الثنائي ترامب وابن سلمان.. شكرا على وضوح الصورة!
بقلم/ توفيق حسن علوية
كل الادلة العقلية والشرعية والحسية والقانونية والصحافية والاعلامية وكل المشاهدات وكل التقارير لم تكن تقنع الكثيرين – عن عمد او عن غير عمد – بان امريكا قاتلة وشريكة في القتل وهي السبب الرئيس لبقاء الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولكل جرائمه ،وكان الاكثر ينظر الى امريكا بوصفها منحازة الى اسرائيل.
وهكذا كل الدنيا وكل الادلة وكل جرائم التاريخ والحاضر وكل التكفيريين في العالم لم تكن لتقنع الكثير من الشعوب العربية والاسلامية بان المملكة العربية السعودية هي جارية امريكية تذهب مع سيدتها امريكا الى حيث هي ذهبت حتى لو الى جهنم ! ومن الطبيعي انها ذهبت معها الى احضان الصهاينة !!
لقد استطاعت امريكا – وجاريتها السعودية بطبيعة الحال – التستر باقنعة عدة طيلة عقود من اجل ان لا تظهر بصورة المجرم الحقيقي ، وهكذا استطاعت المملكة العربية السعودية ان تتستر باقنعة عديدة منذ تأسيسها كي لا تظهر بصورة الحليف المباشر للصهاينة !!
وكان من الصعب جدا اقناع الكثير الشعوب العربية والاسلامية بان المملكة العربية السعودية ليست الا حليفة للصهاينة بوصفها جارية امريكية ،لان الكثير من الشعوب العربية والاسلامية لم ير في السعودية الا مظاهر اسلامية (الكعبة والحرم المكي والحرم المدني والمال والاسلام والقران والصلاة والكوفية والعقال وووو..).
وكلما اراد اي شريف انتقاد دور المملكة السعودية يتم اسكاته بالقول : تبا لك انك تتحدث عن مملكة الخير والاسلام والكعبة !!!
وهذا الامر كان يسير بطريقة نمطية ولا جديد بهذا الصدد ،فكل شيء على حياله ، وامريكا تجتر مقدرات العرب والمسلمين من بوابة الحفاظ على كراسي الحكام من جهة ،ومن بوابة الراعي لما يسمى بعملية السلام .
واما المملكة العربية السعودية فهي على طريقتها المخفية تستفيد من تزعمها المادي والمعنوي لدول الخليج الفارسي من اجل ابقاء تسلطها من جهة ،ومن اجل تنفيذ ارادة امريكا من جهة اخرى.
فلا جديد اذن ، وبقيت امريكا بوجهها المنافق المخادع وغير الصريح وتبعا لها جاريتها السعودية – نقصد النظام لا الشعب الحجازي المظلوم – تحلب الدم والمال العربي والاسلامي ،وتحصد المواقف تلو المواقف لصالحها وصالح الصهاينة ،الى ان وصل الثنائي – ترامب وابن سلمان – الى سدة الحكم الفعلي في كل من امريكا والسعودية ،ومارسا الحكم بالوجه الحقيقي والصريح والواضح لكل من امريكا والسعودية !
فامريكا بقيادة ترامب تقول بالعلن وبوضوح : على الحكام الخليجيين ان يدفعوا المال الكثير مقابل البقاء على الكرسي ! القدس عاصمة ابدية لليهود ! اسرائيل خط احمر وكل من يعاديها هو عدونا ! وغيرها من المواقف التي تقطع كل شك عند اي احد بان امريكا تمثل الراعي النزيه باليقين بأنها في صف عسكري متحد مع اسرائيل!!
اما السعودية بقيادة ابن سلمان فقد كانت صريحة ايضا بمواقفها : اسرائيل حليفة ! ايران عدو وقتالها اولوية ! امريكا هي القائد والرائد والملهم ولها ما تشتهي وتريد ! كل الامراء في السجون ! يجب انهاء القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن واستبدال القدس بأبوديس لان للمسلمين كعبتهم فما هي المشكلة اذا تم الاستغناء عن القدس ؟؟!!
وبسبب هذه المواقف العلنية والمجهرية من قبل هذا الثنائي – ترامب وابن سلمان – اصبحت الصورة الحقيقية لامريكا وللسعودية واضحة للجميع ،ولم يعد الامر محتاجا للاستدلال والبحث والتنقيب وعقد المؤتمرات لاقناع الشعوب بحقيقتهما التي كانت معروفة لدى خواص من العرب والمسلمين !!
امام هذه الصورة الواضحة لهذا الثنائي لم تعد هناك اي ذريعة بالسماح للفتنة المذهبية ان تتسلل الى ساحات العرب والمسلمين والى ميادينهم ، كما انه لم يعد هناك اي دافع للخلافات البينية بين اي طرفين او اكثر من العرب والمسلمين ، فقد ظهر للجميع انه لا يوجد شيء اسمه ربيع عربي ،ولا يوجد شيء اسمه هلال شيعي ،ولم يعد هناك اي شيء اسمه مطالب شعبية وحقوقية ، ولم يعد هناك اي شيء اسمه تمدد ايراني او تركي او اخواني او ما اشبه ذلك وناظر وماثل ،وانما الثابت الوحيد والواقعي والمحسوس هو القضاء على القضية الفلسطينية عبر ما يسمى بصفقة القرن التي تقضي بجعل القدس عاصمة ابدية للاحتلال الاسرائيلي بعد اتمام عملية استبدالها بأبوديس !!!
فالقصة التي كانت بداياتها حركات تكفيرية وتأجيج صراعات بينية ،واشعال فتن طائفية ومذهبية وعرقية ؛ تم التعرف على المراد من نهاياتها !! إن نهاياتها تصفية القضية الفلسطينية !! الا انهم كما فشلوا في كل مشاريعهم الماضية سيفشلون في هذا المشروع وفي كل المشاريع الاتية.