عشرات القتلى والجرحى في كردستان العراق
شهارة نت – العراق
يعيش سكّان اقليم كردستان العراق على كفّ عفريت, باتوا اليوم بين مطرقة الأزمة الاقتصادية الخانقة وسندان نيران قوات الامن التي فرضت اجراءات امنية مشددة بعد مقتل وجرح العشرات في السليمانية والعديد من مناطق الإقليم.
فقد خرجت تظاهرات غاضبة لليوم الثاني على التوالي في كردستان العراق احتجاجا على الازمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب الاقليم، وأحرق خلالها مقار لاغلب الاحزاب الرئيسية على يد متظاهرين طالبوا كذلك باقالة حكومة الاقليم.
وأفاد مصدر أمني في محافظة السليمانية، بأن 85 مدنياً سقطوا بين قتيل وجريح خلال المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية في قضاء رانية بمحافظة السليمانية.
وقال المصدر “خمسة متظاهرين قتلوا خلال المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية في قضاء رانية بمحافظة السليمانية”. وتابع ان “ما يقارب الـ80 شخصاً أصيبوا خلال المواجهات”، لافتاً إلى ان “اعداد المصابين في تصاعد مستمر”.
استمرار التظاهرات في اربيل والسليمانيّة
وفي مدينة السليمانية، قامت قوات الامن التي فرضت اجراءات امنية مشددة الثلاثاء باطلاق النار في الهواء لدى تجمع المتظاهرين في ساحة السراي وسط المدينة. وقال نزار محمد احد منظمي التظاهرات في السليمانية لفرانس برس “صباح اليوم تجمع متظاهرون وسط السليمانية. لكن قوات الامن وصلت وقامت بمحاصرتهم وفرقتهم”، مشيرا الى ان قوات الامن فرضت اجراءات امنية مشددة في موقع التظاهرة والشوارع الرئيسية وقرب مقار الاحزاب الرئيسية.
في غضون ذلك. خرجت تظاهرات مماثلة في بلدات رانيا وكفري وحلبجة، جميعها تقع في محافظة السليمانية واخرى في كويسنجق حيث قام متظاهرون باضرام النار في مقر قائممقامية ومقرات الاحزاب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني (الذي اسسه جلال طالباني) والاتحاد الاسلامي.
كما خرج مئات المتظاهرين في بلدة كفري الواقعة في محافظة السليمانية، وسيطروا على مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني بعد مهاجمته بالحجارة فيما اكتفت قوات الامن باطلاق عيارات نارية في الهواء وفقا لشهود عيان.
وفي اربيل، أكد عدد كبير من سكان مدينة اربيل ان حكومة الاقليم تستقطع الرواتب، وحتى اسعار نفط التدفئة مع قدوم فصل الشتاء ارتفعت الى 150 دولار للبرميل (200 لتر) وهو ما يعادل ضعف ما كان عليه قبل عامين. ولا تصل الكهرباء الا بمعدل أربع ساعات في اليوم و الناس لا تتمكن دفع تكاليف الحصول عليها من المولدات الاهلية. ويرى الفيلي ان “من واجب الحكومة (المركزية) انهاء الازمة لان اي انهيار سيؤثر على استقرار البلاد”. وقال عصام الفيلي “من واجب حكومة بغداد وضع حد للازمة لان انهيار الحكم الذاتي سيؤدي الى فراغ سياسي سيؤثر على استقرار البلاد“.
وفي حلبجة، توجه مئات المتظاهرين الى مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني واشتبكوا بالايدي مع قوات الامن.
وتاتي هذه التظاهرات غداة اضرام متظاهرين النار في مقار احزاب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الاسلامي و الجماعة الاسلامية في بلدة بيرة مكرون الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال غرب مدينة السليمانية.
فشلتم..و محللون: كردستان مقبلة على تغيير جذري
احد المتظاهرين حمّل حكومة الإقليم مسؤولية الأوضاع القائمة، مخاطباً المسؤولين في الإقليم بالقول: “لم تستطيعوا الدفاع عن المناطق المتنازع عليها (واليوم) لا تستطيعون ادارة النصف الباقي” في اشارة الى مدينة كركوك الغنية بالنفط التي استعادت الحكومة الاتحادية السيطرة عليها مع مناطق اخرى.
من جانبه، قال المحلل السياسي عصام الفيلي ان “هذه التظاهرات تستهدف جميع السياسيين لان الناس يشعرون انهم يعيشون تحت ظلم السياسيين”. وأضاف الفيلي وهو استاذ علوم سياسية في الجامعة المستنصرية، ان “هذه المرة الاولى لخروج تظاهرات ضد شخصيات ورموز كردية واعتقد ان كردستان مقبلة على تغيير جذري” وذلك “لعدم وجود طبقة سياسية قادرة على ادارة الملف السياسي ولا معالجة مشاكل الموطن”.
العبادي: لن يتم التهاون في الإعتداءات على مواطني إقليم كردستان
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه لن يتم التهاون في الإعتداءات على مواطني إقليم كردستان، وذلك بعد مقتل 5 أشخاص بتظاهرات في محافظة السليمانية احتجاجا على تأخر الرواتب.
وقال العبادي، خلال مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء “لن نقف مكتوفي الأيدي في حال تم الاعتداء على أي مواطن في إقليم كردستان”، وأضاف “لا يمكن صرف جميع رواتب الموظفين في الإقليم بسبب وجود الفساد”. ودعا العبادي سلطات إقليم كردستان إلى احترام التظاهرات السلمية.
حظر تجوال..وتعطيل الدوام الرسمي في قضاء كويسنجق
إلى ذلك، أعلنت قائمقامية جمجمال بمحافظة السليمانية، الثلاثاء، حظر التجوال الليلة، وتعطيل الدوام الرسمي في دوائرها كافة ليوم غد الأربعاء، بغية إنهاء التظاهرات التي يشهدها القضاء.
وقالت القائمقامية في بيان، إنه “بناء على توصيات من الجهات العليا، نعلن للمواطنين أن جميع سلطات اللجنة الأمنية في القضاء قد أنيطت بالسلطات العسكرية”، لافتة إلى أن “قيادة قوات دفاع الطوارئ في القضاء باتت هي من تشرف على القوات الامنية والعسكرية”
وأضافت، أنه “اعتبارا من الساعة الثامنة من مساء اليوم، يُمنع التجوال في المدينة”، محذرة “من يخالف هذا القرار، سيتم التعامل معه حسب القانون وسيعاقب بشدة”.
وأوضحت أن “يوم غد الاربعاء يعد عطلة رسمية في جميع دوائر ومؤسسات حدود جمجمال”، مستثنياً من القرار “الاجهزة الأمنية فقط”.