1000 يوم من العدوان والحصار يتسبب في كارثة صحية في اليمن هي الأسوأ بالعالم
شهارة نت – تقرير
خيم على اليمن على مدى 1000 يوم عدوان غاشم وحصار جائر حصد خلالها آلاف الشهداء والجرحى من الأطفال والرجال والنساء، وخلف دمارا هائلا للبنية التحتية للقطاع الصحي الحكومي والخاص على حد سواء ما تسبب في أسوأ كارثة صحية في العالم.
وأدى انهيار القطاع الصحي إلى ارتفاع حجم الضحايا من المواطنين وانتشار الأمراض والأوبئة ما سبب كارثة صحية وإنسانية لا مثيل لها، وتجرع ملايين المواطنين الآلام جراء الأمراض التي فتكت بالبعض واستفحلت نتيجة الحصار وعدم وجود الأدوية والمستلزمات الطبية.
وتؤكد وزارة الصحة العامة والسكان أن عدد الشهداء والجرحى نتيجة العدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذين وصلوا للمستشفيات والمرافق الصحية خلال 1000 يوم من العدوان بلغ أكثر من 33 ألفا و325 شهيدا وجريحا.
وأشارت إلى أن عدد الشهداء بلغ 10 آلاف 258 شهيد، منهم ألفين و59 طفل، وألف و556 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 21 ألف و215 جريح، منهم 3 آلاف و9 أطفال، وألفين و490امرأة، لافتا إلى أن إجمالي الإعاقات ألفين و50 إعاقة
وتشير الإحصاءات أن مئات الآلاف من المدنيين سواء من الجرحى جراء القصف المستمر الذي طال معظم مديريات محافظة الجمهورية أو من مصابين الأمراض المزمنة وتفشي الأوبئة بحاجة إلى علاج وأدوية ومحاليل ومستلزمات طبية خاصة تلك التي لم تعد متوفرة في مخازن الوزارة والقطاع الخاص وسوق الأدوية.
وحسب وزير الصحة العامة والسكان الدكتور محمد سالم بن حفيظ ،أن 1000 يوم من العدوان شهد اليمن فيها كارثة صحية وإنسانية وإنهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
وأوضح الدكتور بن حفيظ أن مؤشرات الانهيار تتمثل في تدمير طيران العدوان بشكل مباشر للمنشآت الصحية حيث وصل عدد المنشآت المدمرة كليا وجزئيا 420 منشأة، و65 سيارة إسعاف ومصنعي أكسجين.
وبين الدكتور بن حفيظ أن إجمالي الخسائر المادية التي لحقت بالمنشآت الصحية وفق التقديرات الأولية بلغت ثمانية مليارات و 342 مليون ريال، وخسائر التجهيزات الطبية 90 مليون و 865 ألف دولار.
فيما توقف العمل في أكثر من 55 في المائة من المرافق الصحية حيث تعمل حاليا 45 في المائة من هذه المرافق بحدها الأدنى، بحسب مسوحات أجرتها منظمات الأمم المتحدة .
وأشار إلى أن الاستهداف غير المباشر للقطاع الصحي من قبل تحالف العدوان تمثل في السيطرة على 70 % من موارد الدولة من غاز ونفط ومنافذ وجمارك وغيرها مما حرم جميع المرافق من الموازنة التشغيلية الشهرية ومنها المستشفيات والمراكز والوحدات صحية.
وأوضح وزير الصحة أن قصف محطات الكهرباء العمومية خلال ألف يوم ادى إلى توقف غرف العمليات والعناية المركزة ومراكز الغسيل الكلوي وحاضنات الأطفال الخدج وثلاجات الموتى التي تحتاج إلى الكهرباء على مدار 24 ساعة.
وقال ” يتجلى إنهيار النظام الصحي في اليمن من خلال عدم حصول أكثر من 48 ألف موظف في القطاع الصحي على المستوى المركزي والمحافظات والمديريات على مرتباتهم لأكثر عام”.
وأوضح الدكتور بن حفيظ أن تحالف العدوان بقيادة السعودية استهدف مشاريع المياه وخزانات وآبار المياه مما أجبر الملايين من المواطنين على شرب مياه من مصادر غير آمنة فانتشرت الأوبئة والاسهالات والكوليرا.. لافتا إلى أن إجمالي حالات الاشتباه بالاسهالات والكوليرا وصلت إلى مليون حالة فيما تجاوزت حالات الوفاة ألفين و 230 حالة .
وأضاف ” أن تعطيل العدوان 55 في المائة من المرافق الصحية وخدماتها ومنها تحصين الأطفال ضد 11 مرضآ قاتلا تسبب في تراجع نسبة التغطية بالتحصين”.
ولفت إلى أن برنامج التحصين بدأت في اليمن منذ أكثر 40 عاما ، فجاء العدوان ليدمر ما تحقق من إنجازات في رفع مستوى المناعة لدى الأطفال الذين يمثلون 50 بالمائة من السكان حيث تراجعت التغطية بالتحصين ما تسبب في ظهور وباء الديفثيريا بعد ما يقارب أربعة عقود منذ اختفاءه.
وأكد الدكتور بن حفيظ أن وباء الديفثيريا انتشر حتى الآن في 15 محافظة وبلغ إجمالي حالات المصابة أكثر من 300 حالة، قضى منها 34 حالة نتيجة عدم وجود ذيفان الديفثيريا (المصل المضاد) بالمرافق الحكومية أو الخاصة والسوق التجاري.
وقال “أن مضادات الذيفان Antitoxin هي منقذة لحياة المصابين بهذا الوباء وغير متوفرة في داخل اليمن ويجب إحضارها من الخارج بصورة عاجلة”.. مشيرا إلى أنه في حال استمرار هذا الحصار الجائر سيؤدي إلى كارثة صحية لا تقتصر آثارها على أطفال اليمن بحسب بل تطال البالغين خاصة أولئك الذين لم يحصلوا على تطعيماتهم في سن الطفولة”.
وأضاف ” الديفثيريا مرض خطير جدا وتأخير علاجه يوم واحد يؤدي إلى تعريض حياة أكثر من مليون طفل ومثل ذلك البالغين بالإصابة والوفاة بسببه وغيرها من الأوبئة التي تنتشر سريعا في مثل هذه الظروف التي تمر بها اليمن حاليا”.
وبين وزير الصحة العامة والسكان أن الحصار الاقتصادي الشامل على اليمن أدى إلى زيادة معانات المواطنين جراء زيادة سوء التغذية حيث أن هناك أكثر من 21 مليون مواطن هم بحاجة لمساعدة إنسانية حسب التقارير الأممية، وأن هناك أكثر من 9 ملايين مواطن يشرفون على الدخول في مرحلة المجاعة حسب تصنيفات برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” .
وأشار إلى أن مليوني طفل يعانون من شكل من أشكال سوء التغذية ونصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الشديد الذي يقترب من الوفاة ..لافتا إلى وفاة طفل كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها حسب منظمة اليونيسيف .
وأكد أن 52 ألف طفل قضوا خلال العام الماضي لأسباب يمكن الوقاية منها لا يدخل فيهم من استشهدوا بسبب الغارات .. لافتا إلى أن هذا الوضع الغذائي السيئ في اليمن جراء العدوان أدى إلى ضعف شديد للمناعة وسرعة انتشار الأمراض والأوبئة بكافة أشكالها.
ولعله من المفيد الإشارة إلى أنه نتيجة لهذه الأوضاع بسبب الحصار فإن هناك كارثة إنسانية لا تقل خطرا عن سابقتها تواجه القطاع الصحي باليمن تتمثل في خدمات نقل الدم التي يقدمها المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه المهددة بالتوقف إذا لم يتم دعمه.
حيث يقول مدير عام المركز الدكتور أيمن الشهاري ” نعاني من انعدام المحاليل وقِرب الدم مع تزايد طلبات نقل الدم في ظل وضع الطوارئ الذي يمر به اليمن، ونتيجة شحة الإمكانيات ووقف النفقات التشغيلية للمركز ما يهدد بتوقف خدمات نقل الدم نهائيا مما يؤدي إلى وفاة العديد من المرضى والمصابين”.
ولفت إلى أن المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه يقدم خدماته للجرحى والمصابين وكذا حالات الأمراض المزمنة مثل السرطان والفشل الكلوي وأمراض الدم الوراثي.
وحسب تقارير إحصائية صادرة عن وزارة الصحة فإن القطاع الصحي يمر بوضع كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تدهورت في ظله الخدمات الصحية مع نقص حاد في الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية والأطباء وفرق التمريض ومغادرة الكادر الأجنبي من المرافق الصحية الحكومية والخاصة.
وتشير إلى أن كثير من المستشفيات الحكومية والمرافق الصحية والمختبرات العامة مهددة بالإغلاق، حيث أغلقت سبعة مراكز غسيل كلوي في عدد من المحافظات نتيجة انعدام مستلزماتها.
وأظهر المسح الوطني للأمراض المزمنة الذي نفذته الوزارة مؤخرا أن أكثر من 700 ألف مواطن مصابون بأمراض مزمنة كالسكري والضغط والربو والصرع والأمراض النفسية.
فيما أوضحت الإحصاءات أن هناك أكثر من ستة آلاف شخصا مصابين بالفشل الكلوي يتوفى منهم 2 إلى 3 أسبوعيا بسبب نفاذ المحاليل الخاصة بهم بالإضافة إلى عدم توفر 57 صنفا من أدوية السرطان في مخازن الوزارة وفي الأسواق.
وبينت أن 85 % من المختبرات المركزية ونقل الدم مهددة بإغلاق أبوابها أمام المرضى نتيجة انعدام المحاليل والمستلزمات الطبية .
إلى ذلك أكد الناطق الرسمي لوزارة الصحة الدكتور عبدالحكيم الكحلاني أن كثر من 11 ألف و250 مريضا قضوا لعدم تمكنهم من السفر للعلاج بالخارج جراء استمرار العدوان والحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي.
وأوضح أن أكثر من 95 ألف حالة مرضية بحاجة للسفر سنويآ للعلاج لأسباب مرضية كثيرة منها ما هو خطير جدا ومستعصي علاجه داخل الوطن.
وأكد الدكتور الكحلاني أنه في حال توفرت الإمكانيات البشرية والفنية لعلاجه فإنه محاصر من الحصول على الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب استمرار الحصار الجائر برآ وجوا وبحرا.
وقال “إن فتح مطار صنعاء يجب أن يتم فورا لأن تأخير ذلك ليوم واحد يؤدي إلى وفاة 325 مريضا”.. مشيرا إلى أن العدوان يرتكب جريمة مركبة من خلال استهدافه للمواطنين ثم منعهم عن السفر لتلقي العلاج ومنع دخول الأدوية.
كما أكد أن تأخر وصول المساعدات الإنسانية وطائرات الأمم المتحدة إلى مطار صنعاء بسبب عراقيل تحالف العدوان، يفاقم المأساة الإنسانية للمرضى بشكل عام ومكافحة وباء الكوليرا والدفيتريا وغيرها من الأوبئة بشكل خاص.
واستشهد الدكتور الكحلاني بتقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تشير إلى أن 30 في المائة فقط من احتياج اليمن في الجانب الدوائي والمستلزمات الطبية هي ما تصل للبلاد، ما أثر بشكل مباشر على المصابين بالأمراض المزمنة كالفشل الكلوي والسرطان والقلب والسكري وغيرها.
لعلنا بهذه الإطلالة السريعة على ما تعرض له القطاع الصحي بمختلف جزئياته ومفرداته من تدمير شامل طال البنية التحتية للقطاع الصحي بالإضافة إلى حصار شامل منع وصول الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة، قد وضعنا المتابع لمجريات أوضاع اليمن على صورة بسيطة فيما الواقع أكثر من ذلك بكثير يعكس آلام ومعاناة الشعب اليمني رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا من إنهيار الأوضاع الصحية وانعدام خدماتها.
كما أننا حرصنا على استقاء المعلومات ليس من المصادر الرسمية فحسب بل ركزنا على ما نشرته الهيئات والمنظمات الدولية العاملة في اليمن التي استقت معلوماتها بطرقها الخاصة .