بين روسيا وايران.. تعاون استراتيجيّ في مختلف المجالات
شهارة نت – طهران
إستكمالا للتعاون الإستراتيجي بين الحليفين الروسي والإيراني، أعلن وزير النفط الإيراني، بيجن زنكنة، ان مذكرات تفاهم عديدة أبرمت مع شركة (غازبروم) الروسية خلال العام الأخير وان عليها تقديم برنامج وخطة لتطوير حقول بارس الشمالي و(فرزاد A و B) في غضون 6 أشهر ودراسة مشروع الغاز المسال.
وأضاف الوزير زنكنة، في تصريح أدلى به للصحفيين الأربعاء الماضي، عقب التوقيع على مذكرة التفاهم مع شركة (غازبروم) لإجراء دراسة حول الغاز المسال: ان المفاوضات مع الشركة كانت مفيدة للغاية، وهذه المشاريع التنموية ستكون مترافقة مع خطة تصديرية، حيث ان التكاليف سيتم تسديدها عبر الصادرات .ووصف الشركة بأنها تمتلك خبرات جيدة، حيث أعدت خطة حول مد أنبوب الغاز وتشييد وحدات إسالة الغاز.
ونوه زنكنة الى التوقيع على مذكرة تفاهم لدراسة مشروع الغاز الايراني المسال بين الوزارة والشركة، موضحاً ان مصنع الغاز المسال بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 10 ملايين طن سنوياً ما يزال غير مكتمل وللشركة فرصة نحو 6 أشهر لتقديم دراستها المالية والتقنية ومقترحها للمشاركة في الحصة والاستثمار بهذا المصنع. ولفت الى أن ايران وروسيا تمتلكان الاحتياطي الأول والثاني للغاز في العالم وان تعاونهما في الأسواق العالمية حاسم جداً. وأشار الى كلفة إكمال مشروع الغاز الايراني المسال، موضحاً ان المشروع بحاجة الى 4 مليارات دولار لإنجازه.
وعما اذا كانت شركة (غازبروم) تشارك الجانب الايراني في تصدير الغاز، قال زنكنة: ان هذا الاحتمال يعود الى الإتفاقات المقبلة.
من جانبه، قال مدير عام شركة (غازبروم) الروسية، ألكسي ميلر: ان نتائج دراسات حقول (كيش)، (فرزاد A و B) و(بارس الشمالية) سيتم تسليمها الى ايران خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الميلادي المقبل. وأضاف: انه جرت دراسة تفاصيل مذكرة التعاون بشأن مشروع (ايران إل.إن.جي) وفرص التعاون الثنائي بين البلدين في صناعة الغاز.
أهميّة استراتيجية
بالإضافة للأهميّة الإقتصاديّة لمذكّرات التفاهم هذه. وما تساهمه في تطوير برنامج إيران في مجال الغاز. يحظى هذا الملفّ بأهميّة استراتيجيّة، فالجمهوريّة الإسلامية الإيرانية و روسيا عملتا في الفترة الأخيرة على توطيد العلاقات فيما بينها، وبرز ذلك جليّا في مسألة مواجهة الإرهاب في السنوات الماضية. وسطع نجم الدولتين كحليفين مهمّين يملكان دورا أساسيا في المنطقة، وقوّة عظمى في وجه السيطرة الغربية. ولم يكتفي الطرفين بالإمور العسكرية بل بات التعاون قائما في شتى المجالات.
واتفاقية الغاز الأخيرة بإمكانها أن تعزز التعاون، وتقوّي موقف الطرفين في مواجهة الإستحكار الغربي لأسعاره (الغاز). خصوصا أن الدولتين تمتلكان احتياطا عاليا من النفط والغاز. وإن تواجدهما على نفس الضفّة يجعل منهما منافسا قويّا للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
الولايات المتحدة تعمل دائما على خفض أسعار النفط العالمية، كدولة قوية مصدّرة له، وبإمكانها أن تعوّض أرباحها في مجالات تجارية أخرى، الشيء الذي لا يمكن لدول الشرق الأوسط النفطيّة أن تفعله.
وإن أسعار النفط المنخفضة تعود بالضرر على روسيا وإيران، اللتان تعتمدان على بيع حاملات الطاقة كجزء أساسي في تأمين الدخل الوطني. واتفاقية كهذه بين البلدين بإمكانها الحدّ من انخفاض أسعار الطاقة التي تصدرانها. وروسيا تدرك جيّدا أهمية هذه الإتفاقات.
تعاون مستمرّ
هذا ووقعت الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسيا أوائل العام الحالي، 16 اتفاقية لتعزيز التعاون الثنائي بحضور الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ومن بين هذه الاتفاقيات، وقعت شركة ‘روس آتوم’ الروسية للطاقة، مذكرة تفاهم مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في مجال نقل المواد الذرية.
وكذلك وقعت مذكرة تفاهم بين شركة ‘غازبروم’ الروسية للطاقة وشركة النفط الوطنية الإيرانية لنقل الغاز الطبيعي، إضافة إلي مذكرة تفاهم بين شركة ‘روس غيولوغيا’ وشركة النفط الوطنية الإيرانية للتعاون في مجال التنقيب عن النفط، ومذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة لكلا البلدين للتعاون في مجال التجارة بالطاقة الكهربائية حسبما افادت قناة روسيا اليوم.
كما وقع الجانبان أيضا مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستراتيجي في كهربة السكك الحديدية بين شركة السكك الحديدية الروسية والسكك الحديدية الايرانية، فضلا عن توقيع عقد لكهربة خط السكك الحديدية ‘غرمسار – إينتشي بورون’، وتوريد المعدات والقاطرات الروسية.
وبالإضافة إلي هذه الوثائق، وقعت موسكو وطهران اتفاقا لرفع تأشيرات الدخول ‘فيزا’ لمواطني البلدين والمجموعات السياحية، وكذلك مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك لرئيسي البلدين، قال الرئيس فلاديمير بوتين: “أمام اللجنة الحكومية الدولية المشتركة أهداف محددة لتعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا وتكثيف الجهود لوضع (خارطة طريق) في مجال التجارة والصناعة، وتهيئة الظروف المواتية لزيادة شحنات المنتجات الزراعية والمواد الغذائية، وكذلك تطوير العلاقات بين البنوك واستخدام العملات الوطنية في تمويل الاستثمارات المتبادلة“.
وأعرب بوتين عن رضاه بشأن حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران خلال عام 2016 بقوله: ‘حجم التبادل التجاري بين بلدينا ارتفع بنسبة نحو 70%، وهي (نتيجة جيدة حقا)، لا سيما وأن هذا ما تم تحقيقه في ظروف عالمية متقلبة مع تقلب مستمر في أسواق السلع والعملات‘.
يذكر أن التعاون الروسي – الإيراني في المجال العسكري ساهم كثيرا في انهاء تواجد داعش على الأراضي السورية، وهو مستمرّ في شتى الميادين.