هل تلعب السعودية دور الوسيط في محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل؟!
شهارة نت – الرياض
كتبت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالا لها وقالت فيه: عندما كانت الزيارة الأولى التي قام بها دونالد ترامب بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، قد وضعت رحالها في بلد كالمملكة العربية السعودية وتم التوقيع في تلك الزيارة على صفقات أسلحة بقيمة 82 مليار دولار بين واشنطن والرياض، فلا يمكن إنكار حقيقة أن علاقة البلدين تكاد تكون نوعا ما كالزواج الكاثوليكي، وأنهما وجهان لعملة واحدة.
وعندما أعلن ترامب عن عزمه بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأثار مشاعر المسلمين وجعل موجة الانتقادات الدولية تتوجه صوب البيت الأبيض، فإنه قد كشف عن تورط السعودية وامريكا في هذه القضية أكثر من أي وقت مضى.
وكان خطاب ترامب الذي أعلن فيه إعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وعن عزمه لنقل السفارة الأمريكية إلى هذه المدينة، قد جوبِهَ برد فعل بارد وغير حازم من قبل السلطات السعودية.
ووصفت الرياض، في رد فعل متأخر، قرار ترامب أنه ” غير عادل وغير مسؤول ” ولم تشجب الحكومة السعودية قرار الرئيس الأمريكي ترامب، شجبا حازما كما هو متوقع منها فيما يتعلق بالقدس الشريف الذي هو خط أحمر للمسلمين.
وعندما دعت تركيا لعقد قمة عاجلة للدول الإسلامية لإصدار قرار ضد قرار الرئيس الأمريكي، فقد أعلنت جميع الدول الإسلامية عن استعدادها لحضور القمة. وكان المؤتمر الاسلامي اعلن في بيانه الختامي ان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وجزءا لا يتجزأ من البلاد.
وأضافت الصحيفة: “عندما أعلنت تركيا عن عقد قمة للدول الإسلامية من أجل إصدار قرارات ضد الإعلان، أرسلت معظم الدول الإسلامية زعماءها لتمثيلهم، فيما لم ترسل السعودية والإمارات حتى وزيري خارجيتها، حيث فضلا حضور قمة فى باريس حول مكافحة الإرهاب فى غرب أفريقيا“.
وهذا ما دفع بدر الدين حبيب أوغلو الأمين، الأمين العام للمعهد التركي العربي للدراسات الاستراتيجية للتعقيب على خطاب وسائل الإعلام السعودية ضد تركيا وإيران قائلا: “(هذه الخطابات) تظهر أن السعودية والإمارات العربية المتحدة يشاركون في المخطط الإسرائيلي الأمريكي في التخلي عن القدس وبيع فلسطين في مقابل تعزيز واشنطن حكم محمد بن سلمان وفرض رؤية جديدة للمنطقة بالتعاون مع واشنطن”.
لذلك، لا يمكن إيجاد مبرر مُقنع لعدم تماشي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مع 57 دولة إسلامية أخرى في تصرفاتها ضد إسرائيل. كما أن زيارة صهر ترامب إلى الرياض وصور لقائه بولي العهد السعودي تكشف أيضا عن أسرار تعاون البلدين في التآمر ضد القدس وتشير الى إمكانية التخطيط لهذا المشروع من قبل المملكة العربية السعودية.
كما ذكرت صحيفة فوكس نيوز في تقرير لها الاسبوع الماضي ان مايك بومبو رئيس وكالة المخابرات الامريكية قد سافر الى السعودية لاجراء محادثات مع الملك السعودي حول القضايا الاقليمية. وبعد ثلاثة أيام، وجّه وزير الاستخبارات الصهيوني، دعوة لمحمد بن سلمان لإجراء لقاء ثنائي يجمعهما. في حين ان السعودية واسرائيل ليس لديهما علاقات دبلوماسية رسمية.
وقال أحد الأساتذة في الجامعات السعودية في مقابلة مع قناة تلفزيونية عربية مقرها الولايات المتحدة ان الدول العربية يجب ان تقبل الادعاءات الاسرائيلية بشأن ملكية القدس. وذكر في تصريحات واهية: “علينا أن نعترف ان القدس رمز ديني يهودي وان مكة المكرمة والمدينة المنورة هي مقدسات المسلمين فقط.”
وجاء في نهاية المقال: تشير كل الحقائق إلى أن المملكة العربية السعودية كان لديها دور هام في المشروع الأمريكي الإسرائيلي ضد القدس، ومنذ ذلك الحين، كان محمد بن سلمان مُرَشح واشنطن للعب دور الوسيط بين إسرائيل وفلسطين لأجل إجراء محادثات السلام بينهم.