جلسة الجمعية العمومية بشأن القدس.. توصيات و”حبر على ورق” فقط!
شهارة نت – واشنطن
عقب استخدام الولايات المتحدة الامريكية حق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار المصري في مجلس الأمن، والداعي إلى سحب القرار الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” ونقل السفارة الى تل أبيب، طلبت دول عربية وإسلامية جلسة طارئة للجمعية العمومية للأمم المتحدة والضامة لـ 193 دولة، للتصويت على القرار الامريكي.
وقبل ليلة من عقد الجلسة الطارئة هدد الرئيس الامريكي دونالد ترمب بقطع المساعدات الامريكية عن الدول التي تصوت ضد قراره بشأن القدس.
لكن يبقى السؤال هل التصويت ضد قرار ترمب في جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة يعني سحب القرار الامريكي؟
الخبير في القانون الدولي الأكاديمي الدكتور عمر الحضرمي، أكد أن قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة لا ترتقي لأن تكون ملزمة للدول على خلاف مجلس الأمن عند الاستناد إلى الفصل السابع منه والذي يفضي إلى التدخل بالقوة.
فقرارات الجمعية العامة ما هي إلا توصيات للدول، ولا يحق لدولة واحدة ان تعلن الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وتهز العالم بإعلانها.
فجلسة الجمعية العمومية أمس الخميس بمثابة اجتماع تحسسي للموقف الدولي، ويمكن استخدام نتائجه في المحاكم الدولية.
ويمكن للدول المعارضة لقرار ترامب إعلان اعترافها بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، الأمر الذي يشكل ضغط أكبر على الولايات المتحدة الامريكية، إلا أن بعض الدول تستند إلى قرار الامم المتحدة بتعليق وضع القدس للاتفاق بين الطرفين المتنازعين.
لكن مجمل الفائدة الوحيدة من التصويت في الجمعية العمومية تكون بحصد إدانة كبيرة للقرار الأمريكي إذا صوت ضده بأغلبية كبيرة.
أي أنه من الناحية القانونية لا قيمة للتصويت ضد قرار ترامب، ولا يمكن إجبار الولايات المتحدة على التراجع، فالتصويت ضد القرار الامريكي يدلل على عزلة سياسية امريكية واسرائيلية فقط.
ورغم أن تصريحات ترامب كانت استفزازية أكثر من كونها اي شيء آخر، فنتوقع أدانات واسعة، إذ أنه لا يوجد دولة تحترم كرامتها تقبل بالابتزاز الذي قدمه ترمب في تهديده.
وفيما يتعلق بالمساعدات التي تحدثت عنها المندوبة الأمريكية خلال الجلسة أمس، فإن المساعدات الامريكية الخارجية انخفضت بشكل كبير عن السابق واصبحت محصورة، لذلك فإن عددا قليلا من الدول قد تتأثر إذا نفذ ترمب تهديده.
قرار أمس كغيره من القرارات التي سبق وأصدرت حول القضية الفلسطينية، لاتسمن ولا تغني من جوع، وتبقى حبر على ورق تمر عليها الدول الكبرى مرور الكرام دون الأخذ بها.