام وأن يعتقنا من النار .. وكل عام وأنتم بخير .. وخواتيم مباركة إن شاء الله ..
* صحفي وناشط حقوقي